خرجت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعروض عسكرية خلال الأيام الماضية، بعد 11 يوما من العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة.
وتأتي العروض العسكرية للمقاومة كرسالة طمأنة للجبهة الداخلية بأنها بخير، وتأكيدا على استعدادها للتصدي لأي عدوان محتمل على غزة.
ومن جانب آخر، أحرجت العروض العسكرية القيادة (الإسرائيلية) وخصوصا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي طالما تغنى بضرب قدراتها وتدمير الكثير من أنفاقها وصواريخها.
اظهار وتحذير
بدوره، قال المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة: "خلال معركة سيف القدس حاول الاحتلال التأثير على قدرات المقاومة والخروج بصورة نصر عبر الترويج باستهداف الأنفاق والصواريخ.
وتابع: وتسعى المقاومة من هذه العروض إيصال رسالة بأنها لم تتأثر من الضربات وسلاحها على أهبة الاستعداد".
وأوضح أبو زبيدة في حديث لـ "الرسالة نت" أن المقاومة تعمل على ايصال رسائل للعدو وقيادته بأنهم كذبوا خلال الحرب التي استهدفت البنية التحتية.
وأكد أن "هذه العروض تعتبر احدى صور النصر، رغم ترويج نتنياهو لعكس ذلك، وهو ما يزيد حدة الانقسام وزيادة كيل الاتهامات حول فشل الجيش في التأثير على قدرات المقاومة والقضاء على "مترو الانفاق" وهو ما بات صورة فاضحة".
ولفت إلى أنه "حاليا هناك شبه اجماع حتى في الأوساط الصهيونية أن العدوان على غزة لم يحقق أيا من أهدافه".
وختم حديثه: بأن رسائل المقاومة في الساعات الأخيرة وصور رجال المقاومة داخل الأنفاق، وحديث أبو عبيدة المتحدث باسم القسام خلال الساعات الأخيرة يؤكد ذلك".
وأقامت الفصائل الفلسطينية عددا من العروض العسكرية في مدن قطاع غزة أظهرت الأسلحة والصواريخ المستخدمة في معركة "سيف القدس"، وهو ما لاقى تفاعلا كبيرا من الجماهير.
ويتفق المختص في الشأن الأمني محمد أبو هربيد مع سابقه في أن العروض العسكرية تأتي بعد الانتصارات واستعراض القوة في وجه العدو.
وقال أبو هربيد في حديث لـ "الرسالة نت": "المقاومة في غزة ترسل رسالة للجبهة الداخلية بأنها لا تزال بخير، وهي لرفع معنويات الفلسطينيين".
وعلى الجانب الآخر، "رسالة للاحتلال ومستوطنيه بأن المقاومة على أتم الجهوزية والاستعداد ولم تتأثر من العدوان كما زعم نتنياهو".
وأكد أن هذه العروض خدشت سمعة قيادة الاحتلال وضربت مصداقيته التي تحدث بها نتنياهو وقيادته مدعين بأن المعركة حققت أهدافها بتوجيه ضربة قوية لرجال المقاومة في غزة.
ونوّه إلى أن الاحتلال سيحاول بشتى الطرق منع وصول العروض العسكرية الجارية في غزة لجمهوره الداخلي، "لما تسببه من حرج كبير لهم بين المستوطنين".
وتجدر الإشارة إلى أن الأمر لم يقتصر على العروض العسكرية، إذ عكس أداء المقاومة الفلسطينية وغرفة عملياتها المشتركة في الجولة الأخيرة قدرة كبيرة على التنسيق بين الفصائل وهو ما لاقى تأييدا شعبيا للخيار العسكري على حساب الخيارات الأخرى، "نظرا لتدخل المقاومة لحماية القدس ودفاعاً عن أهالي حي الشيخ جراح".
وكسرت الجولة الأخيرة وما رافقها من أحداث حاجز الخوف في مواجهة الاحتلال وضربت كذلك عقيدة الضربة الأولى التي لطالما تغنى بها (الإسرائيليون) وقادتهم على مدار سنوات بعدما فاجأتهم المقاومة بتوجيه الضربة الأولى للقدس و(تل أبيب) خلافا لكل التقديرات الأمنية والعسكرية التي رأت أن حركة حماس لن تبادر بأي فعل وستنتظر الفعل (الإسرائيلي).