قائمة الموقع

حكومة "التغيير" ستلقي بنتنياهو خارج الحلبة السياسية

2021-05-31T09:34:00+03:00
الرسالة نت- محمد عطا الله

توشك أحزاب المعارضة الإسرائيلية على تشكيل ما يسمى بـ "حكومة التغيير" عقب وجود مؤشرات على قبول رئيس حزب (يمينا) اليميني نفتالي بينيت، الانضمام لحكومة رئيس حزب (هناك مستقبل) الوسطي يائير لابيد، والتناوب على رئاستها.

جاء ذلك بعد فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة وتكليف الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين لابيد بتشكيل حكومة ضمن مهلة زمنية لا تزيد عن يوم الأربعاء المقبل.

وأفادت القناة 12 العبرية بأن الإعلان عن التحالف الجديد سيكون خلال اليومين المقبلين (في موعد لا يتجاوز الأحد)، كما سيتم تنصيبهما في غضون 10 أيام أمام رئيس الدولة ريفلين.

وأضافت القناة العبرية أن الاتفاق ينص على تولي بينيت (حصل على 7 مقاعد في الكنيست) رئاسة الوزراء حتى سبتمبر/أيلول 2023، ثم يحل لبيد (حصل على 17 مقعدا) مكانه حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

ما سبق يعني أن نتنياهو سيكون على رأس المعارضة وهي المرة الأولى التي لن يكون فيها رئيسا للوزراء منذ العام 2009، وهو الأمر الذي لن يقبل به وسيدفعه إلى محاولة إفشال تشكيل حكومة "التغيير" بأي طريقة، كون ذلك يعني انتهاء مستقبله السياسي، لا سيما وأن العديد من تهم الفساد تلاحقه.

غضب نتنياهو كان واضحا من خلال الشريط المصور الذي نشره عبر تويتر والذي وصف فيه التحالف بين لبيد وبينيت باحتيال لا يمكن تصوره".

واعتبر أن ما جرى انتهاك واضح لجميع الوعود التي قطعها بينيت على نفسه قبل عدة أسابيع، حيث قال -أي بينت- خلال الحرب ضد قطاع غزة إن الحكومة اليسارية فقدت حظوظها، فما الذي تغير الآن؟ يتساءل نتنياهو.

وكانت (إسرائيل) قد شهدت 4 انتخابات منذ أبريل/نيسان 2019، نتيجة تعذر حصول المكلفين بتشكيلها على نيل الثقة المطلوبة من الكنيست (61 نائبا).

وستضم حكومة لبيد بينت حال نجاح تشكيلها حزب "هناك مستقبل "الوسطي (17 مقعدا)، أزرق أبيض الوسطي (8 مقاعد)، العمل الوسطي (7 مقاعد)، يمينا اليميني (7 مقاعد)، إسرائيل بيتنا اليميني (7 مقاعد)، أمل جديد اليميني (6 مقاعد)، ميرتس اليساري (6 مقاعد).

وبذلك تكون هذه الأحزاب جميعا قد حصلت على 58 مقعدا أي أقل بـ 3 مقاعد مما هو مطلوب لنيل ثقة الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، مما سيدفعها إلى اللجوء إما إلى القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة التي لديها 6 مقاعد أو القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس التي تملك 4 مقاعد أو كليهما.

                                             عرض سخي

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة أن ميول بينت للبيد واعطائه رئاسة الحكومة لفترة أولى هو عرض سخي جدا لم يعطه نتنياهو لبينت من قبل، باستثناء عروض المناصب الوزارية السيادية فقط.

ويوضح جعارة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن كل ما يتردد في الإعلام الإسرائيلي ولم يتم الإعلان رسميا عن ذلك حتى اللحظة، فيما سيكون غدا اليوم الحاسم للإعلان عن إذا ما كان هناك اتفاق بالفعل أم لا.

ويؤكد أن نتنياهو سعى من اللحظة الأولى لمنع أي تقارب بين بينت ولبيد، وذلك من خلال استدعائه لإيلي شاكيد وهي شريكة بينت في حزب يمينا، إلى بيته وهي المرة الأولى وعرض عليها المصالحة مع زوجته سارة وقبلت بذلك.

وعلى ضوء ذلك فإن المصالحة قد تدفع شاكيد إلى الانسحاب من حزب يمينا خاصة وأنه لا مستقبل سياسي لها إلا في الليكود، وبالتالي قد تُهدد بينت بعدم الذهاب إلى حكومة "التغيير" من باب أنها حكومة يسارية.

ويبين جعارة أن ذلك يعتبر من الضغوط الليكودية على قيادة حزب يمينا الذي أصبح 6 مقاعد بعد إعلان شيكلي عدم تأييده لبينت في الاتفاق مع لبيد وخروج شاكيد سيجعل الحزب 5 مقاعد مما يعني تدمير الحزب بشكل كامل.

ويشير إلى أن نتنياهو لايزال يملك الأوراق الضاغطة التي تمكنه من إعاقة تشكيل حكومة التغيير كونها لا تصل للرقم 61 إلا بالذهاب إلى القائمة العربية المشتركة.

وعن إمكانية توجه نتنياهو لجولة جديدة من الحرب مع قطاع غزة من أجل افساد تشكيل حكومة يسارية، استبعد جعارة هذا الأمر مبينا أن (إسرائيل) ستلتزم بوقف إطلاق النار كونه جاء بضغط أمريكي ولن يذهب نتنياهو لأي تصعيد في الوقت الذي وصلت شعبيه خلال التصعيد الأخير للحضيض واتهم بعدم تحقيق الأمن والهدوء لسكان دولة الاحتلال.

اخبار ذات صلة