هذه الطرقات تعرف أهلها، همسها، مخارج حروفها بإظهارها وإخفائها، حتى أنها تتباهى اليوم بهم، تشبه أمًا تحتضن أبناءً عادوا إليها من بيت الله بالثوب الأبيض!
على خطوط متوازية، يمشي الفتيان في طابور، اثنان، ثلاثة، بل إنهم أكثر من 500 حافظ للقرآن الكريم يمشون معًا في شوارع حي الشجاعية شرق غزة في مسير هو الأول من نوعه في المنطقة!
ختام فعاليات
"جيل القرآن للأقصى عنوان" هذه اللافتة رفعها طفل حافظ لكتاب الله يتقدم المسير، في حين انتشرت صور ومقاطع فيديو الأسبوع الحالي للمسير الذي نظمته لجنة القرآن الكريم والسنة في منطقة التركمان بـ "الشجاعية".
المشرف على المسير محمد جندية يؤكد لـ"الرسالة نت" أن المسير جاء في ختام فعاليات مخيمات "سيف القدس القرآنية" في مساجد المنطقة، لنخبة من حفظة القرآن الكريم وتكريم عددا من أتموا سرد القرآن في جلسة واحدة في غزة.
نشيد يعلو عبر مكبرات الصوت يوضح ثواب حافظ القرآن، لون موحد يرتديه الجميع، ومصحف في يد كل حافظ، وتكريم لأربعة حفظة استطاعوا سرد القرآن كاملًا من فجر يوم عرفة إلى غروبه.
يخبرنا "جندية" أن فكرة المسير هي للانتقال من داخل المسجد إلى خارجه، مشيرًا إلى أن شوارع حي الشجاعية ابتهجت بهم، وأن الحافظين شعروا بالحماس منذ طرح الفكرة حتى تنفيذها مرورًا برد الفعل بعدها.
وقال المشرف:" ردة الفعل لمسناها بعد المسير، حيث توافد الكثير من الأطفال للتسجيل داخل مراكز تحفيظ القرآن في منطقة التركمان، وتابع:" لم تكن الطريق سهلة خلال المسير حتى أن درجات الحرارة كانت مرتفعة، إلا أن الأجواء المصاحبة من اصطفاف السكان على جوانب الطرقات لمشاهدة المسير، والتقاط الصور للحفظة زاد الأجواء بهجة وحماسة".
القرآن في القلب!
"عمو بنفع نمشي مع المسير؟" هذا الطلب واحد من المشاهدات التي علقت في ذاكرة المشرف جندية خلال المسير، يعلق عليه بالقول:" أبهجني إلحاح أحد الأطفال من سكان المنطقة عند مشاهدته للحفظة يمشون من أمام بيته (...) اقترب مني وطلب بإلحاح أن ينضم للمسير، هذا الفعل مبهج ويدفع الصغار لحب القرآن وحفظه".
قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقدمت هي الأخرى المسير القرآني الذي انطلق من مسجد الإصلاح بحي الشجاعية وجاب شوارع المنطقة لينتهي بفقرة التكريم.
"مسير بشائر النصر والحق" هذا الوصف أعطاه القيادي في حماس زياد حجاج للمسير، معبرًا عن اعتزازه برؤية الأطفال والفتيان من أهل القرآن وحفظة كتاب الله يحملون القرآن في صدورهم قبل أن يحملوه في أيديهم".