تزداد حدة الخطاب في الاعلام العبري ضد الحكومة (الإسرائيلية) بقيادة بنيامين نتنياهو، تتهمه فيها بالفشل في معركته التي تدور حاليا مع المقاومة الفلسطينية في غزة.
ويوم بعد الآخر يزداد عدد الإعلاميين والجمهور (الإسرائيلي) الذي يهاجم نتنياهو ووزير حربه بيني غانتس، وخصوصا في ظل مرور أكثر من أسبوع على التصعيد مع غزة.
وخرج نتنياهو أكثر من مرة ليعلن توجيه ضربات قاسية للمقاومة في غزة، وأن هدف العملية يتمثل في وقف إطلاق الصواريخ من غزة، إلا أن المتابع للتطورات يرى أن الصواريخ مستمرة على مدار اللحظة.
** فشل ذريع
بدوره، قال أبرز ضباط المخابرات (الإسرائيلية) جونين بن يتسحاق: "إن (إسرائيل) فشلت في المواجهة مع حماس، مهما فعلنا لن نحقق النصر هذه المرة، لقد هزمنا".
فيما أعلن قائد القطاع الشرقي في جنوب لبنان، كوبي ماروم، أن "الجيش ليس لديه القدرة على هزيمة حماس".
وأضاف ماروم: "في المنظومة الأمنية والسياسية (الإسرائيلية) يبحثون عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد خوفا من التورط".
بدوره، عقّب رون بن يشاي مراسل صحيفة "يديعوت احرونوت" قائلا: "في مثل هذه الحملة على غزة، يقول المسؤولون عن ادارة المعركة إنه "يجب أن تنهض عن الطاولة".
وأضاف بن يشاي: "في الواقع (إسرائيل) تفكر في كيفية القيام بذلك والبحث عن ما يعرف بـ "آلية الخروج"، والقصد عدم السماح لحماس بالسيطرة على اللعبة وإملاء شروطها، وإنما (إسرائيل) هي التي ستملي من جانب واحد انتهاء الحملة.
وعن التوقف أحادي الجانب قال إنه بلا شك النهاية المفضلة في الوضع الحالي من وجهة نظر (إسرائيل)، ويمكن بالتأكيد مناقشة قضايا مثل منع التكثيف المستقبلي للقوة.
وأكد الصحفي والسياسي (الإسرائيلي) إلداد يانيف أن نتنياهو يتخبط ولا يعرف كيف ينهي هذه العملية لإنقاذ نفسه ومنصبه؛ "فلا يوجد ردع والصواريخ تتساقط بلا توقف والمطار مغلق ولا يزال "العبقري" كوخافي يحدثنا بأننا لا زلنا في البداية".
وأشار الكاتب الإسرائيلي تساحي دفوش إلى أنه في الأيام الستة الأخيرة، أطلقت المقاومة أكثر من 3100 صاروخ من قطاع غزة تجاه (إسرائيل)، و 70% من سكان دولة الاحتلال دخلوا إلى الملاجئ.
من جهته، أكد المختص في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو أمام عجز غير مسبوق في إدارة الحرب.
وقال أبو زبيدة إن تصريحات نتنياهو حول احتمائه بالولايات المتحدة، تدلل على فشل إدارته للحرب، وبحاجة لمن ينزله عن الشجرة التي صعد عليها باستهداف الأبراج السكنية ومنازل المواطنين.
ولفت إلى أن قادة العدو العسكريين والسياسيين يتخوفون من إنهاء المعركة بهذا الشكل، "وهو ما يكلفهم المثول أمام لجان التحقيق الإسرائيلية".
وبيّن أبو زبيدة أن (إسرائيل) لم تفقد قدرتها على الردع فقط بل انكسرت هيبتها، وهو ما يدفعها لهدم البيوت على رؤوس ساكنيها لإيجاد مخرج من التصعيد الدائر مع غزة.
وختم المختص في الشأن الأمني بقوله: "معركة سيف القدس كشفت حقيقة (إسرائيل) وبشكل لا لبس فيه، أنه كيان يمكن كسره وأن المقاومة المحاصرة راكمت وامتلكت خلال السنوات الماضية من نقاط القوة سواء على صعيد الوسائل النوعية أو الأسلحة المبتكرة ما أوصلها بفضل الله ومنته لدرجة أن تضع بدائل وازنة لاتخاذ القرارات والسيناريوهات لتجعل تهديداتها واقعا على الأرض.