قائد الطوفان قائد الطوفان

تكبيل وضرب حتى الموت.. هكذا قتلوا التميمي في "المسكوبية"

عبده التميمي
عبده التميمي

الرسالة نت-رشا فرحات

دخل عبده التميمي سجن المسكوبية موقوفاً ينتظر التحقيق معه على خلفية مخالفة سير، لا أكثر، ولكنه خرج بعد أيام جثة!

هكذا يعود الشهداء من سجن المسكوبية، يأخذهم الاحتلال للتحقيق، فيعود الجسد بلا روح، ثم يُزف إلى قبره في سويعات، كان من المفترض أن يعود فيها لإكمال العيد مع عائلته.

فُرضت القيود أيضاً على الدفن، فسُمح لبعض من عائلة الشهيد باستلام جثمانه فجراً ودفنه قبل أن يستيقظ الناس من نومهم، خوفا من غضب المقدسيين.

ولم يرغب الاحتلال في أن تدخل جنازة الشهيد عبده الخطيب التميمي الأقصى، فحاربت العائلة لأجل ذلك، لكي يودع عاشق من عشاق المدينة مسجدها، فأدخلوه، وشارك عشرات بل مئات في جنازته، وهتفوا باسمه وباسم القهر الذي يسكن كل جسد مقدسي، وقد شُيّع بعد خضوع جثمانه للتشريح في معهد أبو كبير بحضور طبيب فلسطيني.

كدمات موزعة على الأرجل والأيدي والرأس تسببت في مقتل التميمي في معتقل المسكوبية، هذا ما قاله الطبيب في نتيجة مبدأية لما بعد التشريح.

أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى قال معبراً عن الجريمة: "نتائج التحقيق معلومة مسبقاً، فالاحتلال يدعي أنه يحافظ على حقوق الإنسان، ولكن ما حدث مع التميمي كما روى زملاؤه في التوقيف أن عبده طلب أن يتصل لتهنئة أهله بحلول العيد حينما وجه له السجانون الإهانة.

لم يتحمل التميمي الإهانة ورد عليها بإهانة تلقى بعدها العديد من الكدمات العشوائية من السجانين المملوئين بالحقد والكره، فتوالى الضرب على جسده بدون أي حواجز ولا رادع فقتلوه بدم بارد!

 التميمي كان موقوفاً على خلفية ترخيص لسيارته، لكن المخابرات الإسرائيلية تعرف تماماً أن التميمي شارك أيضا في الدفاع عن الأقصى، ورابط في شوارع القدس، ويعرفه كل المقدسيين تماماً، ولذلك استهدفه الاحتلال.

ويقول أبو عصب: "لقد تواصلنا مع شهود العيان من زملاءه في مركز توقيف المسكوبية. روايات قالت بأن السجانين سحبوا عبده وكبلوه بسرير داخل زنزانة وضربوه وهو مكبل حتى الموت وآثار الكدمات أكدها الطبيب الذي شرّح الجثة".

خرج الاحتلال في اللحظات الأولى وقال إن الوفاة كانت طبيعية، ولكنه اعترف لاحقا بأن التميمي قُتل أثناء التحقيق معه، ولا زالت تأتي شهادات المعتقلين تباعاً من سجن المسكوبية ممن سمعوا صوت عبده التميمي وهو ينادي ويستغيث ثم يخفت ثانية بعد أخرى ويموت.

وأضاف أبو عصب بأن هيئة شؤون الأسرى تولت عملية التنسيق لمتابعة الأمر قانونياً، لافتاً إلى أن ما حدث مع عبده حدث في كثير من السجون وحتى اللحظة لم يقاضي أحد الاحتلال، لأن الهمة السياسية ليست كبيرة على مستوى الحكومة والفصائل، فعبد التميمي أب لأربعة أطفال وينتظر توأمين خلال الأيام القادمة، فمن سيعيد حق هؤلاء الأطفال.

ولفت أبو عصب إلى أن تناول قصة التميمي كان أمراً مخجلاً والتعاطي مع قصته من القيادة أيضًا مخجل، مؤكدًا أن ملف الأسرى يجب أن يكون حاضراً في كل مناسبة وأمام كل زائر وفي كل جلسة.

ولم يكن سجن المسكوبية مجرد مركز للتوقيف. فوفق دراسة أجرتها مؤسسة الضمير الحقوقية الفلسطينية بخصوص الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين تم التحقيق معهم بالمسكوبية، فإن 66.3% من المعتقلين الفلسطينيين تم تعصيب عيونهم خلال مرحلة الاعتقال والنقل إلى المركز.

وقالت الدراسة أيضا إن 75% قيدوا كم أيديهم وأقدامهم بقيود بلاستيكية، في حين تم الاعتداء بالضرب على 42.5% منهم، وضرب 28.8% بالأقدام و33.8% بالأيدي، و10% بالسلاح.

البث المباشر