"لا للاعتقال السياسي، طلعوا أُبَيْ عابودي" ظلت الصحافية هند شريدة تردد هذه الجملة طوال ليلة الإثنين وخلفها أطفالها الثلاثة يرددون ويصرخون أمام مركز شرطة البالوع في رام الله، احتجاجا على اختطاف زوجها أُبَيْ عابودي على دوار المنارة!
أُبَيْ ليس رجلاً عادياً، وكان على دوار المنارة وسط مدينة رام الله قبل أيام متضامناً مع الصحافيين المعتقلين ومع قضية المغدور نزار بنات، حينما جاءت الشرطة واعتقلت كل المتواجدين هناك، ومن ضمنهم أُبَيْ عابودي زوج الصحافية شريدة واقتادتهم إلى مركز شرطة البالوع.
وبالأمس أصرت الصحافية شريدة على اصطحاب أبنائها والنداء بأعلى صوتها أمام مقر الشرطة، مطالبة بالإفراج عن زوجها، وما هي إلا لحظات حتى انضم إليها عدد من أهالي المعتقلين.
المحامية دانا فراج ذهبت في تلك اللحظة لاستطلاع الأمر، ولتشارك الأهالي المتجمهرين أمام مركز الشرطة وشاهدت بأم عينيها ما حدث وقالت: "ذهبت كمحامية في دولة القانون والحريات لأسأل عن بعض المعتقلين السياسيين، وأشاهد بعيني ماذا سيحدث أمام شرطة البالوع.
وتضيف فراج واصفة المشهد: "وَصَلت قوات القمع الخاصة الملثمة إلى مكان تواجد أهالي وأصدقاء المعتقلين السياسيين والمطالبين بالإفراج عن أبنائهم، هددتهم قوات القمع بمكبر الصوت قائلة: هذا التواجد عير قانوني ويجب أن يُفض خلال عشر دقائق وإلا سيتم قمعه، في مشهد نألفه على بوابة سجن عوفر الصهيوني".
ولفتت إلى أن قوات القمع انهالت خلال دقائق على الأهالي بكل ما أوتيت من قوة، بدءاً من هند شريدة زوجة المعتقل السياسي أُبَيْ عابودي.
وذكرت فراج أن أحد صرخ أفراد الشرطة صرخ بشرطية من الشرطة النسائية، قائلا: "مالك واقفة؟ إنتي متدربة عشان هذا الحكي".
وهنا هجمت الشرطيات دفعة واحدة، وبدأن بالمهندسة وعضو بلدية رام الله ودكتورة جامعة بيرزيت ناديا حبش، رأيتهن يسحلنها على الأرض من شعرها بكل وحشية، لم أقوَ على تصديق المشهد، لم أستطع حتى أن أحفظه جيداً، فالسحل طال أيضا الدكتورة النسائية ديما أمين".
وهكذا بعد أن اعتقلت قوات الشرطة النشطاء والمحامين وبينهم أُبَيْ عابودي، اعتقلت الأهالي والطلاب والأطباء والصحافيين والمثقفين ومن ضمنهم زوجة أُبَيْ، هند شريدة.
وتكمل المحامية استهجانها لما سمعت قائلة: "بعد لحظات وأنا أقف أمام بوابة الشرطة محاولة الاستفسار عن وضع المعتقلين، كنت أتساءل بصوتٍ عالٍ كيف تم كل ذلك؟ كيف تُضرب الأمهات ويُهن؟ كيف تعتقل الزوجات والأبناء؟ وهنا رد عليّ أحد عناصر الشرطة؛ "نحن لم نضرب أحداً، هم ضربوا بعض الأهالي وضربونا".
أعتقل أُبَيْ من دوار المنارة قبل ثلاثة أيام برفقة عدد من الشخصيات الحقوقية والإعلامية ولا زال معتقلا حتى اللحظة رغم خروج بعض المعتقلين بالأمس ومن ضمنهم زوجته الصحافية هند شريدة.
أُبَيْ باحث فلسطيني- أمريكي من عين عريك- رام الله، متزوج من الصحافية هند شريدة ووالد لأطفالهما الثلاثة خالد، وغسان، وباسل.
اعتقل لدى الاحتلال من عام ونصف اعتقالا إداريا لشهرين حُوّل بعده للمحاكمة وقد أطلقت منظمة علماء من أجل فلسطين (في أمريكا) عريضة للمطالبة بالإفراج الفوري عن أُبَيْ وقّعت عليها في حينه مجموعة من العلماء والأكاديميين، بينهم المفكر نعوم تشومسكي وجورج سميث إضافة لمنظمة العفو الدولية.