قائمة الموقع

"أحمد وبيان" ينتصران على الاحتلال بالزفاف

2021-08-10T20:06:00+03:00
أحمد وبيان
الرسالة نت – مها شهوان

أمضى أحمد عزام وخطيبته بيان فرعون عامًا وهما يتجهزان لموعد زفافهما، لكن الاحتلال نغص عليهما فرحتهما فاعتقل العريس، وبعد أكثر من عام كان مصير الخطيبة أيضًا الاعتقال، فكانا يتواصلان عبر محاميهما أو ذويهما.

قبل شهور أفرج الاحتلال عن بيان -27 عاما- دون خطيبها، حاولت أن تصنع أيامها برفقة "أحمد" المعتقل، تتواصل معه عبر الرسائل أو الاتصال من حين لآخر تستشيره في ترتيب بيت الزوجية، تصف له كل شيء بدقة، فكانت "مرايته برا السجن"، كما تقول، أما هو فعلق "شعرت أني حر حين علمت بالإفراج عنها".

لم يمض أسبوعان على نيل العريس لحريته، خرج متلهفًا لتفاصيل الحياة مع عائلته وخطيبته، ينشغل بشكل دائم وهو يرتب تجهيزات فرحه، فيعزم ضيوفه، ويذهب برفقة خطيبته لاختيار بدلة الزفاف كما تقول "للرسالة".

تروي بيان تفاصيل ليلة الإفراج عن خطيبها بالقول: لا يمكن لأحد تخيلها إلا من عاش الأسر، كنت أحس بمشاعره فهو الذي سيترك زملاءه بالأسر وسيخرج للحرية"، مضيفة وهي تضحك: صليت الفجر وطلبت منهم النزول إلى الحاجز لاستقباله، كنت متلهفة جدًا لخروجه ومشاركته لي كل التفاصيل.

أما أحمد فوصف تلك الليلة ما بين الغصة والفرح، فساعات قليلة سيكون حرًا بين أهله، لم ينم يومها يريد أن يرى كل شيء ما عدا أسوار السجن.

عبر الهاتف وبمكالمة جماعية مع "الرسالة" تحكي بيان أن التواصل بينهما كان خلال الاعتقال روحيًا، فأقسمت أنه كان يعلم بفرحها وحزنها، ويراها في منامه فيخبر محاميه أو أحداً من عائلته عند زيارته، فيكون ما شعر به صحيحًا مما كان يعزز ارتباطهم كل مرة.

تقول: "حين كنت أمر بفترات عصيبة في المعتقل كان يرسل لي مع المحامين أو الأهل "ليش كنتِ متضايقة في اليوم الفلاني"، متابعة: "كان إحساسه ما بخيب سواء بالفرح أو الحزن، هذا ما جعل ترابطنا وحبنا يقوى يوم بعد يوم".

وتوضح أن رسائلهما كانت تقويهما كل مرة يحاول السجان النيل منهما، فكان اليقين يتملكهما حتى أفرج عنهما واقترب موعد زفافها الذي سيقام في نابلس بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري وستترك العروس بلدتها العيزرية.

يصف العريس "أحمد" اللحظات الأخيرة من اعتقاله بأنها كانت طويلة ويعلق: "الأسير العادي يعد اللحظات لحريته، لكن من ينتظر مولودًا أو فرحه يكون متوترًا كثيرًا حتى يخرج، خاصة أن الكثير من الأسرى عند اللحظة الأخيرة يحرمون من الخروج لحجج واهية.

ويكمل: اشتركت وبيان في كل شيء فالمعاناة كانت واحدة، وبعد نيلها للحرية حاول الاحتلال إرهاقنا أكثر حين منعت من زيارتي رغم أنها تمتلك عقد زواج ووفق القانون من حقها زيارتي".

وتابع:" لم تشعرني أنني معتقل ولو لحظة، فكل شيء كانت تشاركني فيه، لدرجة أنني اخترت معها أثاث البيت والألوان.

ويحكي عن لحظة علمه باعتقالها والحكم عليها استدعاه جهاز الشاباك لكسر عزيمته فأخبروه "اعتقلنا بيان، وينتظرها حكم طويل"، فرد بقوة "والله لو حكمتوها مؤبد، راح اضل استناها طول عمري".

وبعدما أنهت محكوميتها ثلاث سنوات وأربعة شهور، شعر حينها أنه "حر طليق"، والذكريات الصعبة التي تخطاها الزوجان سيخبران الأولاد والأحفاد عنها، وكيف انتزعا فرحتهما من السجان رغم محاولات التنغيص عليهما وإبعادهما في سجني مجدو والدامون، ودوما كان شعارهما "لئن ناءت بنا الأجساد فالأرواح تتصل".

اخبار ذات صلة