حذر رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في غزة يحيى السنوار الاحتلال الإسرائيلي من المساس بالقدس والمسجد الأقصى، وقال إن التصعيد الأخير ما هو إلا مناورة.
وقال السنوار في أول كلمة له بعد عملية "سيف القدس" إن قرار زوال دولة الاحتلال مرهون بالمساس بالإجراءات الإسرائيلية في القدس، وانتهاكاتها في المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين.
وأشار إلى أن رد المقاومة على تصعيد الاحتلال في غزة ما هو إلا مجرد مناورة، مؤكدا أن المقاومة أوصلت رسالة للعدو وللعالم أجمع أنه كفى لعبا بالنار "ونحن لا نطلق التهديدات ولا ننفذها".
وقال إنه لم يكن هناك اتفاق لإنهاء جولة القتال الأخيرة في غزة، بل وقف إطلاق نار متزامن غير مشروط وانتهى الأمر. وأكد أنه لن ينقضي هذا العام إلا بانفراجة اقتصادية لقطاع غزة، وأن الفصائل الفلسطينية ستحرق الأخضر واليابس ما لم تحل مشاكل غزة.
وقال السنوار إن ما بعد مايو/أيار 2012 (في إشارة إلى التصعيد الأخير) ليس كما قبله و"على أهلنا في القدس البقاء على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى" مشيرا إلى وجود 10 آلاف استشهادي في الداخل المحتل جاهزون للرد على المس بالقدس.
ووجه رسالة إلى الفلسطينيين في كافة المناطق، داعيا سكان الضفة إلى الهبة في وجه المستوطنين، وطالب المقدسيين بالصمود، وسكان الداخل الفلسطيني بالمطالبة بحقوقهم.
وشدد السنوار على أن ما سمي التعايش في الداخل الفلسطيني سقط إلى الأبد.
وحول تفاصيل التصعيد في غزة، أكد السنوار أن المخطط الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في القضاء على الصف الأول السياسي والعسكري في حماس، ضمن خطة "رياح الجنوب".
وأضاف أن الاحتلال فشل أيضا في استدراج مقاتلي النخبة في حماس، والفصائل الأخرى، إلى كمائن في المواقع المتقدمة، مشيرا إلى أن استخبارات المقاومة كانت مطلعة على خطة الاحتلال ومحاولة خداعهم بوجود توغل بري.
وأكد السنوار أن الاحتلال لم ينل من مقاتل واحد في كتائب عز الدين القسام، أو الفصائل الأخرى، في خطة الخداع بالاقتحام البري.
وأشار إلى أن كل البنية التحتية العسكرية للمقاومة ما زالت قائمة ولم تتضرر إلا بشكل طفيف، مؤكدا وجود ما يزيد على 500 كلم من الأنفاق، وأن الضرر لا يزيد على 5%.
وأوضح السنوار أن الحصيلة الإجمالية من الشهداء هي 57 من القسام و22 من سرايا القدس.
وكشف عن مخطط للمقاومة بإنهاء الجولة بإطلاق 300 صاروخ دفعة واحدة، لكنها أوقفتها بعد تدخل الوساطات، وخاصة جهود دولة قطر.
وعن الجهود لإعمار قطاع غزة، أكد السنوار الاستعداد لتسهيل تلك الجهود "بكل ما أوتينا من قوة"، ورفض ما وصفه باللعب الأميركي على التناقضات الداخلية الفلسطينية بشأن إعادة إعمار القطاع.
المصدر : الجزيرة