برز اسمه في محطات المعاناة وملفات الفساد في الحالة الفلسطينية، فتسلم وزارة التنمية الاجتماعية؛ لتبدأ معه مسيرة التقليص للأسر الفقيرة ووقف صرف شيكات الشؤون، ومقايضة العوائل الأشد فقرًا في قطاع غزة وابتزازها.
ثم سرعان ما ارتبط اسمه بالمشاركة في مؤتمرات الأمن القومي لدى الاحتلال، وبلقاءات الصحفيين الإسرائيليين في مقر منظمة التحرير!
لقاءات تطبيعية
وكان اتحاد نقابة أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، قد أصدر قرارًا بمنع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني من دخول أي من الجامعات الفلسطينية، ردا على مساواته بين مشاركته في مؤتمر بجامعة بيرزيت بآخر في جامعة "هرتسيليا" الإسرائيلية.
وبرر مجدلاني مشاركته في مؤتمر "هرتيسيليا" قائلا: "لم أكن أول فلسطيني يشارك في المؤتمر، وهو مؤتمر سنوي وهرتسيليا جامعة وليست مقرًا أمنيًا، هي كجامعة بيرزيت مثلًا والتي تنظم كل عام مؤتمرًا تحت عناوين مختلفة، نحن تحت الاحتلال والمشاركة ليست تطبيعاً، هذا جزء من النضال".
ليس مجدلاني الأب فقط من ارتبط اسمه بعمليات التطبيع بل ابنته ندى كذلك على النهج ذاته، حيث نددّت اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال "BDS" بما تقوم به من تغطية على جرائم الاحتلال.
وانتقدت اللجنة تبني ندى لاتفاقية أبراهام التطبيعية من خلال نشاطها مديرة للجانب الفلسطيني بمؤسسة السلام البيئي بالشرق الأوسط الغارقة في التطبيع مع الاحتلال والتي تملك مقرات في تل أبيب والمستوطنات.
إلياس زنانيري نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي بمنظمة التحرير، أقرّ باجتماعه ومجدلاني مع صحفيين (إسرائيليين).
وأشار إلى أن الحديث الرئيسي كان لمجدلاني وعلى يساره كان ياريف اوبنهايمر الرئيس السابق لحركة السلام الآن، فيما تولى زنانيري الذي جلس على يمين مجدلاني مهمة الترجمة الفورية.
وادعى زنانيري في حديثه لـ"الرسالة نت" أن اللقاء لوضع الصحفيين في صورة الوضع وـ"تفتيت موقف الاحتلال"، حجة تسوقها لجنة التواصل مع الكيان في كل مرة تبرر فيها عقد لقاءات مع الاحتلال تثبت المعطيات أنها لا تعود بأي فائدة على الفلسطينيين بل هي لتسيير أمور تلك القيادات الشخصية فقط.
قفازة عباس!
"رجل الطائرة" لقب يطلقه بعض مسؤولي السلطة على أحمد مجدلاني، في إشارة الى تنقلاته الكثيرة لبلاد عربية وغربية، بطلب من الرئيس، أو "رجل الصدفة" كما يحب رفاقه السابقون تسميته، معتبرين أنه جاء بالغلط وبمحض الصدفة ليشغل منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي.
رفيق مجدلاني القديم خالد عبد المجيد أمين سر قوى المقاومة بدمشق وأمين عام جبهة النضال الوطني، يصر على رفضه اعتبار مجدلاني عضو في الجبهة، معتبرًا أنه يقود فريقًا تلاحق بعض عناصره شبهات أخلاقية وآخرون يعملون لأجل الراتب لا أكثر.
عبد المجيد قال إن أحمد مجدلاني عضو تنفيذية المنظمة "قفازة لسياسات السلطة ورئيسها محمود عباس، إذ تكلفه بخطوات ومواقف لعرقلة أي مساع للوحدة الوطنية".
وأضاف عبد المجيد في تصريح خاص بـ"الرسالة نت": "مجدلاني يعبر عن موقف أبو مازن وقيادات فتح، ويستخدم كأداة لها في تخريب الوضع الفلسطيني".
وذكر عبد المجيد أن "أحمد مجدلاني مرتبط بأجهزة الأمن البلغارية، وهو متورط في التخطيط لاغتيال عمر النايف والتغطية على جريمته بأدلة معروفة لدى الجميع".
وأوضح أن قيادة السلطة تتمسك بمجدلاني في إطار دوره المشبوه، "رغم وجود قيادات عديدة من فتح تعبر عن كرهها ورفضها له".
ويتورط مجدلاني كذلك في عرقلة وصول المساعدات لمستحقيها من فئة الشؤون الاجتماعية في القطاع.
قضايا فساد!
وفي ملفات عدائه لغزة حرص مجدلاني المشرف على مركز التخطيط والدراسات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية على عزل موظفي غزة في المركز واستبدالهم بآخرين من الضفة الغربية.
ووفق الخبير الاقتصادي أسامة نوفل فإن مجدلاني عين شخصية مقربة منه لرئاسة المركز من الجبهة بدلاً من ترقية الموظفين الكبار المتواجدين منذ سنوات داخل المركز.
وأوضح نوفل لـ"الرسالة نت" أن الاخطر من هذا أن المركز يدار في الضفة وكأنه مقر لجبهة النضال، وهناك خلط بين ميزانيته وميزانية الجبهة، كما أن جميع النفقات التشغيلية تصرف للمركز في الضفة فيما يستثنى مقر غزة من أي نفقات سوى تكاليف إيجار المقر.
وكانت نقابة العاملين في الوظيفة العمومية الفلسطينية طالبت بإقالة المجدلاني بعدما تلفظ بكلمة "بذيئة" في مقابلة إذاعية بحق الموظفين أثناء موجة احتجاجات أثيرت آنذاك في عهد سلام فياض، ما دفع مجدلاني لتقديم استقالته ورفضها عباس في حينه.