قائمة الموقع

مخاض كاذب لانتخابات وُئدت

2021-06-08T11:35:00+03:00
خالد النجار
خالد النجار

 
أثارت وعود الرئاسة الفلسطينية حول إمكانية الرئيس محمود عباس تحديد موعدًا جديدًا للانتخابات التشريعية حفيظة الفلسطينيين، بعد أن تكرر هذا السيناريو مرات عديدة، وبقي في مخاض كاذب، وولادة قيصرية بلا جراحة، وهو ما استقبله أبناء شعبنا بالسخرية، لأن مثل هذه الوعود انطوت بين انتصارات شعبنا ودفاعه عن القدس والمسجد الأقصى.

الموقف القيادي في السلطة الفلسطينية لا يحتاج لكثير من التوضيح، ولا لقليل من الأمل، لأن الارتباط القيادي بالاحتلال الصهيوني سياسيًا وأمنيًا، هو من يحدد رؤية السلطة ويرسم خارطتها السياسية في التعامل مع فصائل المقاومة، وهو الثابت الوحيد في ملف السلطة الفلسطينية، وباقي الملفات الأخرى المتعلقة بإمكانية تحقيق المشاركة السياسية وإنهاء الانقسام، وترتيب البيت الفلسطيني، وإصلاح منظمة التحرير يُعد من المتغيرات التي لا يعيرها الرئيس الفلسطيني الاستماع أو الاهتمام.

صحيح أن معركة سيف القدس لها تداعيات كثيرة، وآثار مهمة للفلسطينيين، لكنها سببت صدمة كارثية للسلطة الفلسطينية التي فقدت مفاعيلها على الأرض ووزنها السياسي أما أبناء شعبنا، وكُشف عن ساقيها أمام نزوح معظم الفلسطينيين نحو حضن المقاومة الدافئ، وأمام وقوفها المحايد الذي يؤكد لنا أن الدور الوظيفي الأمني للسلطة لن يسقط أمام جرائم العدو الصهيوني في غزة والقدس، وما زالت ترتهن بقراراتها لإملاءات خارجية تعبر عن مصيرها المشترك مع دولة الاحتلال تحت التهديد بقطع المساعدات الأمريكية والأوروبية.

في ذات السياق إن قرار العودة لتحديد موعدًا للانتخابات التشريعية لن يكتب له النجاح، لأن استراتيجية السياسة الإسرائيلية والأمريكية تجاه السلطة أكدت على أن الوضع الآمن في الضفة الغربية هو ما يمكن أن يكون ضمن الملفات الداعمة لبقاء هذه السلطة في مكانها الطبيعي وبوظيفتها التي حددتها الإدارة الأمريكية خلال التوقيع على اتفاق أوسلو، وهو ما تدعمه قوى التطبيع العربي، وما يؤكد عليه الرئيس محمود عباس في كثير من التصريحات التي تحدث خلالها حول الحراسة الأمنية الفلسطينية للمستوطنات الإسرائيلية وللجنود الإسرائيليين، وأن هذا الملف هو شأن أمني فلسطيني له خصوصياته وآثاره في الحفاظ على الهدوء بالضفة الغربية وعدم زعزعة أمن الاحتلال، وأن التنقل المشترك لقوات أمن الاحتلال وقوات الأمن الفلسطيني يأتي ضمن خطط عمليات أمنية تم التفاهم عليها وتطبيقها بنسبة 99%.

لذا لن تكون القدس عقبة تصطدم بقطار الانتخابات، ولن يمنحها الرئيس أي شرعية قانونية لحمايتها من الاغتصاب الصهيوني، وما حصل خلال معركة سيف القدس وما قبلها يقدم دلائل وشواهد حية لهذا الموقف الذي أقل ما يمكن وصفه "بموقف المتساقطين في جب الخزي والخيانة"

[11:16:41 AM]

اخبار ذات صلة
مقال: مخاض عسير!
2010-05-10T10:08:00+03:00