قائد الطوفان قائد الطوفان

بودكاست .. محمد ومجدولين.. زواج محمي بدروع الصحافة

عروسين.PNG
عروسين.PNG

الرسالة نت- رشا فرحات

أعلن محمد خيري ومجدولين حسونة بالأمس زفافهما، ولم يكن زفافا عاديا، إنما كان ثوببها الأبيض وسترة عرسه محميان بالدروع الواقية التي يرتديها الصحافيين في تغطيتهم للحروب.

 

حرب طويلة وباقية ما بقيت (إسرائيل)، كانت رسالة العروسين الواضحة للمحتل الذي حاربهما حتى في تحديد موعد العرس، وعرقل مجيء هذا اليوم الذي انتظراه طويلا.

ارتدت مجدولين درع الصحافة فوق ثوب عرسها الأبيض، وكأنها تحصن نفسها ضد محتل يستهدف الإعلاميين حتى في لحظات فرحهم، بل هو يستهدف الفرح تحديدا لأن فرحة الفلسطيني تغيظه.

هذا الفرح تأجل لعشرة أشهر فقد كان مقررا له أن يكون في أغسطس الماضي، حينما اتفقا مجدولين ومحمد على اللقاء في تركيا مقر عملهما في قناة TRT حيث تعارفا وأحبا واتفقا على بناء أسرة، ولأن محمد من الداخل المحتل، وفتاته مجدولين ضفاوية، لم يكن هذا الاتفاق متماشيا مع مزاجية الاحتلال، فمنع مجدولين من السفر للقاء خطيبها في تركيا وإتمام مراسيم الزواج.

بدون سبب تأجلت الفرحة بأمر عسكري جائر كالعادة، فقصة زواج الاثنين ربما شكلت تكاتفا بين فلسطينيين ظن الاحتلال أنه نجح بتفريقهما بحواجزه، وفصله للداخل المحتل عن الضفة الغربية وغزة.

ولم يكن الاحتلال وحده من عرقل الفرحة وإنما شاركت السلطة أيضا في ذلك، فقد استدعت المخابرات الفلسطينية مجدولين في الصيف الماضي أثناء زيارتها لعائلتها في قرية بيت آمرين شمال نابلس، وأوقفتها حينما كانت في طريقها لبيت العائلة ثم تدخلت نقابة الصحافيين لحمايتها ومنعها من مقابلة المخابرات.

ولم تعرف مجدولين التي تم استدعاؤها أكثر من مرة لاحقا سببا واضحا لمنعها من السفر واللحاق بخطيبها، كل ما أخبروها به وهي على معبر الكرامة من خلال ثلاثة ضباط (إسرائيليين) أنها لا يمكنها السفر، وكل لقاءاتها مع المخابرات لاحقا كانت تدور حول نشاطها في الدفاع عن الأسرى.

محمد من باقة الغربية ومجدولين من نابلس، ولا زالت ممنوعة من السفر والعودة معه إلى تركيا، لكنه رغم كل شيء جاء ليقيم مراسيم العرس بشكل متفرد وعبرت مجدولين عن فرحتها لهذا التحدي ورغم ما نتج عنه من تعطل لمشاريع عملها وقالت ببساطة:" ما بدنا نسافر، أحنا حنضل هان"

بينما قال محمد: كل العراقيل، والحواجز وجدار الفصل أخرتنا شوي، لكنها لم تمنعنا من الفرحة، ثم أكمل ضاحكا، عرسنا سيكون مظاهرة "

الصحافي علاء الريماوي قال معبرا وهو يشارك العروسين:" محمد ومجدولين إيقاعنا نحن الشعب الفلسطيني، ومحمد من الداخل كان يعزف ايقاعنا، وكانت مجدولين قمرنا حينما تصحرت الحقيقة فنطقت، كانت قوية حينما خاف الناس وقالت أعظم مما قاله الرجال"

ويعتقد مدير مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان شعوان جبارين أن هاجس (إسرائيل) الأمني هو وراء كل عملية منع من السفر، وهو يتعامل مع الضفة الغربية وكأنها منطقة مغلقة وهو من يتحكم بها وبأقدار من يدخلون ويخرجون منها.

ولفت الحقوقي جبارين إلى أن المحكمة العليا (الإسرائيلية) لم تأخذ قرارا واحدا بشأن أي من قضايا الممنوعين من السفر أمامها، بل هو يستخدم هذه السياسة كنوع من العقاب والتشفي والاستدراج إلى فخ العمالة.

على أية حال انتصر محمد خيري ومجدولين حسونه، ورقصا بالأمس على إيقاع الوحدة الوطنية التي جمعت الداخل بالضفة والتي لم يمنعها قرار بالمنع من السفر، ولا قرار بالإبعاد، لأن الفلسطيني حينما يؤمن بحقه في الحياة والحب ينتزع حقوقه انتزاعا.

البث المباشر