طالبان تعلن انتزاع منطقة إستراتيجية

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-وكالات

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل 7 من طالبان وإصابة 13 آخرين في عملية للقوات الأفغانية بدعم من سلاح الجو في هلمند، في حين أكدت طالبان أن قواتها سيطرت على منطقة المرجة الإستراتيجية بولاية هلمند.

وقال المتحدث الرسمي لحركة طالبان ذبيح الله مجاهد -عبر حسابه الرسمي على تويتر- إن القوات الأفغانية هربت من المنطقة ومقر الشرطة، وإن الحركة استولت على عدد كبير من الأسلحة والسيارات والذخيرة.

وذكر مصدر حكومي للجزيرة أن مسلحي طالبان يسيطرون على مقر مديرية غازي آباد بولاية كونر شرقي أفغانستان.

وبالتزامن مع ذلك، وصل الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى مدينة جلال آباد، وذلك لتقييم الوضع الأمني والميداني في الولايات الشرقية وسيلتقي الرئيس الأفغاني مسؤولين وزعماء قبائل وممثلي المجتمع المدني.

من جهة أخرى، قال مسؤول حكومي أفغاني للجزيرة إن وفدي المفاوضات الأفغانية اجتمعا في الدوحة وأكدا على استمرار المفاوضات وتسريعها.

وأضاف أن وفدي المفاوضات ناقشا أجندة الجلسة القادمة وتحديد القضايا المراد بحثها.

تشغيل تركيا لمطار كابل

من ناحية أخرى، قالت مسؤولة الشؤون السياسية لدى وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، إن تشغيل تركيا لمطار كابل الدولي يكتسب أهمية حيوية بالنسبة لواشنطن ووجودها الدبلوماسي في أفغانستان.

جاء ذلك في كلمة لها خلال ندوة بعنوان "سياسة الولايات المتحدة الأميركية بشأن تركيا"، نظمتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي.

وأضافت المسؤولة الأميركية أن بلادها لديها تعاون وثيق مع تركيا في العديد من الملفات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وأوكرانيا، وليبيا.

وأشارت إلى حماية تركيا ملايين السوريين في الجزء الشمالي من بلادهم من اعتداءات نظام الأسد، مشيرة إلى أن خطوتها هذه تحول دون حدوث أزمة لجوء عالمية.

كما أشادت باستضافة تركيا 3.6 ملايين لاجئ على أراضيها.

ورحبّت باعتزام تركيا إبقاء قواتها في أفغانستان، تزامنا مع سحب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، جنودهما من هناك.

ويعتبر مطار حامد كرزاي الدولي من أهم الجسور التي تربط أفغانستان بالدول الأخرى، وشريان حياة الشعب الأفغاني.

ويتم تأمين المطار من قبل القوات الجوية الأفغانية، وبشكل دوري من قبل الوكالات العسكرية الأجنبية.

وأول أمس الثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تدرس إمكانية تشغيل مطار كابل في أفغانستان، في حال تلبية شروطها.

تصريحات روسية

وضمن تداعيات التطورات الجارية في أفغانستان، لفت أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن من وصفها بالمنظمات الإرهابية الدولية، باتت تعزز وجودها شمالي أفغانستان.

وعزا المسؤول الروسي -في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية- السبب إلى الانسحاب الأميركي الذي وصفه بالمتسرع، منبها إلى تحول مناطق شمالي أفغانستان إلى بؤر ساخنة جديدة.

وقال رودينكو إن المسلحين الإرهابيين تم جلبهم من مناطق الحروب في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، فضلا عن تجنيد أشخاص من آسيا الوسطى.

وأكد أن موسكو ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة عند الضرورة للحيلولة دون وقوع أي عدوان ضد طاجيكستان، وذلك في إطار التحالف الإستراتيجي بين البلدين، مشيرا إلى أن قوات القاعدة الروسية رقم "201" المتمركزة في طاجيكستان تجري مناورات عسكرية تكتيكية بشكل مستمر.

كما ذكر أن بلاده تجري اتصالات مستمرة مع تركمانستان على خلفية تفاقم الأوضاع في أفغانستان لتقييم الوضع فيما يتعلق بالتهديدات والتحديات المشتركة، وفق تعبيره.

استنكار أفغاني

وفي السياق ذاته، استنكرت الخارجية الأفغانية تصريحات المبعوث الروسي لأفغانستان بأن طالبان سئمت الحرب وتبحث عن حل سلمي للصراع.

وطالبت الخارجية الأفغانية المبعوث الروسي بتقديم معلومات ووثائق ذات مصداقية تظهر إرادة طالبان للحل السلمي، وقالت إنه لا يوجد حتى الآن أي مؤشر على التزام طالبان بإنهاء العنف والتوصل إلى اتفاق سياسي.

وأضافت الخارجية الأفغانية أن طالبان ومنذ اتفاق الدوحة، انتهكت التزاماتها بالحد من العنف وقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية.

وأكدت الخارجية الأفغانية أن حصول طالبان على السلطة بالقوة العسكرية يتناقض مع إعلان اجتماع موسكو، ودعت شركاء أفغانستان الدوليين إلى تحميل حركة طالبان المسؤولية عن تصرفاتها وممارسة الضغط عليها لوقف إراقة الدماء.

طالبان تسيطر على نصف المقاطعات

من جهة أخرى، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي إن قرابة نصف المقاطعات الأفغانية أصبحت تحت سيطرة حركة طالبان، في حين صرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن تركيز بلاده منصب على منع عودة خطر تنظيم القاعدة، وإمكانية تصدير الإرهاب من أفغانستان إلى أميركا.

وقال الجنرال ميلي في مؤتمر صحفي إن طالبان لم تسيطر بعد على أي من عواصم المقاطعات الـ34 في أفغانستان، وأشار إلى أن سيناريو سيطرة الحركة على البلاد كاملة مطروح ضمن سيناريوهات أخرى كثيرة.

وذكر المسؤول العسكري الأميركي أن أكثر من 200 مقاطعة من أصل 419 أصبحت خاضعة حاليا لسيطرة طالبان، وكان ميلي نفسه صرح آخر الشهر الماضي أن الحركة تسيطر على 81 مقاطعة، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة إن طالبان اكتسبت "زخما إستراتيجيا" في هجماتها في أنحاء أفغانستان، إلا أن انتصارها غير مضمون إطلاقا.

وأرجع الجنرال ميلي الزخم الذي اكتسبته طالبان في الميدان إلى التوجه الذي تتخذه القوات الأفغانية، التي قال عنها إنها "تلملم حاليا صفوفها وتركز جهودها على التخلي عن المناطق غير المأهولة، لأن أولويتها حماية المناطق المأهولة والمدنيين".

وكثفت طالبان عملياتها العسكرية منذ بدء انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في مايو/أيار الماضي، ويتوقع أن يكتمل في نهاية الشهر المقبل، وقد استطاعت الحركة السيطرة على مناطق واسعة ومعابر حدودية وطوقت مدنا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر