طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

الرياضة النسائية غائبة لانعدام الأماكن والدعم المالي

غزة / ديانا طبيل     

يتميز واقع القطاع النسائي بمدينة غزة بقلة عدد الأماكن المخصصة للنساء من اجل ممارسة هواياتهن وقضاء أوقات ترفيهية ، كالأندية الرياضية، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المالية والفنية.

وعلى الرغم من وجود مئات من خريجات كلية الرياضة منذ عدة سنوات واللواتي يتمتعن بالموهبة الرياضية الفذة إضافة إلى التعليم الاكاديمى المتطور والمتزامن مع التطبيقات العملية لكافة الفنون الرياضية، إلا أن الرياضية النسائية بغزة تعاني من النظرة السلبية والمجتمعية تجاه الرياضة النسائية، بالإضافة إلى اعتبارات مجتمعية تعيب على المرأة السفر منفردة ،واعتبارات سياسية متعلقة بحالة الانقسام والحصار.

غياب الاهتمام

داخل أروقة جامعة الأقصى التقت الرسالة الطالبة سماح  هنية "20عاما " والتي أن دراسة المرأة في كلية الرياضة تنتهي بممارسة مهنة التعليم في مدارس لا تعطى بالاً أصلا لحصص الرياضة.

وتضيف: لدينا في قسم الرياضة الكثير من المواهب الرياضية الفذة التي لا تجد من يقدم لها يد العون من اجل صقل موهبتها ، إضافة إلى المجتمع ينظر للمرأة الرياضية على أنها لا تحمل من الأنوثة أية معالم ، لذا مع الوقت تتجه الفتيات إلى نسيان الموهبة والتشبث بالوظيفة.

بينما تقول هيفاء الفرا "23 عاما" أنها تخصصت في التربية الرياضية لتمتعها من الصغر باللياقة البدنية والخبرة اللازمة لممارسة لعبة تنس الطاولة ، لكنها مع الوقت أصبحت لا تجد فائدة من ممارستها لهوايتها في ظل غياب الأماكن الخاصة التي تؤهل المرأة للمشاركة في الفعاليات الرياضية أو على الأقل صقل الموهبة وزيادة الخبرة.

وتضيف: أمارس اليوم هوايتي بشكل متقطع لا يمت بأي صلة للقواعد الدولية للعبة تنس الطاولة، مضيفةً: عندما دخلت كلية الرياضية كنت اطمح لاحتراف هذه اللعبة والمشاركة في مسابقات محلية ودولية وعربية ، لكن يبدو أن ما كنت احلم به مجرد سراب.

أما جيهان ثابت خريجة كلية الرياضة فترى أن الرياضية النسائية معدومة في قطاع غزة ولا تتمتع باى قبول على المستوى الرسمي والشعبي ،فعلى سبيل المثال، تقول جيهان، لا  يمكن للمرأة اليوم ممارسة رياضة الجري أو السباحة أو العاب القوى نظراً لعدم وجود أماكن متخصصة.

وتضيف: الموجود اليوم من أندية تطلق على نفسها " أندية رياضية للمرأة " ما هي إلا مشاريع استثمارية تستهدف النساء البدينات الباحثات عن النحافة .

من جانبها تقول هناء أبو معيلق لاعبة ومدربة العاب القوى أن الحالة السياسية الحالية شكلت عقبة ضخمة أمام تطور الرياضية النسائية وانتقالها من مرحلة التجريب والتدريب إلى الاحتراف والمشاركة في المسابقات العربية والدولية

وتضيف: لم يتوقف الأمر عند توقف التطوير، بل تراجعت وتوقفت رياضيات المرأة تماماً إلا في حدود ضيقة كالمباريات المدرسية التي تعدها وزارة التربية والتعليم والتي لا ترتقي لان نطلق عليها اسم بطولة ، موضحة أن أوضاعها كرياضية فلسطينية مقتصرة على ممارسة مهنتها والقليل من التدريبات الشكلية.

شبه متوقفة

وأكدت العداءة وسام بخيت أن الرياضة النسائية في قطاع غزة شبه متوقفة، ولا يمكن الحديث عن وجود رياضة نسائية ، لافتةً إلى عدم وجود فعاليات رياضية محلية أو مشاركة نساء من القطاع في فعاليات خارجية، والأنشطة الحالية لا تعدو كونها تدريبات أو فعاليات جامعية محدودة.

ودعت بخيت إلى إيلاء رياضة المرأة الاهتمام المطلوب على المستويين الرسمي والشعبي.

من جهتها أكدت خولة أبو ريدة مديرة دائرة المرأة بوزارة الشباب والرياضة أن الوزارة تولى اهتماماً خاصاً برياضة المرأة، ويجري حاليا  العمل حثيثا على تخصيص أماكن للتدريب وممارسة مختلف الألعاب الرياضية التي تلائم المرأة، لكن الأوضاع المالية التي تعانيها الحكومة الفلسطينية بغزة والحصار المشدد عليها يحد من إمكانية الانطلاق في خطوات ومبادرات ضخمة لخدمة قطاع الرياضة النسائي ، موضحة أن القصور في هذه الرياضة قديم قدم السلطة الفلسطينية، وان كافة المشاركات الماضية كانت لا تعدو كونها مشاركات رمزية لا يتمتع فيها المشاركون بالتدريبات اللازمة.

قفزة رياضية

وأوضحت أبو ريدة أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على تشكيل فرق رياضية نسائية وتكليف مدربات متخصصات للقيام بهذه المهمة، علاوة على زيادة العناية بالرياضية المدرسية والجامعية، من اجل دعم الرياضية النسائية وإعطائها الحيز الرسمي والشعبي المطلوب ، متمنية أن تشهد الفترة القريبة القادمة قفزة على صعيد الفعاليات النسائية كافة .

من جانبها أقرت نيللى المصري مديرة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية الفلسطينية بالوضع السيئ الذي تمر به الرياضة النسائية، مشيرة إلى أن الرياضة النسائية تعاني كبقية الألعاب الرياضية، من حالة الحصار الإسرائيلي التي تحرم حركة اللاعبات واللاعبين.

ونوهت المصري إلى ضعف التمويل الرسمي والصعوبات النفسية التي يواجهنها اللاعبات في حال الرغبة في إعادة الحياة إلى رياضة المرأة من جديد.

وكشفت عن وجود برامج للنهوض بواقع رياضة المرأة في قطاع غزة، من خلال تفعيل الأنشطة الرياضية وعقد مزيد من البطولات والفعاليات، إضافة إلى التنسيق مع الأندية لتخصيص منشآت مغلقة للرياضية النسائية، مؤكدةً أن الأمور ما زالت في بدايتها وتحقيق ما تصبو إليه الرياضيات الفلسطينيات يحتاج إلى تكثيف جهود المؤسسات ذات العلاقة في الضفة وغزة.

 

 

 

البث المباشر