تزداد ظاهرة عنف المستوطنين في الضفة المحتلة من ضرب المواطنين، وإتلاف محاصيل، ومنع المزارعين من وصول أراضيهم، ما يزيد من حدة الغضب لدى الفلسطينيين.
ووفق شهادات فلسطينية، فإن السلطات (الإسرائيلية) تتغاضى عن اعتداءات المستوطنين البلطجية، ضمن مساع رسمية لتكثيف الاستيطان في الأراضي المحتلة.
وتجدر الإشارة إلى أن حركة "السلام الآن" الحقوقية (الإسرائيلية)، قالت إنه يوجد أكثر من 661 ألف مستوطن إسرائيلي و132 مستوطنة كبيرة و124 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) بالضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس، حتى نوفمبر 2020.
خطة ممنهجة
بدوره، قال مؤمن مقداد المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينت من أكثر الداعمين لزيادة الاستيطان والتنغيص على الفلسطينيين أكثر، "وبالتالي تهدف لتعزيز الاستيطان بشكل كبيرة".
وأضاف مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "بينت يعلم جيدا أن حكومته لن تصمد طويلا، وبالتالي يريد كسب الأصوات وخصوصا من "اليهود المتشددين" وكسب جمهور أكبر عبر مضايقة الفلسطينيين أكثر".
وأشار إلى أن "القبضة الحديدية" هي المنهج المتبع في الضفة الغربية في الوقت الحالي، "وبالتالي لا خطوط حمراء عند الحكومة".
وأوضح مقداد أن المبعوث الأمريكي للاحتلال حذر من الضغط الكبير على الضفة المحتلة، ما قد يتسبب بانفجار كبير خلال الفترة المقبلة".
وبيّن مقداد أن تعزيز ضربات وعربدة المستوطنين للفلسطينيين تحت حماية الجيش وليس الشرطة أو حرس الحدود يدلل على أن هجمة المستوطنين مخطط لها مسبقا، لتعزيز الاستيطان بشكل غير مسبوق.
وتابع: "شاهدنا خلال العدوان الأخير على غزة والهبة الجماهيرية في الداخل المحتل، أن غانتس طلب تدخل الجيش حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة".
وفي هذا السياق، طالب أكثر من 100 جندي (إسرائيلي) خدموا في الضفة الغربية، وزيرا الحرب بيني غانتس والأمن الداخلي عومر بارليف، بوقف عنف المستوطنين الذين رأوه بأعينهم تجاه الفلسطينيين.
وجاء ذلك في رسالة بعث بها، الجنود الذين أنهوا خدمتهم العسكرية مؤخرا إلى غانتس وبارليف، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي "غالي تسهال".
وقال الجنود في رسالتهم: "ندعوكم نحن الموقعون أدناه، جنود ومجندات خدموا في الضفة إلى العمل الآن وبحزم ضد ظاهرة عنف المستوطنين".
وتابعوا: "عنف المستوطنين مستعر منذ سنوات بدعم ضمني، من الدولة (الإسرائيلية)".
وقالوا: "في العام الماضي تعاظمت الظاهرة وتجلت بما في ذلك تخريب ممتلكات ورمي الحجارة والعنف الجسدي تجاه الفلسطينيين وكذلك الهجوم على النشطاء وقوات الأمن".
وحمّل الجنود في رسالتهم غانتس وبارليف مسؤولية التصدي لعنف المستوطنين، مضيفين في رسالتهم: "نحن من خدم هناك ورأينا كيف يبدو هذا العنف على الأرض".
وختموا رسالتهم بالقول "نحن من أرسلنا للدفاع عنهم، ولكن لم نحصل على أدوات للتصدي لهم".
وقال الموقعون على الرسالة في بيان لوسائل الإعلام لاحقا إن معطيات وزارة الحرب (الإسرائيلية) تظهر أنه في عام 2020 تم الإبلاغ عن نحو 370 حادث عنف من مستوطنين في الضفة الغربية 42 منها ضد عناصر الشرطة والجنود الإسرائيليين، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.