آمال الصيادين معلقة بهبوب الرياح

 

""

الرسالة نت- ديانا طبيل   

على عكس البرد الذي يكرهه الصيادون، فإن الدفء قد يعني لهم صيدا وفيرا من اسماك وخيرات البحر المتنوعة ، لكن انتظار الصيادين لشتاء هذا العام ورياحه العاتية قد طال على الرغم من اقتراب انتهاء نوفمبر إذ تمثل الفترة ما بين الخامس عشر من نوفمبر ونهاية ديسمبر الفترة الذهبية لموسم الشتاء.

فمن المعتاد أن تشهد هذه الفترة هبوب الرياح الغربية العكسية التي تدفع بالأسماك للصعود إلى السطح من اجل الدفء وقوة في سرعة الرياح ترفع من علو الأمواج التي تحمل الأسماك إلى المنطقة المخصصة للصيد على الرغم من عدم عمقها بسبب الإجراءات الاحتلالية المتعسفة.

بعين الأمل

داخل ميناء الصيادين في مدينة غزة,  التقت "الرسالة " الصياد حسام أبو ريالة "34 عاما " والذي ينظر إلى هذه الأيام بعين الأمل باعتبار الشتاء مرحلة نضوج الأسماك ، بفعل تأثير الأحوال الجوية من رياح وأمطار وتجدد الأمواج، التي تؤدي إلى تجمع الأسماك بصورة كبيرة في منطقة الصيد .

ويقول : لقد تأخر الشتاء كثيرا بالعادة يبدأ موسم الصيد في بداية أكتوبر ويزداد في أواسط نوفمبر لكننا على الرغم من اقتراب انتهاء نوفمبر لا زالنا لم نعش الموسم بالشكل المطلوب ، ولا زالت حركة الصيد ضعيفة بسبب محدودية المسافة التي حددتها سلطات الاحتلال بمسافة لا تتجاوز ثلاثة أميال، وهذه المساحة تدفع إلى  تزاحم آلاف الصياديين في هذه المسافة الضيقة ما يعني انعدام الأسماك.

ويضيف: الغالبية العظمى من الصيادين يعلقون آمالهم اليوم على اقتراب موعد "النّو", وهو انتظار هبوب الرياح العاتية مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع في حركة الأمواج تصل إلى أمتار عديدة, الأمر الذي يدفع بأصناف الأسماك إلى الخروج من مخابئها التي تتحصن بها منذ شهور عديدة، وتصل غالبيتهم إلى المناطق المخصصة للصيادين بقطاع غزة .

في حين يرى الصياد أديب بكر "40 عاما " أن تأخر الشتاء حتى هذا الوقت من العام سيكون له تداعيات مختلفة على صعيد قطاع الزراعة والثروة السمكية ، إذ ينتظر الغالبية العظمى من الصيادين هبوب الرياح الغربية العكسية التي تدفع بالأسماك إلى المسافة المحددة للصيد ، أما الآن فالأسماك موجودة على أعماق ابعد تمعننا الزوارق البحرية من الوصول إليها.

ويستبعد بكر حدوث النو في الفترة القريبة لان معالم الشتاء لم تظهر بعد في قطاع غزة وهذا يعنى أن أكثر من نصف الموسم قد انتهى، وأن قطاع غزة سيعاني من عجز في كميات الأسماك المتوافرة فيه, لمحدودية مساحة الصيد، بالإضافة إلى اكتظاظ الصيادين في هذه المساحة.

تجدد المياه

من جهته يقول الصياد عثمان حسونة "35 عاما" أن الموسم الحالي كسابقيه من المواسم إذ أن الصيد منحصر في مسافة الثلاثة أميال ، وفى هذا الوقت تكثر الأسماك في عرض البحر خاصة تلك الأسراب المهاجرة من المناطق الباردة إلى المناطق الساحلية الأكثر دفئاً إلا أننا غير قادرين لمجرد الدخول لمتر واحد في المياه على الرغم من الجهود الحثيثة التي نبذلها من اجل لقمة العيش ، مبينًا أن صيادي غزة لا يستفيدون البتة من الصيد خلال هذه الأشهر، لأنهم يصطادون على مسافة ثلاثة أميال فقط.

ويشير حسونة إلى أن الفترة الحالية والتي تمتد ما بين الخامس عشر من نوفمبر حتى نهاية شهر ديسمبر، تكون أفضل أشهر السنة لصيد السمك فيها، وذلك بسبب حدوث ظاهرة "النو" التي تعمل على تجدد المياه وتزاحم كميات كبيرة من الأسماك في هذه الفترة ، متمنيا أن يكون الموسم الحالي أفضل من سابقيه خاصة وان الصيادين باتوا الفئة الأكثر فقرا وتهميشاً.

خسارة الموسم

من جهته ينظر الصياد لؤي عبيد "30 عاما " بعين الأمل إلى الموسم الحالي إذ يتوقع حدوث النو خلال الأيام المقبلة والتي تعمل على تعكير المياه الزرقاء فيصبح السمك تائهًا ويتجه إلى المنطقة الشرقية التي يتركز فيها الصيادون، وبالتالي تزداد كمية الأسماك التي تصطاد في هذا الوقت.

ويضيف: من المتوقع جدا تأخر فصل الشتاء في ظل الظروف الجوية المتقلبة لكن حدوث  النو قريب إن شاء الله وسيعدل من خسارة الموسم الحالي ، لكنه، من جهة أخرى، يبدى قلقه الشديد من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادون إضافة إلى دخول الأسماك المصرية عبر الأنفاق والتي تؤدى إلى تدني سعر السمك ولا تتيح للصيادين الاستفادة من موسمهم بالشكل المطلوب.

البث المباشر