أكّد نادي الأسير أن أربعة أسرى في سجون الاحتلال يواصلون الإضراب عن الطعام، أقدمهم الأسير الغضنفر أبو عطوان (28 عامًا) من دورا/ الخليل، والذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم (35) على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداريّ، حيث يقبع في سجن "الرملة".
وبيّن نادي الأسير أن الأسير الغضنفر يواجه أوضاعًا صحية صعبة، مع استمرار تعنت الاحتلال بالاستجابة لمطلبه والمتمثل بإنهاء اعتقاله الإداريّ.
ولفت إلى أن إدارة سجون الاحتلال تتعمد نقله المتكرر بهدف إنهاكه وفرض المزيد من الضغوط عليه لثنيه عن الاستمرار في إضرابه، ويتم ذلك بمساندة من محاكم الاحتلال العسكرية التي تُشكّل الذراع الأساس في ترسيخ سياسة الاعتقال الإداريّ، عبر تنفيذ قرارات مخابرات الاحتلال "الشاباك"، حيث رفضت الاستئناف الذي قدمه محاميه مؤخرًا لإلغاء اعتقاله الإداريّ.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد نقلت الأسير الغضنفر بعد (14) يومًا من احتجازه في زنازين سجن "ريمون" إلى زنازين "أوهليكدار"، ومؤخرًا نقلته إلى سجن "عيادة الرملة".
يُشار إلى أن الأسير أبو عطوان معتقل منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وأصدر الاحتلال بحقّه أمريّ اعتقال إداريّ مدة كل واحد منهما (6) شهور، وهو أسير سابق تعرّض للاعتقال عدة مرات، وذلك من عام 2013، علمًا أنه خاض سابقًا إضرابًا عن الطعام عام 2019 رفضًا لاعتقاله الإداريّ.
كما يواصل الأسير الشيخ خضر عدنان (43 عامًا) من جنين، إضرابه عن الطعام لليوم العاشر على التوالي رفضًا لاعتقاله التعسفيّ، حيث مددت محكمة الاحتلال في "سالم" يوم أمس اعتقاله لمدة (48) ساعة لإصدار أمر اعتقالٍ إداريّ بحقّه.
وأوضح نادي الأسير، أن الأسير عدنان يُعتبر أبرز الأسرى الذين واجهوا سياسة الاعتقال الإداريّ، من خلال معركة الأمعاء الخاوية على مدار السنوات الماضية، حيث خاض أربع إضرابات سابقة، منها ثلاث إضرابات رفضًا لاعتقاله الإداريّ، فقد خاض إضرابًا عام 2004 رفضًا لعزله، واستمر لمدة (25) يومًا، وفي عام 2012 خاض إضرابًا ثانٍ واستمر لمدة (66) يومًا، وفي عام 2015 لمدة (56) يومًا، وفي عام 2018 لمدة (58) يومًا، وتمكّن من خلال هذه المواجهة المتكررة من نيل حريته، ومواجهة اعتقالاته التعسفية المتكررة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلته في 30 من أيار/ مايو الماضي، وأعلن إضرابه عن الطعام منذ لحظة اعتقاله.
ومن الجدير ذكره أن الأسير عدنان تعرض للاعتقال (12) مرة، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، متزوج وهو أب لتسعة من الأبناء والبنات، أصغر أبنائه يبلغ من العمر شهر، وأكبرهم (13 عامًا).
وفي نفس السياق يواصل الأسيران عمر شامي الشامي (18 عامًا)، ويوسف العامر (28 عامًا) وكلاهما من مخيم جنين، إضرابهما عن الطعام لليوم التاسع على التوالي رفضًا لاعتقالهما التعسفيّ، ووفقًا لآخر المعلومات فإن إدارة السّجن نقلتهما إلى زنازين العزل الانفراديّ في سجن "مجدو".
وأوضح نادي الأسير أن الأسير الشامي، معتقل منذ شهر نيسان 2020، وبعد انتهاء مدة محكوميته في شهر نيسان الماضي والبالغة عام، حوّله الاحتلال إلى الاعتقال الإداريّ لمدة أربعة شهور، وتم تثبيت اعتقاله الإداريّ.
أما الأسير يوسف العامر معتقل منذ شهر حزيران العام الماضي، حيث بقي موقوفًا لمدة عام، وفي المحكمة الأخيرة، صدر قرار بالاكتفاء بالمدة التي قضاها في السجن، إلا أن سلطات الاحتلال أصدرت أمر اعتقال إداريّ بحقّه، علمًا أنه أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، كما أن غالبية أشقائه تعرضوا للاعتقال وأحدهم ما يزال معتقلًا وهو الأسير إبراهيم العامر.
ويأتي إضراب الأسرى الأربعة في ظل التصعيد الخطير الذي تنتهجه سلطات الاحتلال مؤخرًا مع تصاعد المواجهة، لاسيما فيما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداريّ، وتحويل العشرات من المعتقلين خلال شهر أيار الماضي إلى الاعتقال الإداريّ، واستهداف أسرى سابقين وشخصيات فاعلة على المستوى الاجتماعي، والسياسي، والمعرفي، في محاولة لتقويض أي مواجهة راهنّة.
يُشار إلى أنّه ومنذ مطلع العام الجاري، نفّذ مجموعة من الأسرى إضرابات فردية، لمواجهة سياسة الاعتقال الإداريّ، انتهت جُلّها بتحديد سقف الاعتقال الإداريّ لهم.