قائمة الموقع

مسيرة المقاومة نكست أعلام الاحتلال

2021-06-15T20:08:00+03:00
خالد النجار
خالـد النجـار

 أفرزت مسيرة الأعلام مستوى جديد من مستويات الردع التي وصلت لها المقاومة وغيرت من خلالها قواعد الاشتباك في مدينة القدس، وهو المستوى الذي أوصل المقاومة إلى أن تكون أيقونة التحكم في مسار المعركة وإدارة حالة الصراع، وبات بمقدورها اللعب في كافة الأوراق بما يتناسب مع استراتيجيتها تجاه القدس، والتي جعلتها أمام بوصلة سلاحها، ومرمى النار في وجه العدو الصهيوني. إذ أن مدن الاحتلال شهدت في الساعات القليلة الماضية ترقبًا حذرًا حول تداعيات مسيرة الأعلام، ورفع حالة التأهب القصوى خشية انفجار الأوضاع في قطاع غزة، والعودة إلى القتال من جديد.
 
بدأ الاحتلال منذ أمس بالضغط على الوسطاء وبعض الأطراف الدولية للتدخل في تأمين مسيرة الأعلام، وإقناع المقاومة في غزة من خلال الوسطاء بعدم نية الاحتلال العودة إلى التصعيد، حيث بدأت الاتصالات من كل حدب وصوب في ظل المساعي الدولية والعربية لتثبيت وقف إطلاق النار منعًا للتدهور الأمني، وإيصال رسالة للمقاومة بالتخفيف من حدة التوتر، لذا تحولت مدينة القدس لمنطقة عسكرية مغلقة منعًا لوقوع أزمنية أمنية تشكل تداعيات خطيرة على حكومة  الاحتلال وعلى المجتمع الصهيوني، وهذا بدوره يعد مؤشرًا حقيقيًا لحالة الذعر التي أصابت العدو.
 
هذه الصورة هي بالتأكيد إحدى صور النصر التي تتجلى في مدينة القدس، وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد تحول العدو من مجرم يستبيح الدماء والأرض والمقدسات دون ردع، إلى مجرم ينفذ سياسات صهيونية خاطفة كالبرق، مستجديًا الأطراف ذات العلاقة بالشأن الفلسطيني، خوفًا من الوقوع في شباك المقاومة التي أذاقته الهزائم ومرارتها، وقبرت سمعه جيشه الذي قُهر في غزة، وقُهر تحت حمم الصواريخ وأمام قناصي آلياته المدرعة.
 
كما أنها صورة تأتي في إطار تثبيت قواعد أمنية جديدة في مدينة القدس، والتي فرضتها المقاومة بالحديد والنار، وغيرت مسرح العمليات العسكرية لتثبيتها على الأرض ضمن سلسلة من نظريات الأمن التي تتبناها المقاومة في مواجهتها للعدو الصهيوني ضمن استراتيجية مدروسة شقت طريقها نحو القدس، ونحو أراضينا المحتلة عام 1948، وتفعيل كافة القوى هناك، والتي كان لها الدور الكبير في معركة سيف القدس، وهددت أمن الاحتلال القومي ضمن موجه غضب انتابت الداخل المحتل، والتي شكلت طوقًا جديدًا على عنق العدو الصهيوني، وسندًا رئيسًا لدرع المقاومة في غزة، وهي الصورة التي فشلت استخبارات الاحتلال في تحديد مكوناتها ومفاعيلها على الأرض.

اخبار ذات صلة