منذ 100 يوم يمثل محيط جبل صبيح جنوب نابلس ساحة مواجهة كبيرة وفعاليات واسعة من الإرباك الليلي الذي ينفذه ثوار بيتا والقرى المجاورة ويمتد حتى ساعات متأخرة من الليل ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي.
ومنذ بدء أعمال البناء ببؤرة "أفيتار" مطلع مايو الماضي على أراضي جبل صبيح، شرع أهالي البلدة بسلسلة فعاليات متدحرجة لاقتلاع هذه البؤرة من أراضيهم وطرد المستوطنين، بدءاً بالمواجهات الأسبوعية ثم ما لبثت أن تطورت بشكل متسارع إلى أن وصلت للإرباك الليلي، والتي حققت نتائج ملموسة على الأرض.
وتشهد المنطقة مواجهات يومية في منطقة جبل صبيح بين جنود الاحتلال وشبّان فلسطينيين، تشتد في ساعات الليل.
المواجهة مستمرة
وأكد د. حذيفة بدير أحد النشطاء الفاعلين في بيتا أن الهبة الجماهيرية بدأت في بيتا قبل حوالي 100 يوم، لأن أهل البلدة لا يستوعبون وجود بؤرة استيطانية على أراضيهم وهو أمر بالنسبة لهم غير خاضع للنقاش ودونه الدماء.
وأضاف بدير أن شباب بيتا وحراس الجبل وبعد 100 يوم اتخذوا قرارا بمواصلة المسير والزحف نحو البؤرة الاستيطانية ولن يسمحوا بمراوغة الاحتلال لهم بإخلاء البؤرة الاستيطانية إرضاء للمستوطنين بشكل مؤقت.
رهان خاسر
وأشار بدير أن الاحتلال لا يدّعي أنها أراضي مصادرة أو أراضي دولة وهو لا يزال يراهن على الوقت من أجل كسب الجولة مع أهالي بيتا، بحيث يريد أن تنام القضية وينسى الناس أرضهم حتى يعاود تثبيت البؤرة الاستيطانية ويرجع المستوطنين لها.
ونبه الى أن أهل بيتا على قمة عالية من الفهم والوعي بمجريات الأمور ولن تمر عليهم خدع الاحتلال.
خطر "أفيتار"
وحول أهمية المنطقة، شدد بدير على أن من يعرف جبل صبيح يعلم أنه جبل مطل على سلسلة جبال تمتد من شمال سلفيت الى شمال رام الله وجنوب نابلس وطريق حوارة.
وقال:" إذا تمت هذه البؤرة، فستسقط المنطقة بأكملها وسيحدث ربط لمستوطنة "معاليه أفرايم" مع الأغوار ومستوطنة كوهين وغيرها من المستوطنات بحيث تصبح مسيطر عليها من ناحية أمنية وعسكرية وسيسيطر الاحتلال على كل قمم الجبال".
وحذر من أن التهديد سيستمر للسيطرة على القمم الأخرى، فهناك منطقة تسمى "قاناص" وهو قمة جبل مطل، وفي حال سقط جبل صبيح فإننا سنخسر ذلك الجبل لأن المسافة بينهما ليست بعيدة، ما سيؤدي للدخول في نزاع آخر مع الاحتلال على الأرض.
رسالة الثوار
وتوجّه بدير برسالة للشعب الفلسطيني قائلا:" فليطمئن الجميع أن العزيمة قوية والثبات قوي، والشباب مستعدون لتقديم كل غالي ونفيس لأجل بيتا ومعنوياتهم تناطح السحاب".
وأضاف:" من رأى أمس موكب وعرس الشهيد عماد دويكات ومن رأى والد الشهيد الذي خر لله ساجدا وأخبر الجميع أن عماد ليس أغلى من باقي أبطال بيتا يتأكد أنهم أصحاب حق وصاحب الحق لن يهزم حتى لو واجه العدو بعزيمة وإرادة قوية فقط دون أي خوف أو تردد، فالكل في بيتا يتمنى الشهادة ويدعو الله ألا تنتهي الأزمة حتى يصطفيه الله شهيدا، بل ويسعى لها بحيث يكون هو التالي".
وأوضح بدير أنه من الناحية القانونية فنحن أثبتنا للعالم بأسره أنه لا يوجد فرق بين منطقة جبل صبيح وال400 دونم محط النزاع، وأن الاحتلال يعجز عن إيجاد أي مخرج قانوني لغاية هذه اللحظة، والمحامون الذين يترافعون أمام محكمة الاحتلال أكدوا أنها أقوى قضية خاضوها ".
شهداء وتضحيات
ومنذ انطلاق أعمال المقاومة الشعبية في بيتا استشهد 6 شبان كان آخرهم عماد دويكات الذي ارتقى أمس الجمعة بعد إصابته برصاصة في الصدر.
ويوميًا تندلع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل بلدة بيتا الرئيسي الموازي لشارع نابلس.
وطور الشبان منذ اندلاع أعمال المقاومة من أساليبهم في مقاومة الاحتلال، آخرها تفجير براميل كبيرة قبالة حاجز للاحتلال، كما يطلقون المفرقعات والألعاب النارية باتجاه جنود الاحتلال الذين يحرسون البؤرة الاستيطانية الجاثمة عل قمة جبل صبيح.
ونجحت وحدات "الإرباك الليلي" بإحراق بيتين متنقلين في البؤرة الاستيطانية "أفيتار" المقامة على قمة جبل صبيح، فيما اقتحم الشبان البؤرة الاستيطانية التي تخضع لحراسة إسرائيلية مشددة على مدار الساعة، وأضرموا النيران في عدد من البيوت المتنقلة فيها.
ويشهد جبل صبيح مواجهات ليلية مع قوات الاحتلال في عدة محاور، وبموازاتها تقوم وحدات الإرباك الليلي بمشاغلة الجنود والمستوطنين بأساليب إبداعية مبتكرة.