باتت "مسيرة الأعلام" التي ينظمها مستوطنون كل عام، كابوس يؤرق قيادة الاحتلال، التي تحاول إيجاد مخرج من المأزق الذي وضعتها فيه المقاومة.
ولعل تهديدات فصائل المقاومة التي دفعت (إسرائيل) لإلغاء المسيرة، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمطالبة ببدائل للخروج من عنق الزجاجة التي وضعته فيه غزة.
وكانت كتلة "الصهيونية الدينية" بالتعاون مع 6 جماعات استيطانية يمينية أعلنت قبل أيام تنظيم مسيرة "رقصة أعلام" كتعويض بعد غدٍ الخميس، لكن شرطة الاحتلال منعتها.
تفادي التأجيج
بدوره، المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، إن المستوطنين تعوّدوا منذ احتلال القدس عام 1967 على تنظيم هذه المسيرة سنويا، "وبالتالي ما حدث أن المقاومة فرضت طوقا ومنعت حدوث هذه المسيرة التي تعتبر من الطقوس الدينية الأساسية لديهم".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" إن منع المسيرة الذي فرضته المقاومة، خلق حالة من الجدل والغضب في الأوساط (الإسرائيلية)، "وبالتالي بات الاحتلال في مأزق ولأول مرة يعقد عشرات الجلسات للشاباك والشرطة والكابنيت وغيرهم حتى يتجنب مآلات الحدث والبحث عن بدائل".
وأشار إلى أن قيادة الاحتلال تعيش حالة من التخبط، "وهو ما يبقيها في حالة بحث عن حل مناسب".
وأكد أن إيجاد توقيت جديد لـ"مسيرة الأعلام" ليس له أي معنى، سوى مناكفة من اليمين الصهيوني ولخلق بلبلة في ظل احتمالات خسارة نتنياهو للحكومة.
وتوقع مقداد حدوث بعض الاستفزازات، كاقتحامات ينادي بها متطرفون، مستبعدا أن تكون بتغطية من شرطة الاحتلال الذي يعارض أي توتر في المنطقة.
وأوضح أن الحكومة (الإسرائيلية) ستعمم على إجراء تغييرات في "المسيرة" تحول دون تأجيج الأوضاع، "كتغيير خط سيرها أو تقليل أعداد المشاركين فيها".
خلاف إسرائيلي
في حين، أبلغ المفتش العام للشرطة (الإسرائيلية) كوبي شبتاي، الجماعات الاستيطانية التي دعت إلى "مسيرة أعلام" جديدة في القدس المحتلة، الخميس، بإلغاء ترخيصها، بعد أن أوصت قيادة الشرطة بتعديل المسار أو إلغاء كلي للمسيرة وتأجيلها إلى أجل غير مسمى.
وناقش المجلس الوزراء (الإسرائيلي) المصغر "الكابينت"، الثلاثاء، "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلة، والتي قررت شرطة الاحتلال عدم السماح بتنظيمها.
وذكرت القناة "12" العبرية، أن الاجتماع يأتي في ظل إصرار عدد من أعضاء كنيست على إجراء المسيرة داخل البلدة القديمة من القدس، "واصفين قرار الشرطة بالخنوع لإملاءات حركة حماس".
وهاجم عضو الكنيست "ايتمار بن جبير" عن حزب "الصهيونية الدينية" القرار، قائلا إن "حماس هي من تدير الأمور في القدس وبسببها ألغيت المسيرة".
وأضاف "هل جننتم.. هذه الخطوات تسهم في تشجيع حماس على مواصلة الإرهاب".
ومن المقرر أن يناقش أعضاء الكابينت القضية من جميع جوانبها والخروج بقرار نهائي بهذا الخصوص.
وجاء الإعلان بعد جدل واسع في المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية حول إجراء المسيرة التي فشل المستوطنون في إكمالها فيما يُسمى "يوم توحيد القدس" بالعاشر من مايو الماضي عقب إطلاق كتائب القسام صواريخها باتجاه القدس المحتلة.
وفي بيان لفصائل المقاومة، أعلنت قيادة الغرفة المشتركة للفصائل أنها "تراقب عن كثب سلوك العدو الصهيوني" في القدس، مشددة على أنه "سيكون لها كلمتها إذا ما قرر العدو العودة بالأوضاع" إلى ما قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وقالت الفصائل: "في ظل ما يتوارد من أنباء في هذه الأيام حول "مسيرة الأعلام" الصهيونية والأوضاع في حي الشيخ جراح وعموم المدينة المقدسة، لن نسمح للاحتلال بتصدير أزماته الداخلية نحو شعبنا".