قائمة الموقع

+18

2021-07-11T12:03:00+03:00
+18
محمد إسماعيل ياسين

محمد إسماعيل ياسين

كاتب صحفي

مهلاً، المقال لا يتناول ما يذهب إليه تفكير الجمهور الذي ارتبط بذهنه العنوان بما يخالف الآداب العامة، لكنه ضرورة يفرضها منطق مخاطبة قيادة السلطة باللغة التي تفهم، وأحسب أن هذه اللغة قادرة على إيصال الرسالة المطلوبة لقيادة السلطة العاجزة كما يبدو عن استقبال رسائل الجماهير الغاضبة، فلا المظاهرات المنددة بجريمة اغتيال المعارض السياسي نزار بنات مقبولة لديها، ولا تفاعل الإعلام المحلي مع نبض الجمهور مسموح، فضلاً عن تجاهلها لرسائل الكتاب والمثقفين الذين انحازوا لقيم العدالة والإنسانية برفضهم للجريمة البشعة، وتقدمهم الوزير السابق إيهاب بسيسو الذي سارع رئيس السلطة محمود عباس لإقالته بعد نشره بوست يرفض الجريمة وينشد العدالة.

إن جريمة اغتيال المعارض السياسي نزار بنات تعكس عجز قيادة السلطة المفرط عن الولوج لروح العصر الحديث، ورفضها التعددية الفكرية والسياسية حتى على المستوى الفردي، مبدية بذلك شهوة منقطعة النظير للسلطة والقيادة دون امتلاكها النصاب القانوني والشرعي لمواصلة حكم الشعب الفلسطيني، لاسيما بعد فضها الخيار الديمقراطي الذي كان يعول عليه لتوليد قيادة شابة تمتلك مقومات ومؤهلات تمكنها من انتشال المشهد الفلسطيني من حالة العجز والمراوحة بذات المكان على الصعيد الداخلي.

يبدو أن قيادة السلطة تعول كثيراً على "الفياغرا السياسية" من الاحتلال الإسرائيلي المعني باستمرارها كسلطة حكم ذاتي تضمن له الأمن وتعيق مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، متوهمة أن مفعول "الفياغرا السياسية" يدوم طويلاً، وأنها تجدي نفعاً مع حالة ارتخاء وهرم القيادة، إذ أنها تظهر فحولتها في الاتجاه الخاطئ عبر تسليط أجهزتها الأمنية لقمع الشارع الفلسطيني الغاضب، والأولى بها أن توجهها صوب الاحتلال المغول في نهب الأرض بالاستيطان وانتهاك حرمة المقدسات في مدينة القدس المحتلة، وبكل أسف، يروق مشهد قمع الجماهير للاحتلال الذي يستمتع بمتابعته لحالة عدم الاستقرار الفلسطيني، بينما يتلذذ المجتمع الدولي بمتابعة المشهد مفرط العبثة رغم إطلاقه آهات حزينة على دوس مبادئ حقوق الإنسان.

ومما يثير الدهشة أن يمتاز الشعب الفلسطيني بغلبة شريحة الشباب بين فئاته، وفق الإحصائيات الرسمية، فيما تعاني قيادته من الهرم، إذ إن معظم قيادات السلطة بلغوا من العمر عتياً، واشتعلت رؤوسهم شيباً بعدما وهن العظم منهم، وبالتالي فإن قدرتهم على أداء المهام والمسؤوليات المناطة بهم محل تساؤل يجيب عنه عقم مشهد الوضع الداخلي، وسنوات الحوار الوطني لإنجاز المصالحة خير دليل على ذلك، إذ تم إهدارها في محاولة رأب البيت الفلسطيني، والنتيجة صفر كبير، أضف لذلك حرمان المواطنين من ممارسة حقهم بالانتخابات، وكأن شعار قيادة السلطة حرق الوقت والنتيجة محلك سر!

لا شك أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون لقيادة شابة ترسو به على بر الأمان، وتزرع فيه الأمل بغد أفضل، ولا تزيد معاناته الناتجة عن استمرار الاحتلال العنصري، وتبذل ما بوسعها لتخفيف آلامه، ومداواة جراحه، وتقربه من حلم العودة والتحرير والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وإن لم تبادر قيادة السلطة الهرمة لتسليم الراية لجيل شاب جديد، فعوامل التعرية الزمنية كفيلة بفرض ذلك كأمر واقع لا مفر منه، وحينها لا مجال أمام الاحتلال للشعور بالنشوة والاستقرار لأن مواجهته والتناقض معه أولى أولويات أي قيادة منسجمة مع نبض الجمهور الفلسطيني.

اخبار ذات صلة