قائمة الموقع

عمرو أبو غوش.. رسالة الحب التي لم تصل

2021-06-08T20:35:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات

منذ أيام توفيت والدة الأسير عمرو أبو غوش، الذي يقضي شهورا بالاعتقال الإداري دون محاكمة أو تهمة واضحة، فتمرض أمه وتدخل إلى المستشفى، ويحاول جاهدا أن يرسل لها كلمة مع الصحافي المعتقل علاء الريماوي قبل تحريره بيوم واحد " أخبرها أني أحبها".

رسالة مقتضبة أخيرة لم يرسل غيرها حينما ينفذ الكلام وتفقد الرسائل معناها، وربما كان يسكنه شعور قوي بأن الرسالة لن تصل.

ولك أن تتخيل كم مرة وعد الأسير عمرو أمه بالخروج والعودة، وكم مرة كذب الاحتلال وجدد اعتقاله دون محاكمة، ليكون الاعتقال على صورة انتظار قاتل.

وحينما لا تعرف وقتا للإفراج عنك ولا سببا واضحا لاعتقالك، فتنهشك الساعات الطوال والأيام التي تتابع وأنت تنظر من نافذة المجهول إلى الأمل الذي ينضب رويدا رويدا بفقد عزيز كنت تريد فقط أن تقول له أنك تحبه.

وهكذا رحلت والدة أبو غوش ودفنت دون أن يحضر ابنها جنازتها أو يودعها.

ولعل الاحتلال بات يتفنن في الفترة الأخيرة بأشكال الاعتقال، حتى يشرعن الاعتقال الإداري بأي طريقة، فهو الآن يستخدم طرق شتى، كان من بينها تجيير الشركات السياحية للمساهمة في اعتقال أهالي الضفة.

فعمرو أبو غوش، أسير محرر من مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، كان أحد ضحايا هذا "الاستدراج الإسرائيلي"، حيث خطفه الاحتلال بعد أن استدرجه عن طريق شركة سياحية تعمل في الداخل المحتل.

المعتقل السابق لا يسمح له بدخول القدس للصلاة، وهنا يأتي دور الشركات السياحية التي تعطيه أملا في الدخول للصلاة في الأقصى وحينما يجتاز الخط الأخضر يعتقل ويحاكم بتهمة الدخول للقدس دون تصريح وتفرض غرامات مالية باهضه عليه إلى جانب اعتقاله.

وما أن يدخل إلى حيز الاعتقال الإداري، حتى يبدأ مسلسل تجديد الاعتقال الى فترات لا محددوه، فيبقى الأسير معلقا بين الحرية والاعتقال.

الصحافي علاء الريماوي قابل عمرو في الاعتقال وأوصاه قبل الافراج عنه بأن يحمل إلى أمه رسالة حب حينما علم أنها على فراش المرض يقول الريماوي:" قال لي وهو يودعني علاء امي متعبه في المشفى زرها وقل لها اني أحبها، اتصلت على أخي عماد وبغلته النية زيارتها بعد صلاة الظهر في المشفى، ثم جاء خبر وفاتها قبل أن أزورها،  اعتذر اليك يا عمرو ابو غوش لم افلح في نقل رسالتك سأقف على رأسها واهمس في اذنها أنك تحبها"

 

عمرو أبو غوش يعمل مندوب للمبيعات، وهو أب لأربعة أبناء، قضى من عمره تسع سنوات متفرقة وهو يتنقل بين السجون الإسرائيلية تارة بحكم، وتارة أخرى بدون أي حكم، وقد انتخبته الحركة الأسيرة أمير عام لحركة حماس في سجن عوفر، وربما كان هذه المرة اعتقاله خوفا وتحسبا ورعبا بات يشل أركان (إسرائيل)، من كل صوت ينادي باسم الحرية وباسم الوطن، والمقاومة.

وهذه هي المرة الثانية منذ نهاية العام الماضي التي يتجدد الاعتقال فيها إداريا لعمرو أبو غوش، بعد انتهاء ستة أشهر من الاعتقال بدون أي تهمة أو حكم، وهو الابن الثاني لوالدته الثمانينية التي كانت على فراش المرض تعاني من شيخوختها، ولم تكن تتمنى من الدنيا شيء إلا قبلة وداع يطبعها عمرو على جبينها، ولكنها رحلت دون أي قبل.

 

 

اخبار ذات صلة
«بيبي».. لمَ أنت صامت
2010-10-26T07:12:00+02:00