تمثل بلدة بيتا الواقعة جنوب نابلس، نموذجًا ناجحًا للمقاومة الشعبية التي تزعج الاحتلال وباتت تشكّل أيقونة في محافظات الضفة وإرباكًا لقادة الاحتلال.
وتخشى (إسرائيل) من تعميم تجربة "بيتا" ونجاح حراس الجبل في تشريد المستوطنين الذين لم يقووا على مواجهة فعاليات الإرباك الليلي والليزر والكوشوك.
واستطاع أهالي "بيتا" جلب واستخلاص العبرة من مسيرات العودة في قطاع غزة، وتطبيق الفعاليات السلمية لتهجير سكان البؤرة الاستيطانية على جيل صبيح.
بحاجة للتعميم
بدوره، قال الناشط مجدي حمايل، أحد القائمين على فعاليات الإرباك الليلي: "منذ اليوم الأول لإقامة الاحتلال مستوطنة على جبل صبيح، تلاحم أهالي بلدة بيتا من أجل الدفاع عن أراضيهم ضد البؤرة الاستيطانية".
وأوضح حمايل في حديث لـ "الرسالة نت" أن أهالي بيتا أبدعوا في المقاومة الشعبية مستوحين فكرة الإرباك الليلي من قطاع غزة.
وأشار إلى أن الأهالي قسّموا أنفسهم بشكل عفوي إلى عدة أقسام كما كان بمسيرات العودة بقطاع غزة، "من وحدة ليزر وكوشوك وإرباك ليلي وهو ما أدى للضغط على المستوطنين والرحيل وتفكيك البؤرة الاستيطانية".
وبيّن أن سبب نجاح أهالي بيتا إيمانهم بتلك الأفعال التي كان لغزة الفضل في استخدامها، مؤكدًا أن أهالي بيتا يرفضون التوقف عن حراكهم ومقاومتهم الشعبية "إلا بإزالة جميع ما وضعه الاحتلال على أراضيهم".
ووفق حمايل، فإن جميع طرق المقاومة الشعبية الأخرى والمسيرات السلمية والمفاوضات فشلت في إجبار الاحتلال على الرحيل، بينما المقاومة الشعبية بالأدوات السلمية المستلهمة من قطاع غزة هي الحل الأمثل لجميع المناطق في الضفة المحتلة لمحاربة الاحتلال وإرباك مستوطنيه والتخلص من مخططاتهم الاستيطانية".
وتطرق الناشط حمايل للحديث عن 6 شهداء في بلدية بيتا، ومئات الإصابات وأكثر من 160 إصابة حتى الآن يستخدمون العكازات.
وتذمّر من تقصير السلطة الكبير في دعم المقاومة الشعبية في بلدته، وكذلك المؤسسات الرسمية من وزارة الصحة وغيرها، موضحًا أن الجرحى يعانون من الإهمال بعد إصابتهم دون اهتمام.
وشدد على أن حراس الجبل بحاجة لإسناد، فهناك مستشفيات ترفض استقبال الجرحى المصابين في مواجهات بيتا.
وفي سياق متصل، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "التجربة النضالية المستمرة في بلدة بيتا، تمثل أيقونة للمقاومة الشعبية".
ودعت حماس لاستحضار التجربة ونقلها إلى كل الأماكن والأراضي المهددة بالمصادرة من المستوطنين سواء بالضفة الغربية أو القدس المحتلة.
وقالت إن هذه الملحمة البطولية التي لا تزال تخوضها بلدة بيتا منذ 100 يوم، أفشلت كل محاولات الاحتلال والمستوطنين السيطرة على جبل صبيح.
وأضافت: "المواجهات المستمرة تعكس إصرار أهل بيتا على خوض معركتهم بكل الأشكال والأساليب المتاحة لإفشال مخططات الاحتلال الاستيطانية وتبرهن على قدرة شعبنا الفلسطيني على الصمود الأسطوري أمام غطرسة الاحتلال".
"بيتا".. النموذج الناجح للمقاومة الشعبية بالضفة
الرسالة نت- أحمد أبو قمر