يوماً بعد يوم، ترتفع وتيرة سخونة الأوضاع في قطاع غزة، على ضوء اشتداد الأزمات الإنسانية والاقتصادية نتيجة استمرار الحصار المفروض على القطاع.
قوى المقاومة أكدّت أن استمرار الوضع الراهن من شأنه أن ينذر بتفجير الأوضاع، كما قد يؤدي إلى اندلاع تصعيد بأدوات مختلفة، وهو رهن قرار سيصدر في ضوء التقييمات الجارية للموقف.
ووفقاً لمصادر من فصائل المقاومة تحدثت لـ"الرسالة نت"، فإن اليوم الإثنين سيكون حاسماً تجاه تحديد موقفها حول التصعيد، لا سيما مع حالة التباطؤ التي ترافق تنفيذ التفاهمات المرتبطة بكسر الحصار.
وردًا على تلكؤ الاحتلال الإسرائيلي في الاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية، رأت أغلب الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس" بأن هذه التهديدات "إفلاس سياسي وعسكري".
وتعقد الفصائل بغزة منذ عدة أيام اجتماعات مكثفة لتوحيد مواقفها، بعد أن اطلعت على ورقة مصرية وصلت لها بشأن التهدئة، إلا أنها اعتبرت أن الاحتلال يراوغ ويتلاعب ولا يريد تحقيق أي من مطالب المقاومة التي أكدت بدورها أنها مستعدة للمواجهة.
وعلمت "الرسالة نت" أنه جرى طرح إعادة تفعيل مسيرات العودة على طاولة الفصائل والهيئة القيادية العليا للمسيرات.
وعكست هذه التطورات فعليًا فشل الوساطة المصرية -على الأقل حتى الآن- في احتواء التصعيد وإحراز أي تقدم بالملفات التي ترعاها منذ انتهاء جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة التي راح ضحيتها 243 مدنياً.
حركة حماس جددّت تأكيدها بأن استمرار الحصار على قطاع غزة لن يؤدي إلا إلى تجدد المواجهة العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الحصار لا يمكن أن يستمر.
وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم: "موقفنا واضح أن الحصار الظالم على غزة لا يمكن أن يستمر أكثر من ذلك".
وأكدّ "قاسم" في تصريح صحفي صادر عنه أن "استمرار الحصار بهذه الطريقة أحد صواعق التفجير الحقيقية التي يمكن أن تنفجر في أي وقت".
وأوضح أن فصائل المقاومة تتحرك بشكل منسق وجماعي وتدرس الخطوات وفق تقديرها للموقف، وقراءتها للميدان على المستوى السياسي والعملياتي والاتصالات التي تجري مع عديد الوسطاء لوضع حد لهذا الحصار.
من جهته، ذكر أبو الحسن الششنية عضو اللجنة المركزية للجان المقاومة الشعبية، أنه في ظل استمرار العدو بسياسة الحصار ومنع إعادة الإعمار وإدخال البضائع، فإن كلمة الفصل ستكون لفصائل المقاومة.
وقال الششنية لـ"الرسالة نت: "لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه السياسة، وستكون للمقاومة كلمة الفصل خلال الأيام القادمة".
من جهته، أكدّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أن الشعب من حقه مواجهة الحصار الظالم على غزة بكل الإمكانات والأدوات، خاصة في ظل محاولات الاحتلال تركيع القطاع.
وقال أبو ظريفة لـ"الرسالة نت" إن المقاومة لن تسمح للاحتلال بأن يبتز أي موقف سياسي مقابل هذه القضايا المحقة كإعادة الإعمار ودخول المساعدات ورفع الإغلاق، وضمان حرية الحركة للأفراد والبضائع.
وشدد أنه لا يمكن أن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي، وهي ترى العقاب الجماعي الذي يُفرض على الحاضنة الشعبية بغزة.