حذر زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، السبت قادة الاحتلال من أي عملية اغتيال، تستهدف مقاتلين أو قادة حركته، في أي مكان، وفي أي زمان.
وقال النخالة، سنرد عليها في نفس الوقـت، بقصف "تل أبيب" قـولاً واحدًا، "رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".
وشدد في كلمته خلال المهرجان الوطني الكبير الذي نظمته حركة الجهاد الإسلامي احتفاءً بانتصار "معركة سيف القدس" بعنوان :"سيـف القـدس - اقتـرب الـوعـد"، في ساحة أرض السرايا وسط مدينة غزة، على أن الحركة ملتزمةٌ بمقاومة الكيان الصهيوني، ولن تتوقف عن قتاله حتى يرحل عن أرض فلسطين، مهما كانت التضحيات.
وأكد النخالة، أن وحدة شعبنا ومقاومته هي السبيل الأهم لاستعادة حقوقنا في فلسطين، وأن لا سلام في المنطقة والعالم ما بقي هذا الاحتلال قائمًا على أرض فلسطين، وأن القدس ستبقى محط رحالنا، ومهوى قلوبنا، طال الزمان أم قصر.
وشدد القائد النخالة، على أن هذه الجولة من القتال بيننا وبين العدو لم تنتهِ بعد، ومقاتلينا ما زالوا جاهزين لاستئنافها في أي وقت، قائلاً: " نحن ما زلنا في مواقعنا مستعدين، ولكننا استجبنا لإخواننا في مصر وفي قطر الذين نقدر جهودهم في وقف العدوان على شعبنا، والتزمنا بوقف إطلاق النار المتزامن والمترابط بما يخدم ما انطلقنا من أجله، وهو حماية أهلنا في حي الشيخ جراح، وعدم المساس بالمسجد الأقصى."
وتابع: " نحن نتابع عن كثب سلوك العدو في الميدان، ومدى التزامه بوقف إطلاق النار، وسلوكه اتجاه القدس وحي الشيخ جراح، والمقاومة كانت وما زالت ملتزمة بحماية شعبنا الفلسطيني ومقدساته."
ودعا النخالة، كافة القوى الوطنية التي راهنت على إمكانية التعايش مع المشروع الصهيوني، أن تعيد قراءتها لهذا المشروع العنصري الاستئصالي الذي يريد كل شيء في فلسطين، وأن نغادر المواقف التي بنيت على أن شعبنا ليس بمقدوره فعل شيء، وأن نثق بشعبنا ومقاومته، وبأنه يستطيع أن يغير كل شيء.
وأوضح النخالـة، أن معركة القدس أنهت مرحلة سقطت فيها أوهام السلام الزائف، وبدأت مرحلة جديدة من جهادنا ونضالنا، فلننطلق ببرنامج نضالي صلب، يؤكد على وحدة شعبنا في كل أماكن تواجده، وعلى تحرير فلسطين.
ووجه التحية، لشهداء شعبنا من المجاهدين والمواطنين العزل، ولعوائل الشهداء، الأمهات والآباء والزوجات والأبناء والجرحى وعوائلهم، ولمن دُمرت منازلهم وبيوتهم من القصف الصهيوني وبقوا واقفين، ولكافة أبناء شعبنا.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والله أكبر، والعزة لله ولرسوله والمؤمنين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية، أنحني بكل ما أملك من قوة ويقين، إجلالاً وإكبارًا لشهداء شعبنا من المجاهدين والمواطنين العزل الذين كان لهم الفضل الأكبر في جمعنا هذا.
السلام على المجاهدين الشهداء الــــذين يستحقون هذا الحشد وأكبر، اسمًا اسمًا، وفارسًا فارسًا، وفي هذا المقام تتساوى الدماء في الشهادة، ولكن اسمحوا لي أن أوجه التحية لروح الشهيد العزيز قائد سرايا القدس في شمال قطاع غزة، القائد حسام أبو هربيد الذي حافظ أن يكون لساعة البهاء بقاؤها.
السلام على عوائل الشهداء، وعظم الله أجوركم جميعًا، الأمهات والآباء والزوجات والأبناء، السلام على الجرحى وعوائلهم الكريمة.
السلام على الذين دمرت منازلهم وبيوتهم من القصف الصهيوني وبقوا واقفين.
السلام على شعبنا العظيم الذي كان وما زال أهلاً لهذا النصر وهذا التكريم.
السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.
يا شعبنا العظيم، يا أهل غزة الأباة، لقد أثبتم للعالم أجمع، أنكم شعب يستحق الحياة، ويستحق الانتصار، فانتصرتم بإرادتكم ودمكم على العدوان، وعلى أقوى ترسانة عسكرية في المنطقة.
يا من احتضنتم مقاومتكم الباسلة، وجعلتموها تحقق هذا الانتصار، فأنتم والله شعب لا مثيل له على وجه الأرض، في الصبر والتحدي، والإصرار على الصمود والبقاء مرفوعي الجباه، فتحية لكم مني ومن كل أحرار العالم. لذلك أقول لكم، ولكل شهداء شعبنا: إننا سنبقى الأوفياء لخط الجهاد والمقاومة، للخيار الذي ارتقيتم فيه، إنه طريقنا حتى النصر إن شاء الله.
يا شعبنا العظيم، هذا اليوم هو يوم الشهداء، وهو يوم النصر لشعبنا، هذا يوم انتصارنا على الحياة التي أرادوها لنا قهرًا وظلمًا وحصارًا.
نحتشد اليوم في مكان كان معتقلاً وسجنًا للمقاومين، وهو شاهد على عذابات الآلاف من أبناء شعبنا، واستشهاد الكثيرين منهم تحت التعذيب، لكنه اليوم بكم تحول إلى مكان لاحتفالنا بالانتصارات.
نجتمع لنكرم الشهداء العظام من أبناء سرايا القدس المظفرة، وكتائب القسام، وشهداء شعبنا العظيم، بعد التصدي لعدوان كبير، كتب عنه الكثير، وسيكتب عنه الكثير. إنه انتصار على عدوان همجي ووحشي، تم كسره ودحره. إنه حكاية شعب يصعد للانتصار يومًا بعد يوم... وها هي مقاومتنا في فلسطين بكل تكويناتها، تؤكد على خيار شعبنا الحقيقي في مواجهة العدو، وتؤكد أن الإرادة الحية المقاتلة تزيل أكبر التحديات رغم الحصار، وتؤكد أن العدو قابل للهزيمة أكثر مما يتصور كثيرون، وأننا بإرادتنا ومقاومتنا أقوى مما يتصور كثيرون أيضًا.
وها هي معركة سيف القدس مضت في أيام قليلة، كأنها الطوفان، وكأنها الحياة لأمة توهموا أنها ماتت، وتخلت عن القدس، وتخلت عن فلسطين... رغم كل مشاعر الإحباط التي سوقوها، وشعارات الهزيمة التي رفعوها، وحاصروا بها شعبنا وشعوبنا العربية، بحملات التطبيع، وخطابات التضليل، واحتفالات السلام الزائف في واشنطن وغيرها من العواصم، بقولهم لا فائدة ولا جدوى من المقاومة، فالبحر من أمامكم، والعدو من ورائكم، ومن حولكم، ومن سمائكم.
وبدا للعدو أن القدس أصبحت في متناول يده، فخرج له شعبنا العظيم عن بكرة أبيه، وتجاوز قيد اللحظة إلى حركة التاريخ، وهو يرى انتصارات الأمة الكبرى ورسالتها الخالدة، ويرى كيف تنهض كالمعجزة في كل مرة تواجه فيها التحديات، فكانت القدس بأهلها تنتفض كالمارد، وكذلك كانت حيفا ويافا، واللد وأم الفحم، وجنين ورام الله، ونابلس والخليل، وكل المدن والقرى، وكل شعبنا في الشتات والمهاجر، وشعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، وكانت غزة سيف القدس، وسيف فلسطين كل فلسطين.
وفي أيام قليلة، أصبح كل شيء مختلفًا، وهرعت أمريكا وكل محورها، ليعيدوا ترتيب أوضاع بقرتهم المقدسة "إسرائيل"، وبدأوا يتحدثون عن حق الشعب الفلسطيني في دولة ولها عاصمة... إنها محاولة امتصاص لارتدادات الحدث التاريخي، وامتداداته في المنطقة والعالم، ومحاولة إعادة السيطرة على المارد الذي اعتقدوا أنه مات في قمقمه. وسيحاولون أن يخلقوا لنا الكثير من الهموم والمشاكل، وأن يؤججوا الاختلاف والخلافات بيننا، وسيحاولون إشاعة الإحباط بكافة الطرق والوسائل، وسيحاولون إحياء اتفاق أوسلو بشكل جديد، وسيحاولون تجريدنا من سلاحنا، ليبقى الكيان الصهيوني هو السيد، وهو الذي يقرر الطريقة التي نعيش بها.
إن هذا كله يستدعي الانتباه، ويستدعي التفاف الشعب حول المقاومة، وإن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده هدف يجب أن نسعى بكل السبل والوسائل من أجل تعزيزه، ويجب أن يكون واضحًا لدى الجميع، أن التعايش مع هذا الكيان القاتل والمجرم، كما يتوهم البعض، غير ممكن، وأن الاستجداء لا يجلب إلا المزيد من الذل، والمزيد من المهانة، وأن المقاومة أثبتت، بعد معركة القدس، أنها الطريق الأصوب لاستعادة الحقوق، وحماية شعبنا من القتل والعبودية.
وها هي معركة سيف القدس تشكل مخرجًا وطنيًّا للشعب الفلسطيني، وللمشروع الوطني الذي راوح في مربع التسويات العدمية لأكثر من ربع قرن، ففلسطين تعود اليوم إلى قلب الاهتمامات العربية والإسلامية شعبيًّا ورسميًّا، وإلى قلب الاهتمام الدولي. وعلينا جميعًا أن نتحرك للاستفادة من هذه المتغيرات، ويجب أن نمنع، بكل ما نملك من قوة، محاولة إجهاض ما أنجزناه.
إن الحديث عن حكومة وحدة وطنية، يقبلها الغرب بمسمى الشرعية الدولية، وبشروط الرباعية، لم يعد له سبب إلا محاولة القفز عما تم إنجازه في معركة سيف القدس، ومحاولة العودة إلى أوهام المفاوضات مرة أخرى.
وإنني، بهذه المناسبة، أدعو كافة القوى الوطنية التي راهنت على إمكانية التعايش مع المشروع الصهيوني، أن تعيد قراءتها لهذا المشروع العنصري الاستئصالي الذي يريد كل شيء في فلسطين. وعلينا جميعًا أن نغادر المواقف التي بنيت على أن شعبنا ليس بمقدوره فعل شيء، وأن نثق بشعبنا ومقاومته، وبأنه يستطيع أن يغير كل شيء... هذا كيان قام بالقوة المسلحة، وطردنا من أرضنا وتاريخنا، ومارس كل أشكال القتل والتدمير على شعبنا، وما تشاهدونه حولكم، من قتل ودمار ودماء، هو أكبر دليل على ذلك. فلننهض جميعًا، وبلا تردد، لمشروعنا الوطني الحقيقي الذي يدعو إلى تحرير فلسطين التاريخية، وعاصمتها القدس، وغير ذلك فهو العودة إلى الأوهام مرة أخرى.
الإخوة والأخوات...
نعم، إن معركة القدس أنهت مرحلة سقطت فيها أوهام السلام الزائف، وبدأت مرحلة جديدة من جهادنا ونضالنا، فلننطلق ببرنامج نضالي صلب، يؤكد على وحدة شعبنا في كل أماكن تواجده، وعلى تحرير فلسطين.
يجب أن نتمسك بنعمة الجهاد والاستشهاد، حتى لا يحولونا إلى شعب متسول، هكذا يحاولون الآن ويخططون له، فلنكن على حذر من أمرنا. إن أمريكا التي نقتل بسلاحها، تتحدث عن إعادة بناء ما هدم ودمر بطائراتها وصواريخها، لذلك على إخواننا العرب والمسلمين، أن لا يتركوا الميدان للذين قتلوا شعبنا...
إننا ما زلنا نعتقد ونثق بأن أمتنا قادرة على التقدم أكثر باتجاه فلسطين وشعبها، وها هي إيران الجمهورية الإسلامية تقدم نموذجًا للجميع، فماذا ينقصكم لتكونوا مثل الشعب الإيراني؟! لتنحازوا إلى فلسطين ومقاومة الشعب الفلسطيني؟! وفي هذا السياق أجد من واجبي أن أقدم الشكر الكبير، للشعب اليمني العظيم، وقائده السيد عبد الملك حفظه الله، لمبادرته بجمع التبرعات. إنهم يريدون أن يعطونا طعامهم وطعام أطفالهم، وهم لا يجدون قوت يومهم... إنهم ]يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ[. فيا شعب اليمن العظيم، لكم كل الحب من شعب فلسطين، إنكم تعلموننا، وتعلمون العالم، كيف تكون الأخوة الحقيقية.
لقد فتحت معركة القدس آفاقًا جديدة، لكل الذين يريدون التحرر من الخوف ومن الرهبة، وللذين يريدون القدس حرة من سيطرة العدو، ويريدونها عاصمة لفلسطين بجلالها وكبريائها.
إن الشعب الذي هو منكم، وبإرادته وإمكانياته المتواضعة، وبمقاومته العنيدة، جعل كل شيء ممكنًا، وجعل القدس أقرب... كيف لو كنتم أكثر قربًا من فلسطين ومن القدس، ودعمتم واحتضنتم المقاومة التي أذلت المشروع الصهيوني، وجعلته أقرب إلى الوهم؟!...
ها هو الشعب الفلسطيني ومقاومته يفتحون طريقًا عريضًا للأمل من جديد، بأن فلسطين ستكون بلا احتلال، ونحن على يقين بذلك (مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)
الإخوة والأخوات...
إن هذه الجولة من القتال بيننا وبين العدو لم تنتهِ بعد، ومقاتلينا ما زالوا جاهزين لاستئنافها في أي وقت، فنحن ما زلنا في مواقعنا مستعدين، ولكننا استجبنا لإخواننا في مصر وفي قطر الذين نقدر جهودهم في وقف العدوان على شعبنا، والتزمنا بوقف إطلاق النار المتزامن والمترابط بما يخدم ما انطلقنا من أجله، وهو حماية أهلنا في حي الشيخ جراح، وعدم المساس بالمسجد الأقصى.
ونحن نتابع عن كثب سلوك العدو في الميدان، ومدى التزامه بوقف إطلاق النار، وسلوكه اتجاه القدس وحي الشيخ جراح، والمقاومة كانت وما زالت ملتزمة بحماية شعبنا الفلسطيني ومقدساته.
في نهاية كلمتي أؤكد على الثوابت التالية:
أولاً: إننا ملتزمون بمقاومة الكيان الصهيوني، ولن نتوقف عن قتاله حتى يرحل عن أرضنا فلسطين، مهما كانت التضحيات.
ثانيًا: إن وحدة شعبنا ومقاومته هي السبيل الأهم لاستعادة حقوقنا في فلسطين.
ثالثًا: لا سلام في المنطقة والعالم ما بقي هذا الاحتلال قائمًا على أرض فلسطين.
رابعًا: إن القدس ستبقى محط رحالنا، ومهوى قلوبنا، طال الزمان أم قصر.
خامسًا وأخيرًا: أقول لقادة العدو: إن أي عملية اغتيال، تستهدف مقاتلينا أو قادتنا، في أي مكان، وفي أي زمان، سنرد عليها في نفس الوقـت، بقصف تل أبيب قـولاً واحدًا، "رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجد للشهداء
والنصر لشعبنا
والسلام عليكم