قال كاتب يميني "إسرائيلي" إن "الحكومة الإسرائيلية الناشئة تراهن على مستقبل إسرائيل، وهذه المرة بصورة أكثر خطورة، لأنها تهدد بالعودة إلى أيام اتفاق أوسلو الأولى مع الفلسطينيين، ولذلك فهي حكومة يسارية جارية في التبلور، خاصة بعد الكشف عن بعض اتفاقاتها الائتلافية".
وأضاف ران بيرتس في مقال بصحيفة "مكور ريشون"، أن "العديد من اليمينيين الإسرائيليين باتوا يدركون حقيقة أن ممثليهم السياسيين يكذبون عليهم، ليس فقط في بعض الأحيان، وفي قضايا هامشية، ولكن بشأن القضايا الأساسية، يستيقظون ويستوعبون أنه عندما يعد نفتالي بينيت بشيء ما، فإنه يجب فهم العكس تماما".
وأكد أنه "من السهل أن نرى أن سياسة الحكومة المقبلة تتضمن سياسات ضارة وأجواء سامة تجاه اليمين، بما فيها الصهيونية الدينية، فقد وجدنا عددا غير قليل من التشابه بينها وبين فترة فك الارتباط والانسحاب من غزة، التي تضمنت تشويه سمعة الجمهور اليميني المتدين باعتباره خطيرًا وعنيفًا، ويغلق أفواههم بوحشية، لكن الوضع اليوم بات أسوأ، لأن بعض الدعاية يأتي من الداخل، من أحزاب اليمين، وهذه مقارنة خاطئة".
وأشار إلى أننا "نشهد حالة من التحريض السياسي والمؤسسي والإعلامي ضد اليمين، لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو ما يكمن في أعماق الأشياء، ويترتب على ذلك أننا سنعود قريبًا إلى وقت أكثر خطورة، وهو حكومة اتفاق أوسلو، وهو لم يكن اتفاقًا حقًا، لكنه مقامرة يدفع فيها الإسرائيليون الآن أثمانا باهظة، رغم أنه كان "كازينو" سياسيا، وتأمل منه معسكر اليسار إنهاء الصراع مع الفلسطينيين، الذين خططوا لتدمير إسرائيل".
وأكد أن "الوضع القائم اليوم يدفعنا للقول إن بينيت نفسه خضع لليسار، وهذه الحكومة نفسها باتت تخضع لواشنطن، فيما تولى يائير لابيد الملكية الكاملة للحكومة، أما بينيت فهو بدون سلطة، لكنه سيكون راضيا عن لقب فارغ هو "رئيس الوزراء"، ما يعني أن المشكلة الآن سوف تتصاعد في إسرائيل، لأن إسرائيل أصبحت محمية "كاملة" للحزب الديمقراطي الأمريكي، خاصة التيار التقدمي فيه".
وأوضح أن "المشكلة الحالية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تحظى بدعم مسؤولين أمريكيين يجلسون في واشنطن، ولديهم خطة منظمة ومتطورة للنهوض بالقضايا الفلسطينية، ويتبنون وجهة نظر العالم، بأنه يحق للفلسطينيين دولة، والمستوطنات هي جريمة ضد الإنسانية، وإيران لاعب رئيسي في الشرق الأوسط، وهذه المواقف بات لها عجلات تتحرك بالفعل، والواقع أن اليسار الجديد، وهو أغلبية الحكومة يدعم هذه المواقف".
ولفت إلى أن "الحكومة الإسرائيلية الجديدة تريد إعطاء المفاتيح السياسية لإدارة بايدن، أما الأقلية اليمينية "الجديدة" من الوزراء فلن تكون قادرة حقًا على مقاومة هذا المد الجارف، لأنها مرت بالفعل باضطراب أيديولوجي، وتعتمد على أي شيء، ما يعني أن الحكومة ستواجه مشكلة ومعضلة، وبينما تقود هذه الحكومة تحركات حمقاء تاريخية بجانب الأمريكيين، فإن ذلك يعني أنها تصطحب معها كل تكتيكات أوسلو الخادعة".
وأضاف أن "الفرق الوحيد في هذه الحكومة عن حكومات أوسلو السابقة أنه هذه المرة سيكون فيها شخصيات حمقاء كانوا يعتبرون ذات يوم يمينيين، لكن ذلك لا يلغي فرضية أن حقبة أوسلو عادت، وسنعود قريبًا لاكتشاف الاتصالات السياسية المخفية؛ وإلى استسلام استراتيجي على نطاق متزايد باستمرار يتم تقديمه على أنه إنجاز سياسي؛ ومجموعة من الوعود المذهلة عند الباب مصحوبة بصفارات إنذار مطمئنة بأن "كل شيء قابل للانعكاس"؛ وصحافة دعائية ضد اليمين، في تعاون مطلق للحكومة ومؤسسات الدولة والقضاء".
وختم بالقول إن "هذه الحكومة لن توفر للإسرائيليين السلام والأمن، على العكس تماما، لأنه بالنسبة لليسار الجديد، فهذه فرصة ذهبية، ربما أتت لمرة واحدة، ولا ينبغي تفويتها، وإذا لم يتم تنفيذها خلال فترة ولاية بينيت لرئاسة الحكومة، فسوف تصل في الوقت المناسب لحقبة لابيد، التي تعد بالفعل البنية التحتية لها عبر وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء بالوكالة".
عربي21