لأن الاحتلال لا يستطيع العيش بدون مناكفات، يزامن كل ذكرى من ذكرياته المختلقة مع أي مناسبة دينية إسلامية حتى يفتعل مواجهة أو اقتحاماً للأقصى.
يوم عرفة من كل عام يتزامن مع ذكرى ما يسميه الاحتلال "خراب الهيكل"، الذي ينتهزه لاقتحام الأقصى ومناكفة المصلين القادمين للصلاة.
ويعتبر (الإسرائيليون) "خراب الهيكل" المزعوم يوم حزن وحداد على تدمير ما يسمونه "هيكل سليمان" على يد البابليين، وتحاول منظمات الهيكل المزعوم سنويا قبيل هذه الذكرى، حشد أكبر عدد من المتضامنين والمتطرفين الإسرائيليين للمشاركة في الاقتحام الجماعي الكبير، الذي تقدم عليه المنظمات الاستيطانية بحماية من شرطة الاحتلال.
ولكن في هذا العام يرى الدكتور عبد الله معروف المختص بقضايا القدس أن الأمر مختلف وأكثر خطورة، فهذا الاقتحام هو باكورة أعمال منظمات المعبد المتطرفة استعداداً لذكرى "خراب المعبد" التي ستحل بالتزامن مع يوم عرفة، وهو أول نتاج حركة "في أيدينا - من أجل جبل المعبد"
ويقول: هي نتاج اتحاد كل من منظمة "طلاب لأجل المعبد" مع مؤسسة "تراث المعبد" أكبر منظمتين صهيونيتين تعملان لأجل "المعبد" حسب رؤية الاحتلال.
أما اسم هذه الحركة فقد استمدته من نداءات الجيش الصهيوني عام 1967 عند احتلال الأقصى "جبل المعبد في أيدينا"، ويحدث الاندماج الآن ليكون أول محطة له ما يسمى "ذكرى خراب المعبد" الموافق ليوم الأحد الثامن عشر من هذا الشهر.
وقد نشر الدكتور عبد الله معروف أهدافاً أعلنتها حركة "في أيدينا" المتطرفة الإسرائيلية كان أهمها العمل بكل الاتجاهات لفرض سيادة الاحتلال على الأقصى بشكل كامل وطرد الأوقاف الإسلامية من المسجد والعمل على تجميد كل أعمالها داخل الأقصى.
كما أنها تسعى لفتح جميع أبواب المسجد الأقصى للمستوطنين، ودون أي قيود على الأوقات أو الأيام، والسماح بحرية العبادة لهم داخل المسجد الأقصى، وتنوي في ذلك اليوم رفع علم الاحتلال داخل المسجد الأقصى وفي مكان واضح.
وقال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث ناجح بكيرات: إن الحكومة الإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر للمتطرفين منذ سنوات لتنفيذ هذه الانتهاكات سنوياً، ولكن عدد المنتهكين لم يكن يتجاوز خمسة أشخاص، ولكنه في ظل هذا التغافل الإعلامي وازدياد درجة التطبيع وصل العدد في السنوات الأخيرة لأربعين شخصاً.
وبالعودة لعبد الله معروف، وفي مقابلة مع "الرسالة" قال: الاقتحام المزمع يوم الأحد السابع عشر من هذا الشهر له أهمية لدى الاحتلال فهو أول اقتحام كبير بعد الحرب الأخيرة.
ويتابع: الاحتلال يحاول تحقيق معادلة توازن لإعادة بعض المكتسبات التي خسرها في الحرب الأخيرة، متوقعاً أن يحاول تنفيذ اقتحام نوعي وليس كمياً.
ويعني الاقتحام النوعي من وجهة نظر معروف أن الاحتلال يريد أن يعوض النقص في العدد المتوقع باقتحامات رمزية لإثبات أنه لم يُهزم في المعركة مثل محاولة رفع الأعلام وأداء الصلوات بشكل علني داخل المسجد.
ويضيف معروف: لذلك لا أتوقع أن يغامر الاحتلال بحشد أعداد كبيرة، ولكن سيحاول التعويض عن هذا بالتركيز على رمزية الاقتحام من خلال طبيعة الأفعال التي سيقوم بها داخل المسجد.
بدورها، حذرت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني من مخطط أعده المستوطنون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى المبارك في الثامن من ذي الحجة، بالتزامن مع ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" حسب مزاعم اليهود المتطرفين.
وأطلق نشطاء في القدس المحتلة، دعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك في يوم عرفة، لصد اقتحامات المستوطنين، داعين أهالي الداخل بضرورة التواجد المكثف في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه يوم عرفة للتصدي للمستوطنين الذين يواصلون اقتحاماتهم للمسجد.