قلقيلية – لمراسلنا
يتلهف الاسرى الفلسطينيون الى زيارة الاهل على أحر من الجمر، وبعض الاسرى يصاب بالذهول عندما يرفضه اطفاله الذين ولدوا في غياب الاسرى خلف القضبان عندما كانت امهاتهم تحملهم في البطون، او كانوا صغارا لا يميزون غياب الأب عن وجوده.
وفي اخر احصائية عن اعداد الاسرى الفلسطينيين تشير الاحصائية الى ان 6700 اسير من بينهم 280 من الاطفال و35 اسيرة يقبعون في ظروف قاسية ، والزيارات ممنوعة وتكون ضمن معايير معينة .
"الرسالة نت" تسلط الضوء على الصدمات النفسية لاطفال الاسرى الفلسطينيين ومن مظاهرها رفض الاطفال لابائهم اثناء الزيارة .
أنت لست أبي
مازالت عائلة الاسير ياسر حمدوني من جنين تعيش تحت وطأة رفض ابناء الاسير والدهم الاسير ياسر ، بسبب طول الغياب وترك الاطفال صغارا .
تقول والدة الاسير ياسر حمدوني بمرارة : انني كلما اتذكر كلمات حفيدي لوالده اثناء الزيارة" أنت لست أبي" انهار من شدة البكاء والحسرة ، فغياب ابني الاسير المحكوم بالسجن المؤبد شكل صدمة لأحفادي الذين لم يتعرفوا على والدهم ، فالمثل العربي يقول " البعد جفا " وهذا المثل انطبق على احفاد ابني الاسير ، فطول فترة السجن ورث الجفاء لدى الاحفاد .
وتضيف : العالم يتطلع ويراقب أسر جندي اسرائيلي مقاتل غير متزوج ويسلطون الضوء على معاناة عائلته ، بينما ينسى قادة العالم أثار سجن الالاف من الفلسطينيين وغالبيتهم من المتزوجين على اولادهم الصغار ، وما يترتب على ذلك من صدمات نفسية تدمي القلوب .
وتواصل: الاحتلال هدم منزلنا واعتقل ابناءنا ويصيب اطفالنا بصدمات نفسية بالغة.
آثار مقصودة
المحاضر في جامعة النجاح الدكتور ماهر ابو زنط واستاذ علم الاجتماع قال لـ"الرسالة نت": الاحتلال يعمد الى عزل الاسير عن اهله وعائلته حتى يكون لها ابعاد نفسية وصدمات على الصغار والكبار ، وبما أن الكبار أكثر تحملا من الصغار ، فان اثار الصدمات تظهر على اطفال الاسرى المحرومين من حنان الاب سنوات طويلة .
واشار ابو زنط الى ان الاحتلال من كل عملية اعتقال يهدف الى الحاق الضرر بعائلة الاسير بكافة السبل والوسائل ، واظهار عائلة الاسير انها عائلة منكوبة من جميع النواحي كي يفقد الشعب الفلسطيني ثقته بالاسرى وعائلاتهم كونها عائلات محطمة نفسيا .
الاثار محدودة
وزير الاسرى السابق المهندس وصفي قبها الذي امضى اكثر من سبع سنوات في الاعتقال وافرج عنه في شهر نيسان الماضي قال في لقاء مع الرسالة : الاسرى يتعرضون الى حملات داخل السجون تفوق التصور والخيال ، فمنع الزيارة لا يقصد به تعذيب الاسير فقط بل تستهدف عائلته واطفاله.
واضاف: شاهدت العديد من الاطفال خلال الزيارة وهم يبكون من الوضع النفسي خلال الزيارة ، فالاسير خلف الواح زجاجية لا يسمع صوته الا من خلال هاتف ، والاصوات تتعالى خلال حديث العائلات مع ابنائهم ولا مجال للاطفال باخذ فرصتهم في الحديث او المصافحة او الضم، لذا ينفر الطفل الصغير من الزيارة ممن خلف الالواح حتى لو كان والده.
ونوه قبها إلى أنه رغم هذه السياسات الاجرامية تجاه الاسرى الا ان عائلات الاسرى سرعان ما تمحيها لأنها تمتاز برباطة الجأش والقدرة على التحمل الأمر الذي ينعكس على الأطفال، وتحدث الصدمة للاطفال في الزيارة الاولى وفي الزيارات التي تأتي لاحقا يتحصن الطفل من هذه الصدمات ويندمج مع والده الاسير ، وبعض الحالات تبقى مصدومة الا انها ليست ظاهرة وهذا ما يغيظ الاحتلال ومصلحة السجون.
الطفلة اباء والبعد عن الاب
زوجة الاسير خالد مرداوي من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية قالت في لقاء خاص : ابنتي اباء ولدت وزوجي الاسير داخل السجن محكوم عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات ، فقد كنت حاملا عندما اعتقل زوجي خالد .
واضافت : تعرفت طفلتي اباء على والدها الاسير من خلف القضبان ، وعمرها الان 18 عاما من عمر سجن والدها الاسير.
وبحزن لا يغيب عنه الامل رغم مرارة الالم تقول الزوجة أم إباء: "العالم مهتم بشاليط وعائلته بينما آلاف العائلات الفلسطينية محرومة من رؤية الأسير، فمعاناتنا لا توصف وحياتنا بدونهم لا معنى لها، والفرصة الآن سانحة لكي يخرج أصحاب المؤبدات إلى الحرية.
وأضافت: وسائل الإعلام لا تفرد لعائلات الأسرى مساحة تساوي المساحة الممنوحة لعائلة الأسير جلعاد شاليط المأسور من سنوات قليلة، بينما نحن نعيش عشرات السنين في محنة وعذاب واطفالنا يتجرعون البعد عن الاباء.