استولت خمس عائلات من المستوطنين قبل أيام على مباني معسكر تياسير شرق طوباس، والذي كانت قوات الاحتلال أخلته عام 2013.
وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، إن تلك العائلات أتت إلى المنطقة فجأة واستولت على المعسكر المهجور، وتقيم حاليا في مبانيه، متوقعاً أنها بداية لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة.
ويحمل أهالي تلك المنطقة ذكريات سيئة حول معسكر تياسير الذي يمتد وصولا لمنطقة العقبة، وقد عانوا من أشكال التنكيل على يد جنود الاحتلال الذين خرجوا وأبقوا حاجزاً عسكرياً على مدخله.
وشكل المعسكر على مدار سنوات طويلة محطة من محطات الإذلال وتكريس واقع مرير في منطقة الأغوار الفلسطينية وخاصة أنه يتحكم في حركة وحرية تنقل المواطنين في منطقة الأغوار.
وقد أنشئ معسكر تياسير عام 1992م على مساحة 16 دونماً من الأراضي التي تصنف بأنها خزينة المملكة الأردنية الهاشمية، وأخلاه جيش الاحتلال عام 2008م لكنه ترك المباني العسكرية قائمة حتى اليوم.
وقبل أيام تطور الأمر بعد أن قامت جمعية استعمارية إسرائيلية تدعى "كوهنيم" بامتلاك الأراضي وتسكين خمس عائلات يهودية فيها، وقبلها حولت بعض تلك المباني إلى مزارع للأبقار والأغنام تخدم الجمعية الاستعمارية، وبالإضافة إلى ذلك فإن كل هذا يتم تحت أعين الجنود المتمركزين على حاجز التياسير العسكري، بل هو الذي يوفر لهم الأمن والحماية.
يقول الحقوقي الناشط في قضايا الاستيطان في الأغوار عارف دراغمة في مقابلة مع الرسالة: "يحاول المستوطنون منذ أشهر الإقامة في منطقة تياسير وكان الأهالي يتصدون لهم، وهذا ما حدث قبل أيام حيث تظاهر السكان وتصدوا لمحاولات الاستيطان فيما يمكن وصفه بملحمة بطولية استطاع السكان بعدها طرد المستوطنين من المعسكر رغم الرصاص الحي الذي أطلقه الجيش نحوهم، لافتا إلى أن المعسكر الآن فارغ.
ولم تكن هذه هي المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة حسب قول دراغمه، حيث أنه ورغم غضب المواطنين، فإن الاحتلال منذ الأمس يقوم بمحاولات استيطانية في منطقة نبع عين الحلوة، حيث يريد الجنود تسييج النبع الذي يسقي ثلاثين عائلة فلسطينية بالإضافة إلى آلاف من الماشية والأغنام.
وتأتي هذه الوحدات الاستيطانية امتدادا لمستوطنة مسكيوت التي صادقت عليها حكومة الاحتلال العام الماضي، وبدأ المستوطنون بناء وحداتهم فيها بالفعل، وذلك في سياق دعم حكومة الاحتلال لسياسة البناء الاستيطاني.
وأضاف دراغمة: "في الوقت الذي يمنع فيه المزارعون الفلسطينيون والسكان البدو من ممارسة حقهم الطبيعي في الحياة وتربية الأغنام بحجة أن تلك الأراضي للدولة أو أراضي تدريبات عسكرية، يأتي المستوطنون ويقيمون فيها بكل بساطة وعلى حساب ملاك الأرض.
وكما قال دراغمة، يصبح الفلسطيني غريباً في أرض ورثها عن آبائه وأجداده، في حين نرى الجمعيات والمنظمات الاستعمارية المتطرفة تستولي كل يوم على أراض جديدة، وتسهل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية استمرار وجود المستعمرين وحمايتهم.