قالت وسائل إعلام عبرية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت توضيحات بشأن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" (Pegasus).
وأضافت أن ماكرون عبر لبينيت عن استيائه من الأمر وطلب التأكد من أن إسرائيل تأخذ موضوع بيغاسوس على محمل الجد.
وحسب المصادر نفسها، فإن بينيت وعد ماكرون بالتحقيق في الموضوع واستخلاص النتائج المطلوبة قريبا، مؤكدا أن التجسس حدث قبل توليه منصبه.
يذكر أن تقارير أوردت أن دولا استخدمت برنامج بيغاسوس للتجسس على ماكرون وشخصيات فرنسية أخرى.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن فرنسا تريد معرفة إذا كانت تل أبيب فتحت بالفعل تحقيقا ضد شركة "إن إس أو" (NSO) التي طورت برنامج بيغاسوس.
واضطر ماكرون -الذي كان على قائمة الأهداف المفترضة- إلى تغيير رقمه وجهاز الهاتف الذي يستخدمه.
وكان الرئيس الفرنسي قد دعا -الخميس الماضي- إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الدفاع، بعد نشر تقارير عن استهدافه ببرنامج التجسس.
أساليب الاختراق
وتُثار تساؤلات بشأن طبيعة الأساليب التي يستخدمها نظام بيغاسوس لاختراق الهواتف، ومنها هواتف سياسيين وصحفيين وناشطين في حقوق الإنسان. وتقدر الهواتف التي تم اختراقها بالآلاف على كلا نظامي التشغيل "آي أو إس" (IOS) و"أندرويد" ( Android).
ويقول خبراء إن البداية تتم عبر إرسال رابط سواء عبر الرسائل النصية أو شبكات التواصل أو البريد الإلكتروني أو غيرها من الوسائل، لكن الأسلوب تطور بعد ذلك، عبر ما يعرف باسم إستراتيجية "النقرة صفر"، بحيث لم يعد المخترق بحاجة إلى أن يضغط المستخدم على رابط، فيمكن اختراق هاتفك بتلقيك اتصالا عبر تطبيق "واتساب" حتى من دون أن ترد عليه.
فيستغل المخترق ثغرة في الهاتف لم يكن يعلم عنها المصنع حينها، وهو ما حدث فعلا مع واتساب.
وبالنسبة للتطبيقات، لم تقتصر الاختراقات على واتساب بل تعدت إلى تطبيقات آبل فوتوز عبر إرسال روابط النقرة صفر إلى (iMessage) وتطبيق آبل ميوزيك.
وحتى عندما تتمكن أنظمة التشغيل من إضافة تحديثات لإغلاق الثغرات، فإنه يمكن زرع بيغاسوس على أجهزة الاستقبال والإرسال قرب الهدف، مثل جهاز بث الواي فاي، أو حتى زرع البرمجية الخبيثة في الهاتف بشكل يدوي بعد سرقة الهاتف من المستخدم.
ويشير تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن نظام بيغاسوس اخترق آلاف الهواتف من الأنواع الحديثة.
دعوات لوقف التجسس
ودعت المنظمة إلى فرض وقف مؤقت لبيع واستخدام تقنيات التجسس، قائلة إن المزاعم عن استخدام الحكومات برنامجا زودتها به شركة إسرائيلية للتجسس على صحفيين ونشطاء ورؤساء دول "كشفت أزمة حقوق إنسان عالمية".
وحذرت المنظمة غير الحكومية من "التأثير المدمر لصناعة برامج التجسس غير المنظمة على حقوق الإنسان في العالم".
وأصبح برنامج بيغاسوس التابع لمجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية -القادر على تشغيل كاميرا الهاتف أو الميكروفون وجمع بياناتهما- في صلب فضيحة كبرى بعد تسريب قائمة تضم أسماء نحو 50 ألف هدف مراقبة محتمل لمنظمات حقوقية.
وتعاونت منظمتا "العفو الدولية" و"فوربيدن ستوريز" الفرنسية مع مجموعة من المؤسسات الإعلامية بينها "واشنطن بوست" و"غارديان" و"لوموند" لتحليل القائمة ونشرها.
وتشمل قائمة الأهداف المفترضة 180 صحفيا على الأقل و600 سياسي و85 ناشطا في مجال حقوق الإنسان و65 رجل أعمال.
وتشدد "إن إس أو" على أن برنامجها التجسسي مخصص للاستخدام فقط في مجال مكافحة الإرهاب وجرائم أخرى، وأنها تصدر تقنيتها إلى 45 دولة بموافقة الحكومة الإسرائيلية.
المصدر : الجزيرة + وكالات