قائمة الموقع

المقاومة الشعبية في الضفة.. شرعية تتزايد

2021-08-02T21:03:00+03:00
ارشيفية
الرسالة نت-رشا فرحات

ازدادت منذ بداية العام الحالي حالة الغضب الفلسطينية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في الأقصى وتبعات العدوان الغاشم عليها، ما أدى إلى تأجيج المقاومة الشعبية بشكل لم تشهد الضفة الغربية مثيله منذ الانتفاضة الأولى.

شيئا فشيئا تفجرت المقاومة الشعبية في الشيخ جراح وسلوان وكل أحياء القدس المهددة بالطرد، حتى قرية بيتا التي شهدت الهبة الشعبية لمواجهة الاستيطان في عين الحلوة بالأغوار وطرد عشرات المستوطنين المتمركزين هناك.

المقاومة الشعبية التي وصلت ذروتها رمضان الماضي في أحداث الأقصى وباب العامود، والتي انتهت بحرب على قطاع غزة لم تتوقف، تزداد يومًا بعد يوم وتتنقل من قرية إلى أخرى حسب التوسع الاستيطاني.

الشعب يقاتل الاستيطان ويقاوم ويقدم الشهداء منذ بداية هذا العام حيث تجاوز عدد شهداء المواجهات ضد الاستيطان في الضفة الخمسين شهيدًا، وبالإضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، أما الحكومات الإسرائيلية فقد انتهزت الفرصة أكثر للتغول في هجومها الشرس.

الحكومة الإسرائيلية في المقابل تعمل على تسليح نصف مليون مستوطن بكافة الأسلحة التي تساعدهم على البقاء في تجمعات سكنية بُنيت على أراضي أهالي الضفة المصادرة، وهو ما يتسبب في زيادة المقاومة الشعبية، والتي يمكن أن نقول عنها أنها الشرعية الوحيدة المتبقية في الضفة الغربية.

وتعقيبًا على تصاعد وتيرة المقاومة الشعبية يرى المحلل السياسي د. عطية جوابرة أن حدة المقاومة الشعبية في الضفة ازدادت هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة مستشهدًا بما حدث في بيتا حيث أجبر المقاومون المستوطنين على التراجع والخروج من البؤر الاستيطانية.

ونوه إلى ابتكارات المقاومين وابداعاتهم في فنون مقاومتهم الشعبية قائلا:  نتمنى أن يعمم هذا المستوى على كافة نقاط التماس والمفارق مع الاحتلال، لأن المقاومة الشعبية أظهرت للعالم أن الفلسطيني لا ييأس، ويبدع حينما يقاوم، ويمكنه إرباك العدو ببساطة".

ويرى جوابرة أن الأهالي في بيتا والقرى المجاورة يصرون على ابتكار أساليبهم الشعبية في المواجهة التي امتدت إلى مناطق أخرى في قرية قصرة على سبيل المثال، وفي اشتباكات يومية في شمال الضفة الغربية، كما في طوباس، والأغوار، مضيفا:" لقد شهدت المنطقة في الأيام الأخيرة إبعاد المستوطنين عن عين ماء كانوا ينوون مصادرتها.

ويعتقد جوابرة أن الكر والفر مساحة تبشر بالخير، رغم التساؤل الدائم عن دور القيادة وتقصيرها في الوقوف إلى جانب مقاومتها الشعبية، التي لا تتعدى مجرد كلمات وجمل إعلامية لا تثبت على أرض الواقع على حد تعبيره.

ويلفت جوابرة إلى أن المقاومة الشعبية تعرف تمامًا ما تفعل، وتقدم مقاومتها بشكل حضاري، وقد تأثرت رؤية العالم بما يفعله الفلسطيني المقاوم، وهناك تغير حقيقي وإن كان بطيئًا في المواقف الغربية.

"قبل سنتين كانت المقاومة تقتصر على قرية كفر قدوم أو نعلين، لكننا الآن نراها قد امتدت من الخليل جنوبًا وحتى جنين شمالاً، ولها الكثير من الأشكال وتحمل روح التحدي بشكل أكبر"، حسب جوابرة.

ويجمع المحللون على رؤية واحدة بأن هذه المقاومة الخالية من أي سلاح ستظهر صورة المواطن الأعزل الذي يُعتدى عليه بأعتى الأسلحة الإسرائيلية، وبأن هذا المواطن في النهاية من حقه الدفاع عن أرضه.

وفي السياق ذاته ركز الناشط السياسي والحقوقي خالد منصور على أهمية الاعلام في نقل صورة المقاومة الشعبية إلى العالم، معتبرًا أن توثيق فعاليات المقاومة الشعبية والنشاطات السلمية المعادية للاحتلال في الأراضي الفلسطينية ذات صبغة وأهمية وطنية.

وأكد منصور في مقابلته مع "الرسالة" على أن مثل هذا التوثيق السليم يعزز متابعة الكثير من القضايا قانونياً على اعتبار أن الوثائق موجودة، كما أن التوثيق يدعم بناء رواية فلسطينية مستقلة حول هذا النمط من المقاومة.

وبما أن المقاومة الشعبية تزداد بشكل ملحوظ منذ بداية هذا العام في لفتا وقصره والأغوار وطولكرم وطوباس والقدس وبالطبع على حدود غزة، فقد كانت لها نتائج أثرت على حكومة الاحتلال.

حسب صحيفة "يسرائيل هيوم" فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت تتعرض مؤخراً لضغوط أمريكية بهدف تجميد البناء الاستيطاني في الضفة، ما دفع الأخير للمماطلة بالموافقة على مشاريع بناء البؤر الاستيطانية.

كما أن بينيت رفض السماح للجنة تقسيم المناطق التابعة لـ"الإدارة المدنية" في جيش الاحتلال بتحديد موعد لاجتماع روتيني من أجل تحصيل موافقة على خطط بناء استيطانية

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00