وكالات-الرسالة نت
بعد التسريبات التي حدثت مؤخرًا من موقع ويكيليكس للوثائق الأميركية السرّية، وما سببته من تهديد للأمن القومي في الكثير من البلدان، وخاصةً التسريبات التي حدثت اليوم للبرقيات المرسلة من السفارات الأميركية في كافة دول العالم، والتي قد تتسبب في حدوث أزمة دبلوماسية بين أميركا ودول حليفة غير مسبوقة، يفرض سؤال مهم نفسه خلال هذه الأحداث، وهو كيف لقاعدة بيانات إلكترونية هائلة تدخل إلى حيّز الوجود ثم تتسرب بياناتها كما يبدو بهذه السهولة؟
ووجدت واشنطن الحل كامنا في sipdes، وهي العلامة التي تظهر على سلسلة من العناوين الرمزية التي تتصدر عناوين كل برقية.
وهي تعني "sipernet Distribution " و"Siprnet"، أي اختصار في حد ذاته لجملة "بروتوكول الإنترنت السرّي لتوجيه الشبكة"، وقد صمّم "siprnet" لحلّ مشكلة أزلية تتعلق بالبيروقراطية الكبيرة المتعلّقة بكيفية تشارك المعلومات بسهولة وسرّية بين عدد كبير من الأشخاص حول العالم.
و"siprnet" هو نظام خاص بالجيش الأميركي، ويعمل على شبكة الإنترنت، ويبقى منفصلاً عن الإنترنت المدني العادي، ويديره قسم الدفاع في واشنطن.
ومنذ هجمات أيلول/سبتمبر 2001، كان هناك تحرّكًا من جانب الولايات المتحدة لربط المحفوظات المنفصلة لمعلومات الحكومة، على أمل أن الاستخبارات الرئيسية لا يتمّ اصطيادها بعد الآن في صوامع أو "قبعات" معلوماتية.
وقد تمّ توصيل عدد متزايد من سفارات الولايات المتحدة في "siprnet" في العقد الأخير، وبهذا يمكن التشارك في المعلومات الدبلوماسية والعسكرية.
وفي عام 2002 كانت هناك 125 سفارةً أميركيةً على siprnet، وبحلول عام 2005 وصل العدد إلى 180 سفارة.
وهناك دليل داخلي لموظّفي وزارة الخارجية ينصحهم باستخدام تصميم "Sipdis" فقط لـ"إرسال تقارير ورسائل معلوماتية أخرى تبدو ملائمة لتصل إلى مجمع الوكالات الحكومية الأميركية"، ويُخصّص الدليل عددًا آخر من القنوات للموادّ الأكثر حساسية، وتضم قنوات Nodis, Exdis ,Roger وDocklamp (وذلك للاتصال بين المرتبطين بوزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات العسكرية)، واليوم فإن الغالبية العظمى من المهمات الأميركية حول العالم متصلة بهذا النظام.
وهذا يعني أن إيفاد دبلوماسي موضوع عليه علامة Sipdis يتمّ تنزيله تلقائيًا إلى الموقع السرّي للسفارة. ومن هناك يمكن الإطلاع عليها، ليس فقط لأي شخص من السفارة، ولكن أيضًا لأي شخص في الجيش الأميركي لديه حاسوب متصل بـ "siprnet"، والملايين من الجنود والموظّفين في الجيش الأميركي لديهم تصريح أمني "سرّي".
وكانت اقتراحات بأن يُثبّت نظام للإنذار لكشف حالات الاستخدام المشبوهة للشبكة، قد تمّ تعليقها من جانب شؤون الموظفين في الجيش الأميركي في العراق بعد شكوى من أن النظام مزعج في التعامل معه، ورفضت وزارة الخارجية التعليق على ذلك، إلا أن المتحدث باسم الوزارة بي جيه كراولي قال "وزارة الدفاع تراجع كل الإجراءات المتعلّقة بالأمر، وتتخذ في شأنها القرار المناسب. وفي هذه الأثناء، أكّدت وزارة الخارجية أن تلك المواد السرّية تصل إلى من يحتاجونها".