للمرة الأولى يزور عباس كامل رئيس المخابرات المصرية قطاع غزة بعد توليه لهذا لمنصب منذ 2018، هذه المرة يحمل في جعبته ثلاثة ملفات يريد طرحها على طاولة الحوار مع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، وذلك بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوما على.
مصادر مطلعة كشفت تفاصيل زيارة رئيس المخابرات المصرية لغزة والتي تستغرق عدة ساعات، والمقرر أن يتم بحث سبل وقف إطلاق النار، وملف إعادة الإعمار لما دمرته الحرب الإسرائيلية، وقضية تبادل الأسرى بين حماس و"إسرائيل".
ورغم أنه في كل مواجهة بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي تكون مصر حاضرة في المشهد فيما يتعلق بالتهدئة ووقف إطلاق النار، لكن هذه المرة الزيارة مختلفة حيث هناك انفتاحا في العلاقة بين حركة حماس ومصر بعدما وصلت في مرحلة سابقة إلى القطيعة.
وبالتزامن مع وصول الوفد المصري إلى غزة، نصح الرئيس عبد الفتاح السيسي الفصائل الفلسطينية بضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، ولم الشمل.
يعقب الكاتب السياسي مصطفى الصواف على زيارة الوفد المصري برفقة عدد من وزراء السلطة إلى قطاع غزة بالقول:" هذه الزيارة مميزة لما حققته غزة من نصر في عملية "سيف القدس"، مشيرا إلى أن للزيارة هدفان الأول السعي نحو غزة بعد نصرها على المحتل في المعركة الأخيرة، والثاني سيكون هناك آثارا إيجابية للإعمار ووضع حجر الأساس لبناء مدينة "مصر" بالقرب من مدينة الزهراء".
ويرى الصواف أن الجانب المصري يريد التعاطي مع غزة وقيادتها بشكل قوي، كون مصلحة الجانب المصري مرتبط بها، موضحا أن الإدارة الامريكية منحت الضوء الأخضر لمصر في التعاطي مع غزة بعد أن حرمت منه لسنوات طويلة، بالإضافة إلى أنها تريد العودة للمشهد الإقليمي عبر غزة بعد أن ألغاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وشدد في حديثه "للرسالة" على أنه من حق مصر السعي لما تريد فذلك حقها، لكن ينبغي ألا يكون على حساب الشعب الفلسطيني بالضغط عليه وتدفعه الثمن.
في السياق ذاته يرى المحلل السياسي تيسير محيسن أن النصر الذي حققته المقاومة عمل على التحريك الاستراتيجي على مستوى العالم في التعاطي مع غزة مما يؤثر على الدور المصري في المنطقة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، لاسيما بعدما منحت الإدارة الامريكية الضوء الأخضر للرئيس السيسي في التعاطي مع غزة.
ويشير إلى أن حضور شخصية وازنة مثل رئيس المخابرات عباس كامل وهو ممثل الرئيس السيسي في هذه الزيارة، تدل على أن مستوى الإدارة المصرية وصلت لقمتها مما سينعكس على واقع الحياة في غزة والعلاقة مع حركة حماس كونها رأس الحربة في الموجودة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب محيسن فإن القطاعات المأمول أن يتم جسرها في الشهور القادمة عديدة تدخل ضمن مشروع متكامل لتدشين مرحلة جديدة بشأن القضية الفلسطينية وليس بغزة فقط بل وينسحب هذا على مجمل مسار العلاقة مع الاحتلال فيما يتعلق بالوضع السياسي في غزة والضفة والقدس.
ويؤكد "للرسالة" أن زيارة الوفد المصري هذه المرة يدلل على أنه لا يمكن لأي حراك سياسي أن يحدث دون غزة، فهي أضحت محور الارتكاز للقضية والمشروع الوطني الفلسطيني، فلا يمكن تجاوزها في أي علاقة أمنية أو سياسية مع الاحتلال.
حالة من الترقب لدى المتابع الغزي لما ستؤول إليه الأمور بين فصائل المقاومة الفلسطينية والوفد المصري لتطبيقها على أرض الواقع، حيث يتأمل الغزيون تخفيف معاناتهم وتكون هناك أولوية مصرية لرفع الحصار كاملا عن قطاع غزة.