أرجأت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة النظر في الاستئناف المقدم ضد قرار تهجير عائلتين فلسطينيتين من ضاحية سلوان، ويأتي هذا التطور بينما تجددت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، الأمر الذي يؤجج التوتر في القدس.
فقد قررت المحكمة المركزية اليوم الخميس تأجيل البت في الاستئناف المقدم ضد قرار تهجير عائلتي أبو ناب وغيث من حي بطن الهوى بسلوان -الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى- حتى 5 يوليو/تموز المقبل.
وقال مراسل لجزيرة إلياس كرام إن القرار كان متوقعا، مشيرا إلى أن المحكمة كانت قد أجلت البت في التماسات سابقة في نفس القضية إلى حين اتضاح قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بخصوص قضية حي الشيخ جراح.
وأضاف المراسل أن المحكمة المركزية تسعى إلى أن تبني قرارها بخصوص حي بطن الهوى على ما ستقرره المحكمة العليا الإسرائيلية خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة فيما يتعلق بمصير العائلات الفلسطينية المهددة بالتهجير من حي الشيخ جراح.
وقبيل صدور قرار التأجيل، قمعت قوات الاحتلال وقفة احتجاجية لسكان حي بطن الهوى قبالة المحكمة، واعتقلت عددا من المشاركين فيها.
وافادت مراسلة الجزيرة نت أسيل الجندي بأن قوات الاحتلال اعتقلت 3 مقدسيين من أمام المحكمة بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، واقتادتهم إلى مراكز الشرطة للتحقيق معهم.
ويتهدد الترحيل نحو 750 فلسطينيا في بطن الهوى بزعم أن الأرض المقامة عليها تعود تاريخيا لليهود.
وتدّعي جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية أن ملكية المنازل في الحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948، وافتتحت عام 2018 في الحي "مركز تراث يهود اليمن" بادّعاء أن كنيسا يعود ليهود اليمن كان قائما بالمكان، وحمل اسم "بيت العسل" قديما.
التوترات في القدس
وتتصاعد التوترات في القدس المحتلة مع تزايد وتيرة الاستفزازات من قبل المستوطنين ورعاتهم من الساسة الإسرائيليين.
وقالت مراسلة الجزيرة نت أسيل الجندي إن 136 متطرفا إسرائيليا اقتحموا صباح اليوم ساحات المسجد الأقصى، وذلك بعد دعوة جماعات المعبد المتطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحام جماعي للمسجد ردا على تأجيل مسيرة "رقصة الأعلام" إلى يوم الثلاثاء القادم، واستمرار الجدل القائم حول مسارها.
وأضافت المراسلة أنه بعد عملية الاقتحام الجديدة تم إغلاق باب المغاربة. وقبل ظهر أمس الأربعاء، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال.
وكان النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير أعلن عزمه على الوصول إلى باب العامود بالقدس المحتلة خلال ساعات نهار اليوم احتجاجا على قرار شرطة الاحتلال التي منعته من القيام بمسيرة أعلام في أزقة البلدة القديمة أو تنفيذ اقتحام لباحات المسجد الأقصى.
واتهم بن غفير المفتشَ العام للشرطة بالفشل في تأدية واجبه في السيطرة على احتجاجات الفلسطينيين بالقدس واللد ويافا، وأنه اختار في المقابل المساس بحصانته البرلمانية، معبرا عن أمله بأن يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف بنيامين نتانياهو على قلب قرار الشرطة.
وكان النائب المتطرف اعتبر القرار الصادر بحقه استسلاما لما وصفه بإرهاب حركة حماس.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن ما زاد التوتر في القدس هو إعلان النائب المتطرف بن غفير أنه سيأتي إلى باب العامود ويعبر عن احتجاجه أمام الصحافة الإسرائيلية والعالمية على منع الشرطة له من اقتحام الأقصى أو تنفيذ ما يسمى مسيرة الأعلام التي كان يفترض أن تخرج قبل أيام بمشاركة عشرات الآلاف من المستوطنين.
وأوضح مراسل الجزيرة أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد بررت قرار المنع بأن من شأن المسيرة أن تؤدي إلى مواجهات في القدس، وتكون لها تداعيات أمنية على المدن العربية في الخط الأخضر أو حتى على جبهة غزة.
تجنب "الاستفزازات"
ومع تصاعد حدة التوتر في القدس المحتلة، حضّت الولايات المتحدة -أمس الأربعاء- كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين على تجنب "الاستفزازات" والمحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى المواجهة الأخيرة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
ولدى سؤاله عن مسيرة الأعلام؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس "نعتقد أنه من الضروري تجنّب اتّخاذ خطوات تفاقم التوترات".
وتُعرف المسيرة باسم "مسيرة الأعلام" احتفالا بإعلان إسرائيل القدس عاصمة موحدة لها إثر احتلالها وضمها عام 1967، ويشارك فيها الآلاف وتصل إلى القدس المحتلة، وتمر بمحاذاة وداخل أسوار المدينة القديمة وبالسوق الرئيسي وفي الحي الإسلامي داخلها.
دهس عربة مسن فلسطيني
وفي تطور منفصل، نشر مركز القسطل الفلسطيني مقطع فيديو يوثق دهس قوات الاحتلال اليوم عربة مسن فلسطيني خلال سيره في شارع صلاح الدين بمدينة القدس المحتلة.
وتظهر في الفيديو العربة وقد انقلبت وبداخلها المسن غير قادر على الحركة، فيما تجمع شبان مقدسيون في محاولة لمساعدته وتوثيق الحدث.