ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها القيادي جمال الطويل، وابنته الصحافية بشرى الطويل، حتى بات العمر الذي يضيع في السجون، أكثر كثيرا من ذلك الذي يعانق الحرية.
وكان آخرها حينما اعتقلت قوة من المستعربين التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوعين جمال الطويل من أمام منزله في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية.
وفي الجانب الآخر من القصة التي طالت عذاباتها جدد الاحتلال الاعتقال لابنة الشيخ جمال الصحافية بشرى الطويل للمرة الثانية إداريا، دون توجيه أي تهمة أو حكم، وها هي معتقلة حتى الآن للشهر الثامن على التوالي.
في الاعتقال الإداري الذي عاشه جمال الطويل وبشرى الطويل، عمر طويل أيضا قد ضاع، بين السجون والاستدعاءات والمنع من السفر، والتوقيف الإداري، فبشرى الطويل اعتقلت العام الماضي وخرجت، ثم اعتقلت مرة أخرى، وكذلك والدها، حتى بدأت الحياة مقسمة بين فرج واعتقال، بحرية معلقة.
وفي هذه المرة، أضاف وجع الاعتقال غضبا على غضب عائلة الطويل، فالصبية التي لم تكمل الثلاثين عاما لا يجب على حياتها أن تقضيها مشرذمة بين السجون، وعلى ذلك أعلن الشيخ جمال الطويل اضرابه عن الطعام منذ اعتقاله حتى يتم الافراج عن ابنته بشرى وضمان عدم معاودة اعتقالها.
واليوم هو اليوم العشرون لإضراب الأسير جمال الطويل (59 عاما)، احتجاجا على استمرار اعتقال ابنته بشرى إدارياً داخل سجون الاحتلال.
حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى قال في مكالمة مع "الرسالة" إن الأسير الطويل محتجز في سجن هشارون، وقد تعرض للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة واضحة، وقد بلغت سنوات اعتقاله ستة عشر عاما معظمها إداريا.
ولفت عبد ربه إلى أن الأسير الطويل أضرب عن الطعام مطالبا بالإفراج عن ابنته بشرى وهو الآن في وضع صحي صعب حيث هزل جسمه ويصيبه دوار بين الوقت والآخر ولا يتناول سوى الماء ولا زال مصرا على موقفه.
أما عن بشرى الطويل فهذه هي المرة السادسة التي تعتقل فيها، حيث حكمت بعد انتهائها من اختبارات الثانوية العامة وهي ابنة الثامنة عشر، عامين ونصف.
هذه المرة الخامسة للاعتقال في حياتها، وهي التي بلغت منذ وقتٍ قريب 27 عامًا.
واعتقلت الصحفية بشرى لأول مرة في عام 2010 وهي عائدة من آخر امتحانات الثانوية العامة، ليحكم عليها بالسجن 16 شهرًا، وتحررت بعد قضاء 6 أشهر في صفقة وفاء الأحرار، ولا زالت حياتها دوامة من الاعتقالات حتى اللحظة.