الرسالة نت – محمد بلور
مذاق الشتاء الحالي مختلف في الأغوار فدفؤها تبدده اعتداءات الاحتلال المتكررة على القرى والمزارعين بعمليات هدم يومية للمنشآت والمنازل .
في خربة "يرزا" قضاء طوباس اعتاد المزارعون أن يستيقظوا مبكرا لرعاية ماشيتهم لكنهم صباح الخميس استيقظوا على هدير الجرافات التي شرعت في هدم "بركسات الماشية" .
اختفى صوت الأذان من مسجد القرية الوحيد المقام في القرية وتبددت أحلام مربي الماشية بشتاء خصيب .
وكانت جرافات الاحتلال هدمت الخميس عشرة منازل ومسجدا وغرفة تابعة له في قرية يرزا، شرق طوباس في الضفة الغربية.
و حاصر الجنود منذ ساعات الصباح الخربة التي يبلغ عدد سكانها 150 نسمة وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة ووضعت علامات على منازل وحظائر للماشية ومن ثم دمرتها وشردت عشرات العائلات إلى العراء.
وتتعرض منطقة الأغوار بالضفة المحتلة لحملة اعتداءات تحاول خلالها قوات الاحتلال تفريغها من سكانها وتعزيزها بالمستوطنات .
صباح مختلف
كاد أن يكون صباحا معتادا للمزارع حافظ نعيم همّ فيه أن يواصل اهتمامه بماشيته حتى جاء غير المتوقع وحصل المحظور .
وأكد نعيم أنه تفاجأ بقوات عسكرية إسرائيلية كبيرة تقدر بعشرات الجنود والعربات العسكرية حيث شرعوا في هدم بركسات الماشية للمزارعين .
وأضاف:"بدؤوا بهدم المسجد وبركسات المزارعين تحت حراسة مشددة من آليات الجيش وفي حضور عربات بيضاء تتبع للإدارة المدنية" .وأبدى نعيم أسفه على تدمير مسجد القرية الوحيد الذي اجتهدوا العام الماضي في إعادة ترميمه حيث تبلغ مساحته قرابة 120 متر مربع .
وتابع:"الآن لا أستطيع أن أخزن الأعلاف ولا أربي الماشية بعد أن دمروا لي كل شيء وكل ذلك بحجة عدم الترخيص رغم أن معنا ترخيص قديم مستخرج من بيت إيل" .
خسائر مادية
يقلّب المزارع حسن خالد أبو راشد 36 سنة كفيه أسفا على خسائره في "بركسات الماشية" التي انهارت تحت أسنان الجرافات الإسرائيلية .
وأضاف للرسالة نت:"عند السابعة والنصف طوقوا الخربة وفرضوا حظر التجوال واخرجوا الأغنام من البركسات وبدؤوا في هدمها" .
وفقد حسن 9 بركسات في مهنة تعد مصدر رزقه الوحيد هو وإخوته الثلاثة الذين يقطنون خربة يرزا أبا عن جد –كما قال .
وأشار أن الاحتلال يبررون عدوانهم بان المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة موضحا أن المواطنين يملكون ملكية أرض وأوراق طابو منذ سنوات طويلة .
أما المزارع عماد فايد 30 سنة فهدم الاحتلال له "بركس الماشية" وحجرة المعيشة التي يأوي إليها .وأضاف:"لم أتوقع أن يهدموا حجرتي التي أنام بها وبركس الماشية التي نرتزق منها فأنا أسكن في خربة يرزا من سنوات طويلة" .
منطقة مستهدفة
ويرى منسق حملة أنقذوا الأغوار فتحي خضيري أن منطقة الأغوار منطقة مستهدفة منذ احتلالها عام 1967 وأنها تشكل ثلث مساحة الضفة المحتلة .وتقبع فوق الأغوار 36 مستوطنة يعيش بها 6400 مستوطن يسيطرون على 50% من الأغوار ويستخدمون معظم مياهها ومواردها .
وأضاف للرسالة نت:"سعى الاحتلال للسيطرة على مواردها المائية الصالحة للشرب والزراعة إضافة إلى أنها سلة فلسطين الغذائية ومصدرا لتربية الماشية نواة أي دولة فلسطينية مستقبلا" .واستنكر اعتداءات الاحتلال المتكررة على الأغوار وآخرها ما وقع اليوم في خربة يرزا وأمس في قرية عجاج واصفا الأغوار بالبوابة الشرقية لفلسطين .
وتابع:"أي مستقبل لمدينة القدس كعاصمة مرتبط بالأغوار فلا يمكن توسيعها شرقا إلا عبر المرور بالأغوار وقد قلّص الاحتلال سكانها من 300 ألف إلى 60 ألف فلسطيني معظمهم معزولون في أريحا " .
وأشار أن اتفاق أوسلو أضر بالأغوار حين وضع 95% منها في منطقة "ج" التابعة للاحتلال حيث لا يسمح للفلسطينيين التواجد فيها.