تزامناً مع بدء تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي مشروعاً تهويدياً يشمل ممرات وساحات ومصعد لتسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي في الخليل، أطلق نشطاء في الخليل دعوات لأهالي المحافظة وسكان البلدة القديمة على وجه الخصوص للمشاركة في "صلاة جمعة فجر الانتصار والرباط بالمسجد الإبراهيمي".
وتأتي الفعالية تأكيداً على الحق الكامل للفلسطينيين في المسجد، ورفضاً لمخططات التهويد التي يتعرض لها.
وبمجرد بدء التنفيذ بشكل ظاهري، خرجت مظاهرة قرب المسجد الإبراهيمي، لكن سرعان ما قمعتها سلطات الاحتلال، وكان المشاركون فيها رددوا هتافات تؤكد حق المسلمين في المسجد، ورفض الخطط الاستيطانية التي تستهدفه.
وبحسب تغريدات أهل الخليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فإنه لا يمكن مواجهة هذه المخاطر إلا بتكاتفهم للتصدي لهذا المخطط.
ويقول مالك الجعبري ناشط من الخليل "للرسالة": رصدت كاميرات النشطاء في الخليل أكثر من محاولة للاحتلال للحفر تحت الأرض، وحين ظهرت تلك الأعمال على مرأى الشبان ثاروا وخرجوا بمسيرة رافضة.
وأكد الجعبري أن الأنشطة المناهضة للاستيلاء على الحرم الابراهيمي مؤثرة، لا سيما في ظل دعوات لصلاة فجر الجمعة، مشيراً إلى أن هذه الفعالية قديمة لكن هناك دعوات دورية لتكثيف الحضور مما يثبت للاحتلال أن أهل الخليل ومن حولهم متواجدون في الحرم ولن يسمحوا بالاستيلاء على ما تبقى منه.
ووصف ردة فعل السكان بالقوية وما ساعد بذلك هي أحداث الشيخ جراح وعدوان غزة، الذي أثبتت أن الفلسطيني قوي بإرادته ويستطيع أن يكسر المحتل، مؤكداً أن هناك ردة فعل إيجابية للتواجد في الحرم الابراهيمي.
وبحسب الناشط الجعبري، فإنه من المتوقع أن يصل عدد المشاركين إلى 10 آلاف فلسطيني من الخليل وما يحيطها من مدن "جنين وبيت لحم ونابلس"، موضحاً أن الداعمين سيأتون بمركباتهم الخاصة، كما سيرسل أهالي الخليل باصات لبعض المناطق ليسهل وصولهم إلى الحرم الابراهيمي.
ورغم حملات التضامن للحد من الاستيلاء على الحرم الإبراهيمي عبر مخططات تهويدية، هناك تخوف لدى أهالي المدينة من سيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الاستيطانية على ساحات المسجد الإبراهيمي، وذلك خدمة للمشروع الاستيطاني.
وعلت أصوات السكان لمطالبة اليونسكو التي اعتمدت المسجد الإبراهيمي كمعلم من ضمن التراث العالمي، أن تقف أمام محاولات التغيير التي يتعرض لها.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسـكو" قدر قررت في يوليو/تموز 2017، إدراج الحرم الإبراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن آليات الاحتلال الثقيلة باشرت تحت حراسة مشددة من القوات بعمليات حفر على بعد 100 متر تقريباً، في الساحات الخارجية الغربية للمسجد الابراهيمي، لتركيب المصعد الكهربائي.
ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل.
كما رفضت محكمة الاحتلال في نيسان/أبريل الماضي، طلباً فلسطينياً بتجميد بناء مصعد كهربائي للمستوطنين في المسجد الإبراهيمي.