يشرع مسؤول الملف الفلسطيني – الإسرائيلي بالخارجية الامريكية عمرو هادي، بمجموعة اتصالات مع السلطة والاحتلال معا، في خطوة أمريكية قرأت على أنها محاولة لتقديم حبال النجاة للحيلولة دون سقوط السلطة!
اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على يد أمن السلطة، أثارت زوبعة الإدارة الامريكية، حول إمكانية انهيار حقيقي قد تتعرض له في ضوء احتدام الخلافات الداخلية وفي ظل الخوف من غياب ممكن لرئيس السلطة محمود عباس عن المشهد سيما وأنه تجاوز الثمانين من عمره.
زيارة هادي جاءت بعد اتصالات مستمرة بين السلطة والإدارة الامريكية، وفق مستشار الخارجية الفلسطينية أحمد الديك.
اتصالات يفضل الديمقراطيون في البيت الأبيض، تثبيت زعامة محمود عباس، بحسب ما صرح به جو بايدن في أوائل خطاباته، إذ دعا للاعتراف بعباس زعيما للشعب الفلسطيني.
ترافق خطاب بايدن مع الغاء عباس للعملية الانتخابية، في ظل معلومات عن ضغوط أمريكية تمت لتنفيذ ذلك، مع تحفظ أوروبي على مسار التأجيل.
بيد أن المخاوف الأوروبية الامريكية تشترك في إمكانية استفادة حركة حماس من الظروف الحالية لضعف السلطة، بما يؤدي الى تمكنها من امساك مقاليد الحكم في الأراضي الفلسطينية.
سياسيون حذروا من إمكانية انتاج أوسلو 2، في ظل تهافت رئيس السلطة محمود عباس على استئناف العملية السلمية بأي ثمن!، سيما وأنه مهندس الكارثة الأولى أوسلو!
** تنسيق مستمر!
و قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، إن المفاوضات بين السلطة وإسرائيل لم تتوقف وإن جمدت في جانبها السياسي لظروف ما؛ "لكنها أمنيا لا تزال مستمرة، فالتنسيق الأمني هي مفاوضات بمعزل عن طريق شكلها أو منسوبها".
وأوضح عليان في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أن السلطة بدأت تبحث العودة للمفاوضات في شقها السياسي منذ بدأت استطلاعات الرأي بفوز جو بايدن في رئاسة أمريكا.
وأضاف: "ليس مستغربا أن تعود السلطة للمفاوضات، والمستغرب أن يجري عكس ذلك".
وأشار عليان الى أن كل المقدمات من اتفاق أوسلو مرورا بخطة عباس بيلين التي ركزت على توسيع القدس وتعمير أبو ديس، كلها صبت "في محتوى صفقة القرن".
وذكر أن السلطة "ببنيتها وهيكلتها ومبرر نشأتها ووظيفتها قامت على التفاوض مع الإسرائيلي، أو تسهيل ودعم مشروعه، ووصول طموحاته للمنطقة".
الهروب!
من جهته، حذر أنيس القاسم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، من مغبة توجه رئيس السلطة محمود عباس إلى المفاوضات مجددا، "في محاولة منه للهروب من مأزقه الداخلي".
وقال القاسم لـ"الرسالة نت" إن "هروب عباس للمفاوضات سيدخل القضية في مأزق عميق، يخشى من خلاله توقيعه على ملفات تمس القضية الفلسطينية".
وأكدّ ضرورة محاربة عباس والاعلان عن فقده الشرعية، وأن صلاحيته منتهية ولا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يخدمه بشيء".
وأوضح القاسم أن إسرائيل تدرك أن عباس صيد سهل، كونه يعيش في مأزق، وستعمل على تجريده من كل شيء".
وأشار إلى ضرورة الإعلان الوطني عن أن أي مفاوضات لا تلزم الشعب الفلسطيني بشيء، ويجب أن تحشد الطاقات الشعبية للإعلان عن نزع الشرعية عنه.
شرعية زائفة!
من جانبه قال عضو الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج ربحي حلّوم، إن رئيس السلطة محمود عباس يبحث عن العودة إلى مربع التفاوض للحصول على شرعية زائفة.
وأوضح حلوم لـ"الرسالة نت" أنّ هذه الشرعية يريدها عباس عبر العودة لطاولة المفاوضات، تلبية لضغوط الرباعية الدولية.
وذكر أن محمود عباس يحاول الحصول على الشرعية من خلال طاولة المفاوضات، محذرًا من الانزلاق في هذا المنزلق الخطِر.
وأضاف حلوم: كل ما يحدث اليوم نتيجة عبث عباس ومسؤوليته التاريخية عن سقطة أوسلو وما تبعها من إجراءات خيانية".
وخاطب حلوم العضو السابق في المجلس الثوري عباس بالقول: "كفاك اجراما وعبثا وعليك الرحيل وأن تغرب عن وجه شعبك".
وعدّ ما يحصل في القضية الفلسطينية من كوارث، نتيجة مسار أوسلو المسؤول عنه بالمقام الأول محمود عباس.