منذ اندلاع الاحداث في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي وبشكل علني ملاحقة الصحافيين واعاقة دخولهم للحي للتغطية الإعلامية ومحاولة منع ادخال معدات التصوير وسيارات البث المباشر.
ولم يكتف الاحتلال بهذا القدر، بل لاحق وأبعد عدد من الصحافيين عن الحي، وخاصة بعد أن تتبع ناشطو الشيخ جراح تلك الانتهاكات ونقلوها للعالم بالغتين العربية والانجليزية.
ومع مرور الأيام ووصول الرواية الفلسطينية إلى أكبر عدد من متابعي القضية الفلسطينية في الخارج، لجأ الاحتلال لاقتحام بيت الكرد واعتقل الناشطة منى "منى" التي لم تهتز من عملية الاقتحام وتكبيل يديها بل قالت لأهلها "تخافوش"، فهي معروف بعنادها مع المستوطنين والتأكيد على أنهم ليسوا أصحاب الأرض.
وبعد ساعات قليلة تم استدعاء شقيقها "محمد"، وأفرج عنه بعد ساعات من اخلاء سبيل شقيقته "منى"، فيما لم تذكر الشرطة (الإسرائيلية) سبب الاعتقال.
وقبل حادثة التؤم الكرد، اعتقل الاحتلال مراسلة الجزيرة جيفارا البديري واقتادها لمركز الشرطة في القدس بعد الاعتداء عليها مع مصور القناة نبيل مزّاوي، لكن أفرج عنها ليلا وابعادها عن حي الشيخ جراح مدة 15 يوما.
حادثة الاعتقال جاءت خلال تغطية البديري وفريق الجزيرة لمظاهرات المتضامنين مع حي الشيخ جراح في الذكرى 54 للنكسة، التي احتلت فيها (إسرائيل) الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى قطاع غزة والجولان وسيناء.
وخلال اقتياد المراسلة إلى مركز الشرطة اعتدى الجنود عليها داخل الجب العسكري، مما أدى إلى كسر في يدها اليسرى.
كما وأصيبت زميلتها نجوان سمري بشظية قنبلة صوت أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على محتجين في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة، مما أدى إلى تعرضها لجروح في ركبتها وذلك جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الصوت على حشد من المُواطنين والصحفيين كانوا في وقفة تضامنية مع الناشطين منى ومحمد الكرد المعتقلين في مركز شرطة الاحتلال بشارع صلاح الدين.
كل ما ارتكبه جنود الاحتلال ضد الصحافيون في القدس وتحديدا في الشيخ جراح، متعمدا لردعهم بعد اظهار ما يحدث بحق السكان، فهناك تهمة جديدة أبتكرها المحتل وهي "صحافي مؤثر" كما حدث مع الصحافي علاء الريماوي.
في شهر رمضان الماضي، قام 12 جنديا (إسرائيليا) باقتحام بيته الساعة الثانية فجرا، حققوا معه على خلفية عمله الصحفي بغرفة نومه، رغم أن في ذلك مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية.
وبعدها استمر التحقيق معه لأربعة أيام متواصلة في أحد مراكز التحقيق على أساس عمله الصحفي، لاسيما وهو معروف بتغطيته الواسعة على مستوى الضفة الغربية، وغطى في الأغوار الفلسطينية وسلط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية ومعاناة الفلسطينيين هناك، كما غطى في القدس وتحدث عن التغول الصهيوني والاستيطاني على القدس، وكذلك عن موضوع الثروات الطبيعية الفلسطينية ومحاولات سرقة الغاز وغيرها، وهذا هو سبب اعتقاله.
يقول الريماوي بعد الافراج عنه: "التهمة هي أني صحفي مؤثر، وهذا مصطلح جديد، بداية التحقيق كانت حول تغطيتي للجزيرة مباشر الجمعة الأولى لدخول المصلين للمسجد الأقصى"، مبينا أن نقل معاناة الفلسطيني لدخوله المسجد الأقصى يقلق الاحتلال ويدفعهم للضغط على الصحافيين بعدم تغطيه نوعية هذه الاخبار كونه يقلقهم.
ويذكر الريماوي أنه رغم اضرابه عن الطعام مدة 17 يوما بقي يترجم الاخبار الواردة عن غزة والشيخ جراح ويحلل ما بين السطور لزملائه الاسرى، لافتا إلى أنه لن يرضخ لإرادة الاحتلال وسيكتب كل ما شاهده فترة اضرابه واعتقاله من المشاهد والمعاناة اللاإنسانية بحق الاسرى داخل الزنازين.
وبحسب الصحافي فإن الاحتلال بسبب تخبطه، يواصل اعتداءاته على الصحافيين لقمعهم ومنع نشر الرواية الفلسطينية.
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل حوالي 20 صحافيا ولفترات اسر واعتقال مختلفة، وهذا الرقم يتغير بسبب استمرار استهداف الصحافيين.