قائمة الموقع

لماذا أثارت قذائف الهاون مخاوف الاحتلال خلال حربه على غزة؟

2021-05-27T08:52:00+03:00
لماذا أثارت قذائف الهاون مخاوف الاحتلال خلال حربه على غزة؟
الرسالة نت - وكالات

شكلت قذائف الهاون التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، مصدر قلق كبير لقوات الاحتلال المتمركزة في محيط قطاع غزة، وصنعت فارقا كبيرا في المواجهة إلى جانب الوسائل الأخرى، كالصواريخ البعيدة، والطائرات الهجومية المسيرة.

ورغم امتلاك الاحتلال منظومة رادار عسكري متطور للغاية، إلا أن هذا السلاح البسيط ذا المديات القليلة واصل سقوطه على مواقع الجيش قبيل دقائق من إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، دون أن يتمكن الأخير من رصد مرابضه أو اعتراض قذائفه المتساقطة.

وظل الهاون سلاحا أساسيا تعتمد عليه المقاومة الفلسطينية في كل مواجهاتها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحيط قطاع غزة، إذ إن المقاومة بدأت باكورة تحولها إلى حقبة المواجهة الصاروخية مع الاحتلال بقذائف الهاون التي أطلقت للمرة الأولى من غزة صوب مواقع الاحتلال عام 2001.

وشكل الهاون هاجس رعب كبير لقوات الاحتلال، ما دفع المتحدث باسمها، هايدي زيلبرمان، للاعتراف بمخاوف قيادة الجيش الإسرائيلي من قذائف الهاون المنطلقة من غزة تجاه تجمعات الجنود على الحدود.

ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن المتحدث العسكري قوله: "هناك مخاوف حقيقية لدى القيادة الإسرائيلية العسكرية العليا من قذائف الهاون".

وبحسب المتحدث، قذائف الهاون لها عيب واحد بالنسبة للجيش، وهو عدم وجود فترة زمنية للابتعاد أو الاختباء منها.

والهاون عبارة عن قطعة مدفعية صغيرة ذات عيار قوي للضرب العمودي، ويعد من الأسلحة النارية القديمة قليلة التعقيد، وهي تتوفر بعيارات مختلفة، لكن الشائع منها عيارات 60 مم،81 مم، 120 مم، ويوجد عيارات أخرى تختلف حسب مصدر إنتاجها.

لماذا لا يمكن رصد قذائف الهاون؟
 
تتمتع قذائف الهاون بقدرة فائقة على إحداث أضرار بموقع الخصم، دون أن يتم تحديد مواقع الإطلاق أو اعتراض القذائف قبل السقوط عبر منظومات الدفاع الجوي، إذ إن الفترة بين إطلاق القذيفة وسقوطها لا تتعدى بضع ثوان، ما يصعب عملية رصدها من قبل أجهزة الاستشعار والرادارات العسكرية.

كما أن قذائف الهاون لا يمكن رصد أماكن إطلاقها أيضا، ويرجع ذلك إلى أنه لا يصاحب القذيفة كمية لهب كبيرة عند الإطلاق، أو خيط دخاني كما في الصواريخ الأرض أرض، بل تخرج من فوهة المدفع كمية منخفضة للغاية من اللهب، لا يمكن رصدها نهارا، فيما يمكن حال إطلاق القذائف ليلا تزويد تلك المدافع بخافض للهب، أو وضع السلاح في أماكن منخفضة نسبيا، الأمر الذي جعل من تلك القذائف مصدر خطر كبير على قوات الاحتلال، التي تنتشر في مواقع مكثفة في محيط قطاع غزة.

وأدخلت حركات المقاومة في قطاع غزة تحسينات كبيرة على سلاح الهاون، الذي يصنع محليا منذ سنوات عديدة، حيث استفادت من تجاربها السابقة، لتزيد جودة هذا السلاح من حيث الخامات المستخدمة في صناعته، ودقة الأهداف التي يجري ضربها.

ويتم تلقيم المدفع من الفوهة هذا بالنسبة للهاونات الصغيرة والمتوسطة، أما الهاونات الكبيرة 160 ملم و240 ملم وبعض الهاونات من عيار 120 ملم، فتلقم من الأسفل، وذلك لثقل وزن القذيفة.

ويرمي الهاون عدة أنواع من القذائف، أهمها القذائف المتفجرة والمشظية، كما يرمي قنابل مضيئة، ويمكن التحكم في توقيت انفجار قذائف الهاون؛ حيث يمكن أن تنفجر قبل وصول الهدف، وتسمى القذائف الانشطارية، ويمكن أن تنفجر بعد اصطدامها بالهدف بعدة ثوان، وهذه تستخدم ضد المباني؛ وذلك لضمان اختراقها السقف، ووصولها داخل الهدف المطلوب.

وللهاون قوة تأثير كبيرة، حيث تنتشر شظايا قذائفه في دائرة قطرها 50م، كما يمكن للهاون أن يرمي على عدة أهداف من مكان واحد.

وكانت المقاومة أطلقت ما يزيد على 4000 آلاف صاروخ من قطاع غزة صوب مناطق واسعة من فلسطين المحتلة عام 48، منذ انطلاق المواجهة مع قوات الاحتلال في العاشر من الشهر الجاري، نصرة للقدس والأقصى، ما أسفر عن مقتل 13 إسرائيليا.

وفجر الجمعة الماضية، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة والاحتلال، بعد عدوان على القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني.

وإجمالا، أسفر العدوان على الأراضي الفلسطينية كافة عن 281 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصاباتهم "شديدة الخطورة".

اخبار ذات صلة