قائمة الموقع

موضات الجوال هوس يجتاح الشباب

2010-11-22T09:27:00+02:00

الرسالة نت- لميس الهمص

لم يمنع الفقر والبطالة العديد من "الشباب المهووسين" من امتلاك أحدث الهواتف المتنقلة "الجوال"، رغم ارتفاع أسعارها والتي بلغ متوسط الكثير منها ألف شيكل .

وبدأت ظاهرة المباهاة بامتلاك أكثر من جوال حديث الصنع تنتشر في الآونة الأخيرة بشكل مهول بين الشباب والفتيات، فأحد الجوالين يعمل ببطاقات الشحن، والآخر بنظام الفاتورة...

فتعددت أشكال الهواتف المحمولة التي يقتنيها كل شخص، فأصبحت مسألة اقتناء خطين –على الأقل- شبه ظاهرة منتشرة بين شريحة عريضة من الناس على الرغم من عدم حاجة البعض لهذا التعدد الرقمي.

لا غنى عنه

وقال ناصر سالم الطالب في الجامعة الذي يحمل في يديه جهازي جوال الأول من طراز(N73) والآخر (صيني الصنع ) إنه في كثير من الأحيان لا يستطيع تعبئة الجهازين ببطاقات الشحن إلا أنه يستقبل من خلال الجوالين المكالمات فيخصص الأول للعائلة بينما الأخر للأصدقاء .

ويضيف : ثمن الشريحة المنخفض ، علاوة على تعدد أنواع الجوالات بجميع الأسعار يشجع الكثير على اقتنائها حتى ولو لم تكن هناك حاجة إليها بينما يسعى البعض ليمتلك جوال بفاتورة وآخر بشريحة عادية .

ويتابع : "الآن لا أستطيع أن أستغني عنهما، وبصراحة عندما يكونا ممتلئين بالرصيد أشعر براحة نفسية ".

من جهته، تحدث احمد رائد عشرون عاما انه يمتلك ثلاثة شرائح وجهازين، مضيفاً: " ليس لدي دخل سوى راتب والدي، وصحيح أننا نعاني من الفقر، ولكن الجوال أصبح من الضروريات.

ويرى البعض أن هناك هوس شبابي وربما نسائي بأخر صياحات الجوالات  لدرجة أن اقتناء آخر صيحات الجوال واكسسواراتها أصبحت هدفاً لأغلب شباب غزة لاسيما طلبة المرحلة الثانوية و الجامعة  اعتقادا منهم أن ذلك يحقق لهم التميز الذي يسعون من أجل تحقيقه.

الفتيات ينافسن

وتشير أحدث الدراسات الاقتصادية إلى وصول عدد مستخدمي النقال في الدول العربية لـــــ 150 مليون مشترك نهاية العام الحالي بعد أن تجاوز العدد 77 مليون مشترك نهاية العام الماضي، واحتمالات تزايد عدد المشتركين سيظل بنفس المعدلات.

دراسة أخرى أعدها مركز البحوث التجارية والاقتصادية بجامعة القاهرة تؤكد أن الدول العربية تعد من أكثر دول العالم ارتفاعاً في معدلات نمو الهاتف المحمول والذي يصل إلى حد الهوس الاستهلاكي.

وترى بشرى نضال (18 عاما) أن الفتيات أصبحن ينافسن الصبيان على شراء كل ما هو جديد من الهواتف النقالة ،وتضيف شباب اليوم وخصوصاً الفتيات أكثر أدمانا من الصبيان،أصبحن يدمن أيضا الإكسسوارات الخاصة “والكفرات” وحافظات الجوال والنغمات وكل ما يتعلق بالجوال.

وتتساءل : بعد أن يحصل الشخص على جوال آخر موديل إلى أين سيصل؟ المشكلة أنهم يدفعون مبالغ طائلة مقابل (التميز الوهمي) مع أن الآخرين المحيطين حوله ينظرون للأمر على أنه نقص في الشخصية .

وتتابع : أنا اقتنيت الجوال بعد نجاحي في الثانوية العامة وكان هدية من والدي بهذه المناسبة وهو عبارة عن جهاز متواضع استخدمه للضرورة وللتواصل مع زملائي .

بينما تقول أم سامي أن نوع جوالها دائما يجلب لها الفخر خاصة أمام جاراتها لأنه جهاز غالى جدا وحديث، بالإضافة إلى انه يدلل على أن زوجي كريم جدا معي ، لذا أتفاخر  بجولي أينما ذهبت واحرص على أن امسكه بيدي للفت نظر الآخرين ، وتتابع رغم أن كل التقنيات الحديثة موجود بجوالي إلى أنى لا استطيع استخدامها.

مظاهر بحته

وفي ذات السياق يرى عصام .س صاحب محل لبيع الجوالات وقطع غيارها أن الكثير من المواطنين وخصوصا الشباب يقتنون أكثر من رقم من باب المظاهر والهواية لا للحاجة الملحة، موضحا أن الإقبال على شراء الجوالات لا يهتم به الشباب فقط بل أيضا الفتيات فتجد الجنسين يملكون جهازين أحدهما حديث والأخر قديم، ويسخر ضاحكا "لكن في النهاية نحن الرابحون من وراء ذلك ".

وأكد أن أكثر زبائنه هم من الجنس الناعم فهم يقبلون على محله بكثرة سواء من ناحية شراء الجوالات  ويهتمون بأخر الموديلات الموجودة بالسوق إضافة إلى هوس  شراء الإكسسوارات وزينة الهواتف وبطاقات شحن الرصيد ، أما الذكور  فينحصر دورهم على التفرج على آخر الأنواع من الهواتف ومميزاتها، وقليل منهم  يكون من النوع الجاد الذي يقوم بالشراء فعلاً.

من جهته حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الألماني فرايدلهايم فولنهورست من مخاطر ترك أجهزة الموبايـل مفتوحة في غرف النوم علي الدماغ البشري، وقال في لقاء خاص معه في ميونيخ، أن إبقاء تلك الأجهزة أو أية أجهزة إرسال أو استقبال فضائي في غرف النوم يسبب حالة من الأرق والقلق وانعدام النوم وتلف في الدماغ مما يؤدي على المدي الطويل إلى تدميـر جهـاز المنـاعـة في الجسم.

وأشار بهذا الصدد إلى العديد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية مستخدمي الموبايل مثل الصداع وألم وضعف الذاكرة والأرق والقلق أثناء النوم وطنين في الأذن ليلاً كما أن التعرض لجرعات زائدة من هذه الموجات الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق أضرارا بمخ الإنسان .

وحسب منظمة الصحة العالمية فأنه يوجد علي مستوي العالم حوالي 400 مليون تليفون محمول "موبايل" ويحتمل أن يصل هذا العدد إلي مليار.

اخبار ذات صلة