قائمة الموقع

بالنقود المعدنية.. يقرأ المؤرخ المبيض تاريخ غزة!

2021-06-19T11:35:00+03:00
سليم المبيض
الرسالة نت– مها شهوان

لم تتجاوز مساحتها الـ 365 كم²، إلا أن الكثير من الحضارات القديمة تعاقبت عليها وكانت مطمعا للغزاة لموقعها الجرافي الاستراتيجي منذ الأزل، فمعالمها وتفاصيلها تدلل على وصول الرومان واليونان وحتى البيزنطيين إليها، ومع ذلك بقيت تحافظ على اسمها "غزة".

وصفها نابليون بونابرت القائد الفرنسي بأنها "بوابة اسيا ومدخل افريقيا"، بينما قال عنها المؤرخ الإسلامي خليل الظاهري "دهاليز الملك" لما شهدته من صولات وجولات للملوك العابرين لإفريقيا أو اسيا عبرها، مما يؤكد أهمية موقعها.

وحتى يومنا لاتزال "غزة" محور اهتمام العالم رغم بساطة معيشتها، فالكل يريد أن ينبش عن أصل هذه المدينة وسبب عنادها في وجه أي محتل يمر عليها.

بواسطة النقود المعدنية القديمة تمكن المؤرخ سليم المبيض تدوين تاريخ غزة العتيق قبل الحديث، يقول "للرسالة"، إن هوايته جمع النقود القديمة "علم النوميات" ساعده في قراءة تاريخ بلده القديم وتعاقب الحضارات عليه.

ودوما يؤكد المبيض "إن أردت أن تعلم ثقل الأمة الثقافي والاقتصادي وكل مناحي الحياة الحضارية عليك بدراسة النقود"، ومن هنا كانت انطلاقته لتخصيص دراسات عن النقود التي جمعها ودون من خلالها تاريخ غزة وقطاعها.

يحصل المؤرخ على تلك النقود المعدنية عبر شرائها من الهواة أو من يجدها في بعض الأماكن، وقد يشتريها بمبالغ كبيرة، معتبرا أن الكثيرين مما يعثرون عليها لا يعرفون قيمتها، بينما هو لو وجدها لا يبيعها لأحد لما تمثله من قيمة تاريخية تدون حقبة معينة وتطلع الباحث على معالم تلك الفترة الزمنية.

ويروي أن موقع غزة الجغرافي حولها إلى موقع عسكري غني وثري بالآثار، وكل تاريخ النقود للكرة الأرضية يمكن أن نجده فيها، لاسيما وأن التاريخ يؤكد أن النقود المعدنية صكت فيها منذ القرن السادس قبل الميلاد.

كما قرأ من خلال تلك النقود أن 13 دولة في العالم صكت نقودها في غزة والمدن الفلسطينية التي تجاورها "بيت جبريل، عسقلان، بيت إيليا، طبريا".

لم يكتف المبيض بشراء تلك النقود وحفظها داخل مكتبة ببيته وسط قطاع غزة، بل وثق كل قطعة داخل كتابه "مجموعتي من نقود غزة في القرن الخامس قبل الميلاد - نقود ليس لها شبيه شكلا وموضوعا" بل غاص بعمق وحلل كل قطعة حتى وجد أنها "معجزة" في حجمها ووزنها "النقود العدسة كما سماها"، وما صك على مساحتها الضيقة من صور الحكام المحليين وقادة وسلاحف وأسود وفرسان وسفن وطيور.

وبذل المؤرخ جهدا كبيرا في تحليل كل قطعة ليستغرق في القطعة والواحدة أياما من البحث والتدقيق والرجوع إلى المصادر الموثوقة والربط بين المعلومات للتوصل إلى نتيجة علمية ومنطقية، فيحتوي كتابه في غالبية صفحاته على رسم للقطعة المعدنية "العملة" وإلى جانبها توضيح وشرح عن محتواها.

ودوما توصف هواية جمع النقود بأنها تخص "الملوك والأمراء" كونها تحتاج لأموال زائدة عن حاجة الشخص لإشباع هواياته.

اخبار ذات صلة