قائد الطوفان قائد الطوفان

زكريا حمايل.. شهيد جديد من ضحايا الاستيطان

غزة-رشا فرحات

شهيد جديد من شهداء الاستيطان، وقد أصبح جل شهداء الضفة من ضحاياه، فعلى قمة جبل صبيح في بلدة بيتا مشروع سرقة جديد يقيمه الاحتلال على أراضي أهالي القرية، بصلافته المعهودة، فأصبحت قرية بيتا جبهة نضال مشتعلة على مدار الأسبوعين السابقين.

ليس مشروعا جديدا، وإنما هو مشروع عمره سنوات يقيمه الاحتلال بحماية جيشه، حتى وصل عدد بيوت المستعمرة هناك إلى عشرين بيتا كمرحلة أولى، وفي كل مرة يواجه الاحتلال أهل بيتا العزل إلا من حقهم في الحياة فيقتلون ما شاء لهم الله أن يقتلوا.

هذه البؤرة الاستيطانية ستأكل كل الأراضي الزراعية المبنية فوقها والتي تحوي أشجار زيتون ومعصرة وشقاء عمر ورزق عيال لأصحابها، فبات جدولا أسبوعيا لأهالي القرية أن يخرجوا بعد صلاة الجمعة ليواجهوا السيارات المصفحة والجرافات التي تقتلع أحلامهم بصدورهم العارية، ويعتصموا هناك، لعل العالم يسمع أو يرى.

وبالأمس استشهد زكريا حمايل ابن بيتا الذي لم يتجاوز الثمانية والعشرين في وقفة ضد الاستيطان على جبل صبيح، وأصيب الشاب الجبلي برصاصة في الرأس أطلقها الاحتلال على محاربي الاستيطان.

منذ أكثر من شهر والبلدة تشهد مواجهات يومية لمحاربة بؤرة أبيطار الاستيطانية، وأعلن الشباب النفير ضد عصابات المستوطنين باتجاه الجبل الذي حوله الاحتلال لمنطقة عسكرية مغلقة.

ارتقى زكريا، بالإضافة إلى ثلاث اصابات بالرصاص واحدة منها خطيرة، أعدم بدم بارد بعد أن صلى مع رفاقه الجمعة فوق الجبال وفي جريمة أخرى أعدم قبله عيسى برهم المحامي الناشط، في ذات الموقع قبل أسبوعين.

 زكريا هو أستاذ للغة العربية، تربى في الغربة، ودرس في الأردن، وعاش حياة طويلة خارج فلسطين لم تمنعه من شعور الانتماء الفطري الذي يسكن كل قلب فلسطيني.

عادت عائلة حمايل الى فلسطين وأقامت في مسقط رأس العائلة في قرية بيتا، ومنذ ذلك الوقت وهي لا تتغيب عن حضور كل الوقفات الرافضة للاستيطان في القرية والقرى المجاورة، حيث يجتمع الجبليون كل جمعة فوق جبل صبيح، فيعود منهم من كتبت له العودة، ويرتقي من كتب له الارتقاء شهيدا.

اعتقل زكريا حمايل مسبقا بعد أقل من عام من عودته إلى الضفة، ووجهت له تهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، ثم خرج من معتقله مواصلا رسالته كمعلم وكمناضل لا يستسلم، وبدأ ينتظم كل أسبوع في الوقفات الاحتجاجية على جبل صبيح، فحينما يقرر الفلسطيني أن يرفض الظلم، يضع حياته على كفه وكذلك فعل زكريا.

وجبل صبيح يقع إلى الجنوب من بيتا، ويُطل على ثلاث بلدات هي: بيتا وقبلان ويتما، ويحاذي الشارع الرئيسي الذي يصل إلى أريحا عن طريق زعترة، وقريبٌ من منطقة صناعية وحيوية في البلدة.

البث المباشر