تلقت (إسرائيل) صفعة جديدة في طريق المقاطعة، من شركة "الآيس كريم" الأمريكية "بن آند جيري" والتي أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن توزع منتجاتها بعد الآن في المستوطنات (الإسرائيلية)، رغم أنها ستستمر في التوزيع في (إسرائيل).
ولاقى القرار ترحيباً كبيراً حول العالم من مؤيدي حملة المقاطعة (الإسرائيلية)، في وقت عبّرت فيه دولة الاحتلال عن غضبها من القرار الرامي لمحاربتها اقتصاديا.
ومنذ سنوات، تقاطع العديد من المؤسسات والشركات التجارية، وكذلك مواطنون حول العالم، المنتجات الإسرائيلية، في وقت شكّلت فيه حملة المقاطعة "بي دي أس" ضربة قوية لاقتصاد الاحتلال.
ضربة اقتصادية ومعنوية
وأصدرت شركة "بن آند جيري" بيانا قالت فيه: "نعتقد أن توزيع الآيس كريم في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع قيمنا لبيع آيس كريم Ben & Jerry، ونستجيب أيضا ونعترف بالمخاوف التي يشاركها معجبونا وشركاؤنا الموثوق بهم".
وأضافت الشركة: "لدينا شراكة طويلة الأمد مع المرخص له، الذي يصنّع آيس كريم بن آند جيري في إسرائيل وتوزيعه في المنطقة. لقد عملنا على تغيير هذا، ولذلك أبلغنا المرخص له بأننا لن نجدد اتفاقية الترخيص للبيع بالأراضي المحتلة عندما تنتهي صلاحيتها في نهاية العام المقبل.
بدوره، أكد الكاتب الخبير في الشؤون الدولية الدكتور حسام شاكر أن مقاطعة الشركة الأمريكية، يحمل قيمة خاصة في سياق رفض الاحتلال، وخصوصا أنه جاء من منتج عالمي ولديه سمعة جيدة بين الجمهور.
وقال شاكر في حديث لـ "الرسالة نت": " تعمل شركة بن آند جيري على إبقاء سمعتها جيدة بين الجمهور بإبعاد منتجاتها في بلاد مغتصبة".
ولفت إلى أن البعد أكثر من اقتصادي ويتجاوزه إلى الأثر المعنوي الكبير في هذه العلامة التجارية الرائدة، مشيراً إلى أن القرار يغيظ الاحتلال، "وخصوصاً في ظل تخوفاته من اتباع شركات أخرى لنفس النهج وأن تناهض الاستيطان وتنأى بنفسها عن مربع الاستيطان".
وأوضح أن الاحتلال سيكثّف جهوده عالمياً من أجل وصم هذا القرار، قائلا: "ولكن لا شك أن إسرائيل خسرت من قرار شركة الآيس كريم، فجميع جهود الاحتلال في تجاوز هذه العقبات لم تنجح.
وبيّن شاكر أن ارتباط الشركة بجمهور واسع من المستهلكين سيزيد من المقاطعة للاحتلال عالميا، معتبراً أن ذلك سيكون خير مروّج للقضية الفلسطينية ومعرّف بجرائم الاستيطان واغتصاب الأرض.
وختم حديثه: "قرار الشركة الأمريكية يبطل مزاعم الاحتلال بأن حركة المقاطعة حول العالم بدأت تتلاشى وخصوصاً مع تطبيع عدد من الدول العربية مع (إسرائيل)، ويؤكد أن الشعوب ترفض الاحتلال".
غضب (إسرائيلي)
ولاقى قرار الشركة العملاقة، ردود فعل غاضبة في (إسرائيل)، ووجّه رئيس "مجلس السامرة الإقليمي" يوسي دغان انتقاداً لاذعاً للشركة، في حين أدلى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، بتصريحات رداً على سؤال عن الموقف الأمريكي من قرار "بن أند جيري" قال فيها: ""ليس لدي أي رد فعل بخصوص تصرفات شركة خاصة".
وأكد أن إدارة البيت الأبيض تعارض حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" الدولية، وقال: "نرفض بقوة حركة BDS التي تستثني (إسرائيل) بشكل غير عادل".
وكان رئيس الوزراء (الإسرائيلي) نفتالي بينيت حذر الشركة من "عواقب وخيمة"، واصفا قرارها بأنه "أمر في غاية الخطورة، وخطوة معادية بشكل سافر لإسرائيل".
وتجدر الإشارة إلى أن حركة المقاطعة بي.دي.إس شنت حملة مركزة لإقناع الشركة بوقف مبيعاتها في المستوطنات والأراضي الفلسطينية المحتلة.