رفضت الصين اليوم الخميس خطة منظمة الصحة العالمية الرامية إلى إجراء مرحلة ثانية من التحقيق في أصل فيروس كورونا التي تتضمن فرضية أنه ربما يكون قد تسرب من مختبر صيني، في حين فتحت تونس تحقيقا قضائيا في فوضى بمراكز التطعيم، أول أيام عيد الأضحى.
وقالت الصين اليوم الخميس إن مقترحا لمنظمة الصحة العالمية بشأن التدقيق في أنشطة مختبرات صينية في إطار توسيع التحقيق في منشأ فيروس كورونا ينم عن "عدم احترام" و"غطرسة إزاء العلم".
واقترحت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر إجراء مرحلة ثانية من الدراسات بشأن أصول فيروس كورونا في الصين على أن يشمل ذلك عمليات تدقيق للمختبرات والأسواق في مدينة ووهان، وطالبت السلطات بالتحلي بالشفافية، وذلك وسط تزايد الضغوط من الولايات المتحدة لإجراء تحقيق في أنشطة "معهد ووهان لعلم الفيروسات" وقبيل زيارة تجريها ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي إلى الصين في نهاية الأسبوع.
والمقترح الذي عرضه مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس يشمل "عمليات تدقيق في (أنشطة) مختبرات ذات صلة ومؤسسات بحثية تعمل في منطقة تسجيل الإصابات البشرية الأولى التي تم رصدها في ديسمبر/كانون الأول 2019″، في إشارة إلى مدينة ووهان الصينية.
وقال نائب وزير الصحة الصيني زنغ يشين اليوم الخميس في مؤتمر صحافي إنه "فوجئ للغاية" بالمقترح الذي ينم عن "عدم احترام للمنطق، وغطرسة إزاء العلم".
وترفض بكين بشدة فرضية تسرب الفيروس من مختبر.
وكثيرا ما شددت بكين على أن التسرب "مستبعد للغاية"، وتشير في ذلك إلى ما توصلت إليه بعثة مشتركة لمنظمة الصحة العالمية والصين إلى ووهان في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال مدير المختبر الوطني للسلامة الحيوية في معهد ووهان لعلم الفيروسات، يوان جيمينغ، خلال مؤتمر صحافي اليوم إنه "لم تسجل أي حوادث تسرب لمسببات الأمراض أو إصابة بين الموظفين" منذ افتتاح المختبر عام 2018.
تحقيق تونسي بشأن "الفوضى" بمراكز التطعيم
وفي تونس، أعلنت رئاسة الحكومة أمس الأربعاء، فتح تحقيق قضائي، جراء العشوائية التي شهدتها مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا، أول أيام عيد الأضحى.
جاء ذلك وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة نقلته وكالة الأنباء التونسية الرسمية.
وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة، إن رئيسها هشام المشيشي، كلف وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان بإثارة وتحريك الدعوى (فتح تحقيق) لدى النيابة العمومية بخصوص فتح مراكز التلقيح الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا يوم الثلاثاء الماضي بصورة عشوائية.
وانتقد البيان فتح مراكز التلقيح يوم عيد الأضحى من دون توفير الجرعات اللازمة للفئة العمرية التي تم توجيه النداء إليها للتلقيح، أو التنسيق مع السلطات المركزية والجهوية الصحية والأمنية.
وشهدت عدة مراكز تلقيح في تونس الثلاثاء الماضي تدافعا واكتظاظا من الراغبين في تلقي التطعيم المضاد لفيروس كورونا، الذين قدموا بأعداد فاقت التوقعات، مما أدى إلى غلق المراكز وتعليق عملية التلقيح.
وخصصت وزارة الصحة التونسية يومي الثلاثاء والأربعاء من عيد الأضحى لتقديم التطعيم لكل من تتجاوز أعمارهم 18 عاما، قبل أن يتم تعليق العملية بسبب الاكتظاظ.
وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية، أول أمس الثلاثاء، إنهاء مهام وزير الصحة فوزي مهدي، وتكليف وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي، بمهامه بالإنابة.
يأتي ذلك وسط خشية من أن تشهد تونس موجة وبائية غير مسبوقة تتميز بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات.
ارتفاع دراماتيكي للإصابات في كوبا
من ناحية أخرى، حذرت "منظمة الصحة للبلدان الأميركية" أمس الأربعاء من أنّ كوبا تشهد "ارتفاعا دراماتيكيا" في إصابات كورونا في العديد من مقاطعاتها حيث تتفشّى المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى.
وقالت مديرة منظمة الصحة للبلدان الأميركية كاريسا إتيان خلال مؤتمر صحافي إن "أعداد الإصابات والوفيات بكوفيد-19 آخذة في الارتفاع في كوبا حيث تسجّل العديد من المقاطعات ارتفاعا دراماتيكيا في الإصابات".
وأضافت مديرة هذه الوكالة الإقليمية التابعة لمنظمة الصحّة العالمية أنّ الوضع "دقيق بشكل خاص" في منطقة ماتانزاس السياحية.
من جهته، قال رئيس الحالات الطارئة في منظمة الصحة للبلدان الأميركية، سيرو أوغارتي، إنّ كوبا البالغ عدد سكّانها 11 مليون نسمة سجّلت هذا الأسبوع عددا قياسيا من الإصابات منذ ظهر الفيروس في الجزيرة في مارس/آذار 2020.
وأضاف أنّ كوبا سجّلت هذا الأسبوع "أكثر من 43 ألف إصابة، أي بزيادة بنسبة 21% (مقارنة بالأسبوع السابق)، وبمعدّل 6199 إصابة جديدة يوميا"، مشيرا إلى أن المتحورة دلتا تتفشى "في مقاطعات عدة".
ولم تنضم كوبا إلى برنامج كوفاكس لتوزيع اللقاحات على الدول الفقيرة الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية وتديره في أميركا اللاتينية منظمة الصحة للبلدان الأميركية، لكنها طورت لقاحاتها الخاصة بكوفيد وأطلقت في منتصف مايو/أيار برنامجا وطنيا للتحصين باستخدام اثنين من هذه اللقاحات، استفاد منه حوالي 30% من السكان حتى 11 يوليو/تموز الجاري.
أكثر من 45 ألف إصابة بالفطر الأسود بالهند
وفي تطور جديد، أعلنت نيودلهي أمس الأربعاء أن الهند سجلت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 45 ألف إصابة بداء "الفطر الأسود"، المرض الفطري الذي يزيد معدل الوفيات فيه عن 50% ويتفشى خصوصا في صفوف أشخاص أصيبوا بكوفيد-19.
وقال نائب وزير الصحة بهاراتي برافين باوار أمام البرلمان إن أكثر من 4 آلاف و200 شخص لقوا حتفهم بسبب "الفطار العفني"، وهو في العادة مرض نادر لكنه انتشر في الهند في صفوف أشخاص تعافوا من كورونا.
وهذا المرض الفطري الشديد العدوانية الذي يزيد معدل الوفيات فيه عن 50%، أجبر الجراحين على إزالة عيون وأنوف وعظام الفكين بعض المرضى لمنع العدوى من الوصول إلى الدماغ.
ووفقا للحكومة، فإن ولاية ماهاراشترا (غرب) هي الأكثر تضررا بهذا المرض إذ سجّلت 9348 إصابة.
وينتج مرض "الفطار العفني" المعروف باسم الفطر الأسود عن كائنات تُسمى العفنيات يمكن أن تدخل الجسم عن طريق التنفس أو إصابات في الجلد.
والأكثر عرضة للإصابة بهذا الداء هم مرضى السكري وضعف جهاز المناعة والأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع أعضاء.
إصابة اثنين من الرياضيين بفيروس كورونا
وفي اليابان، قالت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 اليوم الخميس إن اثنين من الرياضيين في القرية الأولمبية أصيبا بفيروس كورونا.
وأعلن المنظمون عن 11 حالة إصابة جديدة، من بينهم الرياضيان ليصل الإجمالي إلى 86 إصابة.
جرعات مزيفة من اللقاح لمئات الأوغنديين
وفي أوغندا، تلقى نحو 800 شخص جرعة مغشوشة أو أكثر من لقاحات كورونا، في إطار عملية احتيال يقف خلفها أطباء وممرضون "عديمو الضمير"، وفق ما أفادت السلطات أمس الأربعاء.
وتم حقن اللقاحات المزيفة، الممزوجة أحيانا بالمياه، بين شهري مايو/أيار، ويونيو/حزيران الماضيين، حين كانت البلاد في خضم موجة انتشار واسعة مع تسجيل ألف و700 إصابة جديدة يوميا.
وأوضح الدكتور وارن نامارا، المكلّف بمتابعة الخدمات الصحية، أنّ المتورطين في عملية الغش استهدفوا -في المقام الأول- الراغبين في تلقي اللقاح مقابل دفع ثمنه، حين كانت البلد تعاني شح اللقاحات التي توزعها مجانا عبر حملة التلقيح الوطنية.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن "أفرادا عديمي الضمير، بهدف جني المال، خدعوا أشخاصا من السكان بلقاحات زائفة"، لافتا إلى توقيف عاملين صحيين اثنين من المتورطين في حين لا يزال طبيب هاربا.
ودعا من تلقوا اللقاحات إلى عدم القلق، إذ بينت الاختبارات أن الجرعات لم تحتو أي مواد خطرة، مع "وجود ماء فقط في بعضها". وأوضح أن المتورطين تقاضوا مبلغا يتراوح بين 25 و120 دولارا مقابل كل جرعة.
المصدر : الجزيرة + وكالات