قائمة الموقع

" إحسان نوفل" تنجو من القصف وتتفوق بمعدل 96.9

2021-08-08T20:08:00+03:00
توضيحية
الرسالة نت-رزان الحاج

لم يكن النجاح بالظروف العادية سهلاً، فيُكلف الإنسان طاقته ووقته وربما روحه وصبره، أما أن ينجح طالب في قطاع غزة فنجاحه يشبه نجاح نبتة أنبتت في صحراء خالية من مقومات الحياة.

تارة يشعر الطالب وكأن الدنيا ضاقت به من انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات يومياً وتارة يشعر بفقدان الأمان مع كل قصف إسرائيلي يستهدف منطقته، أما المتفوقة إحسان نوفل فلم يكن الاستهداف لمنطقتها بل كان لبيتها ومأواها الذي يحمل لها الأمان والاستقرار.

كتب تحت الركام

في اليوم الثالث من العدوان دون سابق إنذار قصفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" بيت إحسان في مخيم البريج، فأصبحت كتبها وملخصاتها وكل ما أعدته للاختبارات فبقي تحت الركام.

 بعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأ اليأس يدب في قلب إحسان كيف تبدأ وكيف تستعد لاختبارات الثانوية العامة دون مأوى وإن وجد مأوى بديل فهو بيت خالٍ من الأثاث وخاصة مكتبها الذي اعتادت الدراسة عليه ومن كتبها وملخصاتها التي جهزتها استعدادًا لاختبارات الثانوية العامة.

دعم العائلة

رغم كل ما عانته من فقدان السيطرة على نفسها ومشاعرها وتشتت أفكارها ما بين إكمال هذا الطريق وتحقيق الحُلم أو التراجع عنه وانهاء كل ما كانت تطمح له، قررت إحسان أن تتحدي كل الظروف القاسية.

أيقنت إحسان أن على الإنسان أن يلم شتات نفسه ويبدأ مهما كانت الظروف، وساعدها في ذلك عائلتها وصديقاتها الذين كانوا خير سند لها.

رفضت إحسان الفرصة التي منحتها إياها وزارة التربية والتعليم لتأجيل الاختبارات لمدة شهر قائلة: "بدي نتيجتي تطلع مع كل الطلاب وأعيد الفرحة لأهلي".

لم يكن القرار سهلاً، لكنها بدأت هذا التحدي بالدعاء والاستعانة بالله وأصرت على أن استعارة الكتب والملخصات من زميلاتها وبدأت المراجعة والاستعداد للاختبارات بأقل الإمكانيات. لكن حرصها على إعادة الفرحة لعائلتها كان الدافع الأكبر لمواصلة الدراسة وتقديم الاختبارات في موعدها.

تحقيق الحلم  

اقترب الوقت من الساعة العاشرة، موعد إعلان النتيجة.. العائلة مجتمعة والتوتر سيد الموقف.. أما عن الأنظار فكانت تارة على إحسان وتارة على هاتف والدتها التي ستصل رسالة النتيجة عليه.

مع وصول الرسالة المنتظرة "ستة وتسعين وتسعة أعشار في الفرع العلمي" بدأت العائلة تهلل مستقبلة نتيجة إحسان بالزغاريد ودموع الفرح بعد أن فقدت أجواء الفرح منذ أن فقدت بيتها لكن رسالة كتب فيها 96.9%  كانت كفيلة بأن تعيد الحياة لعائلة بأكملها وتجبر كل ما عاشوه من أيام صعبة خلال الفترة الماضية.

اخبار ذات صلة