المحررة ميس أبو غوش: سحلوني وضربوهم بالبسطار!

الرسالة نت- أمل حبيب

لا يمكن أن تُنسى تلك الملامح الثورية التي تحملها ميس أو غوش وتُبرزها كوفية حمراء حول العنق، فور الإفراج عنها على حاجز الجلمة شمال جنين بعد اعتقال في سجون الاحتلال لــ 15 شهرًا نهاية العام الماضي!

ثم كيف تُنسى وهي الآن تُسحل أمام مركز شرطة البيرة بعد فضّ الأجهزة الأمنية للسلطة اعتصامًا ضد سياسة الاعتقال السياسي وقمع الحريات هناك، طالبت فيه "بدنا حرية شبابنا"! 

تهديد بالقنابل وغاز الفلفل! 

قَمْع المتظاهرين أمام مقر شرطة البالوع، كانت ميس شاهدة عليه قبل أن تتحول إلى ضحية جديدة يتم سحلها بعنف، تقول: "القمع كان عنيفًا أمام عينيّ، هددونا بالقنابل، وضربوا الصحفية هند شريدة ورشوها بغاز الفلفل"، وتابعت نقل شهادتها بعد الإفراج عنها: "تم ضُرب الشباب بأعقاب البنادق حتى أن أغلبهم لم يقوَ على الحركة".

لم تكن ميس وحدها التي ضُربت وسُحلت، فهند الصحفية كانت قد توجهت للاعتصام أمام مركز شرطة البيرة للإفراج عن زوجها أُبَِيْ عابودي واعتُقلت هي الأخرى! 

صوت الضربات، وذاك القمع الوحشي، كان يؤكد لنا أن جميع من حضر من النشطاء وأهالي المعتقلين السياسيين باتوا يخشون أن يُمسي مصير أبنائهم كمصير نزار بنات! 

وكانت أجهزة أمن السلطة برام الله قد قمعت عددا من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي انطلقت في رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية المحتلة، احتجاجا على مقتل الناشط نزار بنات على يد عناصر من الأمن في مدينة الخليل قبل نحو أسبوعين. 

لم نوقّع!

"حقنا نتجمهر ونتظاهر (...) لم نوقع على التعهد لأننا لم نتجاوز القانون" تؤكد ميس، ثم تقول إنها شاركت في اعتصام مع زملاء لها للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين والتي طالت قيادات وطنية وقامات نضالية على خلفية حرية الرأي والتعبير.

تدرك ميس، التي تدرس الإعلام، أن الحق في التظاهر كفله القانون الأساسي الفلسطيني، فمشاركتها في فعاليات مناهضة للاحتلال وجرائمه كانت سببًا واتهامًا كافيًا للمحتل لتُغيب عن حياتها ودراستها وحريتها وتُلقى أسيرة 15 شهرًا هناك، واليوم تدرك كذلك أن ثمن الكلمة الحرة يزعج أفراد الأمن من السلطة لذلك اعتقلوها. 

يرن صوت تلك المجندة في الجهاز الأمني التابع للسلطة في أذن ميس، كانت تنادي على زملائها لضرب ميس وتقول "امسكها اضربها.. تعالوا اضربوها".

صوت زميلها عقيل ظل عالقًا في ذاكرتها وهو يصرخ بعد ضرب رجال الأمن له أمام ميس "مش قادر أتنفس.. مش قادر أتنفس"، في حين تركت ركلات الشرطة ببساطيرهم ندبة على وجهه الذي تغير لونه إلى أزرق من شدة الضربات!

"كل حرية دون تحرر رفاق السجن منقوصة" هذه الجملة أكدت عليها ميس أبو غوش نهاية العام الماضي حين أفرج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي تاركة خلفها أحلاماً بالحرية للأسرى والأسيرات، والآن نستحضرها مع شعور بالقلق والأسى على رفاقها المعتقلين سياسيًا في سجون السلطة!

البث المباشر