قبل عشرة أيام كان الموعد المؤجل لانطلاق مسيرة الإعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، لكنه تأجل أكثر من مرة تحسبنا لرد المقاومة بغزة أو ثورة المقدسيين ضد المستوطنين.
يوم أمس انطلقت المسيرة لكن لم تكن بالصورة المتوقعة وفق الضجيج الذي أحدثه الاجتماعات الأمنية للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت".
وسارت المسيرة بأعداد قليلة ليس كما روج عبر الاعلام العبري، ووصف المشاركين كأنهم أطفال مدرسة متسيبة لا يعرفون أين يذهبون، لذا كتب لها الفشل وانتهت بخيبة أملهم.
يذكر أن مسيرة الاعلام أو "يوم القدس" هي احتفالات بدأت مع احتلال (إسرائيل) للقدس الشرقية في اعقاب حرب حزيران 1967، ويشارك فيها متطرفون يهود في 5/ يونيو حسب التقويم العبري.
الذي كان مختلفا في هذه المسيرة عن كل عام أن جيش الاحتلال استنفر قواته على أكثر من جبهة خوفا من التهديدات، كما غير مسار طائراته من مطار بن غوريون تحسبا لأي طارئ، واستدعى قوات إضافية من شرطة الاحتلال لتأمين المسيرة، عدا عن أن أعداد المستوطنين قليل مقارنة بالأعوام السابقة.
يذكر أن (إسرائيل) كانت طلبت من مصر إقناع حركة حماس بعدم الرد على مسيرة الأعلام بالقدس، ونقلت رسالة عبر القاهرة مفادها أن المسيرة غيرت مسارها ولم تدخل الأقصى ولم يكن الهدف منها هو التحدي، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
فشل الاحتلال
وسخر الكاتب السياسي شرحبيل الغريب من عدد المشاركين في المسيرة لاسيما بعدما وصفهم ببضع مئات من الأطفال المراهقين، مستهجنا الاستنفار العسكري لحماية المشاركين حيث أفرز 2500 شرطي
من أقوى وحدات شرطة الاحتلال، واستنفار منذ يومين لتأمين وحماية مسيرة 500مستوطن أغلبهم من الأطفال ليرقصوا ٤٠ دقيقة بالأعلام في القدس.
ويرى الغريب أن محاولات الاحتلال في استعادة هيبته أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته فشلت.
وفي ذات السياق علق الكاتب السياسي خالد النجار، أن الفلسطينيين أربكوا حكومة الاحتلال، فانشغل العدو في مسيرة الاعلام بعدم الوصول إلى النقاط الحمراء، مشيرا إلى أن المسيرة دقت مسمارًا في قدم نفتالي بينت، وجعلته يقف على رجل ونصف في انتظار ما أعدته المقاومة، فكان قرار الفرار بمستوطنيهم من القدس هو الخيار الذي يطفئ جنون أهل غزة الذين شيدوا بنيانهم الناري لإشغاله في حماية القدس والمسجد الأقصى.
ولم يذهب المحامي والناشط الفلسطيني خالد زبارقة بعيدا عن سابقيه في موقفه بالنسبة لمسيرة الأعلام، فأكد على أنها أفشلت سياسات الاحتلال في فرض الهوية اليهودية على القدس وخاصة باب العامود.
وأوضح زبارقة أن الاحتلال لم ينجح في تسويق رؤيته رغم الآلة الإعلامية الاسرائيلية الضخمة التي وجهت للمجتمع اليهودي والذي شارك في مسيرة الأعلام بصورة ضعيفة.
البلاء الذي بذله المقدسيون في اجهاض مسيرة الاعلام أعطى رونقا جديدا لمدينة القدس ومسجدها، فالأعلام الزرقاء والبيضاء التي حاول حامليها تشويه باب العامود ركنت جانبا على الأرض حتى يتمكن المراهقين من المستوطنين التسلل والهرب خوفا من غضب المقدسيين وأبناء المدن والقرى الفلسطينية المجاورة الذين جاءوا لكسر شوكة جنود الاحتلال، فنهاية الحدث كانت احراج (إسرائيل) وتأكيد فشلها.