قائمة الموقع

في زنازين الضفة..الموت يزحف ببطء نحو المختطفين

2010-11-25T15:59:00+02:00

الرسالة نت- شيماء مرزوق

زنازين أشبه بالقبور.. وظلام دامس يجتاح المكان ويبتلع كل نقطة نور تحاول التسلل إليه..صراخ المعذبين يصم الأذان, وأصواتهم تعلو بالآهات والآلام، يقطعها أصوات بوابات الزنازين الحديدية وهي تفتح لتتلقف أحد المعذبين الجدد, وتقذف بأخر إلي غرف التحقيق ليلقي نفس المصير من الضرب والتعذيب والإهانة والشبح، فقد صعدت سلطة فتح من وتيرة جرائمها بحق المواطنين في الضفة المحتلة وملاحقتهم على خلفية انتماءاتهم السياسية.

لم ترحم النساء

وتتنوع هذه الجرائم والانتهاكات من ملاحقات ومطاردة للمقاومين واعتقال المئات منهم، واستدعاءات متواصلة واقتحام للبيوت، ومعاقبة الموظفين بالفصل والنقل التعسفي، واستقبال قادة الجيش الصهيوني في مدن الضفة لتعزيز "التعاون الأمني" بين "سلطة فتح" والاحتلال في محاربة المقاومة.

ولم يسلم من جرائم فتح بالضفة أحد فقد طالت الأطفال والشيوخ والنساء والتي كانت أخرهن  المربية تمام أبو لسعود من مدينة نابلس والتي لم تتوان هذه الأجهزة عن اختطافها من منزلها أمام أبنائها وبعد يومين فقط من الإفراج عنها، لتتكرس العنجهية الفتحاوية جارحة نفوس نساء الضفة الداعيات والمربيات وأمهات الشهداء والأسرى وزوجاتهم.

كما قام عناصر الأجهزة بعمليات دهم وتفتيش وحفر في المنزل استمرت أكثر من 36 ساعة، وذلك بالتزامن مع قيام الاحتلال باعتقال نجلها معتصم أثناء توجهه للسفر للأردن في خطوات ثنائية تؤكد على مستوى التنسيق الأمني بين الطرفين.

وأكدت مصادر في المدينة على نقل المختطفة أبو السعود إلى المستشفى الوطني إثر تدهور حالتها الصحية خلال التحقيق معها في زنازين سجن الجنيد، وقد تمت إعادتها إلى السجن المذكور لاحقاً بعد معرفة أهلها بالأمر.

من جانبها استهجنت الحركة النسائية في حركة "حماس" بشدة  قيام أجهزة باعت نفسها للاحتلال  باختطاف حرائر الضفة ، منوهة إلى أن تمام أبو السعود تعاني من إجراء عملية قسطرة في القلب.

وبينما تتعرض النساء للاعتقال في الضفة على أيدي سلطة فتح، تقبع أكثر من 32 أسيرة في سجون الاحتلال، فالسجان يتغير والزنازين واحدة، أما التحقيق فهو واحد.

ولم تقف سلطة فتح عند هذا الحد بل أذلت نساء الضفة عبر الفصل الوظيفي والإقصاء الإداري، علاوة على ملاحقة طالبات الكتلة الإسلامية في الجامعات بكل أشكال الاستهزاء من النسيج المجتمعي.

وعلاوة على ذلك بات معروفاً في الضفة أن فتح تلجأ إلى ضباط الاحتلال لاعتقال نساء الحركة الإسلامية وزجهن في السجون الصهيونية والتحقيق معهن حول أموال الحركة ونشاطاتها، ومن ثم إصدار الحكم الإداري المتجدد بحقهن، مثل الأسيرة منتهى الطويل وكفاح قطش، وغفران الزامل والحاجة أم سعيد بلال.

اقتحام الجامعات

جرائم أجهزة الأمن في الضفة لم تترك حرمه لشئ أو لمكان فقد انتهكت حرمات البيوت والمساجد والجمعيات والمؤسسات الخيرية وعادت لتطال مجددا الجامعات, حيث اقتحمت سيارة عسكرية فتحاوية مدججة بالمسلحين حرم جامعة بيرزيت في الضفة وجابوا الحرم الجامعي بأسلحتهم وعتادهم, بعد أن كانت قد اعتقلت مؤخراً خمسة من الطلبة في ثالث أيام العيد, حيث وصل عدد المختطفين من طلاب جامعة بيرزيت في سجون فتح إلى عشرة طلاب.

أحكام غيابية

من جهة أخرى وفي سابقة خطيرة أصدرت محاكم فتح العسكرية أحكاماً غيابية بالسجن بحق أسيرين في سجون الاحتلال، حيث أصدرت أحكاماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات بحق الشيخ شاكر دار سليم من بلدة رنتيس، وحسين يعقوب الأجرب، ورائد حامد من قرية بيتين، وعبد الباسط معطان من قرية برقة.

يذكر أن جميعهم أمضوا عدة أعوام في سجون رام الله والكيان الصهيوني ، كما أن الشيخ شاكر هو أحد مبعدي مرج الزهور، كما شغل معطان منصب مدير مكتب نائب رئيس الوزراء بالحكومة الفلسطينية العاشرة.

هذا ولا يزال وقائي فتح يمدد جلسات المحاكمة الغيابية للأسير أسد مفارجة الذي أمضى أكثر من عام ونصف لديه في سجن بيتونيا حيث سرق منه وقتها مبلغ خمسين ألف دولار.

وفي شأن متصل فقد قام وقائي عباس في بيتونيا بتحويل عدد من مختطفي الحركة في قرية عابود للمحاكم العسكرية تمهيداً لإصدار أحكام ظالمة بحقهم، وقد عرف منهم الشقيقين عدي ومظفر فيصل البرغوثي والشيخ إبراهيم محمود عبد المجيد وتامر عبد الله الخطيب وضياء البرغوثي وشقيقه.

يذكر أن أعداد المختطفين في سجون الضفة تتزايد بشكل واضح وهو ما يؤكد أن سلطة فتح عازمة على الاستمرار في هذا النهج, حيث اعتقلت أجهزتها 163 مواطناً خلال شهر أكتوبر الماضي فقط ، بينهم 74 أسيراً محرراً من سجون الاحتلال، موزعين على عدد من مدن وقرى الضفة ، كما قامت بتحويل 40 معتقلاً للمحاكمة العسكرية.

وللتأكيد على المستوى الكبير الذي وصل إليه التعاون الأمني" بين "سلطة فتح" والاحتلال فقد اعتقلت قوات الاحتلال (13 مواطنـاً) من أنصار حركة حماس بعد الإفراج عنهم من سجون أجهزة "سلطة فتح" الأمنية، فيما اعتقلت هذه الأجهزة العديد من أبناء وأنصار حركة حماس فور الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

وتبقى هذه الحملات والجرائم المشتركة دليلاً قاطع على أن أجهزة فتح باعت نفسها للاحتلال وقبلت أن تسير على نهجه وتكون يد حديدية له في الضفة تضرب المقاومة بوحشية وتزج بمواطنيها في زنازين أشبه بقبور للأحياء.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00