قائمة الموقع

الاحتلال يعترف بفشله في غزة.. المقاومة تتفوق استخبارياً

2021-08-17T09:18:00+03:00
الرسالة- محمد عطا الله

يكشف الاعتراف (الإسرائيلي) بالفشل في ضرب الأنفاق والقضاء على مئات المقاتلين من المقاومة داخلها، حجم الإخفاق الكبير الذي مُني به جيش الاحتلال خلال حربه على المقاومة في قطاع غزة بمعركة سيف القدس.
 

وأظهر تحقيق داخلي في الجيش الإسرائيلي فشل مناورة الخداع التي نفذها خلال العدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، والتي كانت تهدف إلى تدمير أنفاق دفاعية (المترو) في شمال قطاع غزة وقتل مئات من مقاتلي حماس، وفق ما أفادت صحيفة "معاريف" العبرية.
 

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه جرى التخطيط لخطة "ضربة برق" طوال ثلاث سنوات في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي. وقضت خطة التضليل بأن يبدو لحماس أن قوات (إسرائيلية) تنفذ اجتياحا بريا في القطاع، يدفع مقاتليها للدخول في الأنفاق، لتقصفها الطائرات الإسرائيلية مباشرة.
 

وحسب الخطة، فإن التقديرات كانت أن يستشهد في الهجوم الجوي ما بين 600 إلى 800 من مقاتلي حماس بعد دخولهم إلى الأنفاق لمواجهة "اجتياح" القوات الإسرائيلية.
 

وكان الهدف الآخر لخطة التضليل الإسرائيلية تدمير قسم كبير من الأنفاق الدفاعية، "وإخراج حماس من التوازن في أعقاب مقتل عدد كبير من مقاتليها والأضرار التي لحقت بالأنفاق" حسب الصحيفة.
 

وكشفت الصحيفة أنه بعد تنفيذ التحقيقات والفحوصات المختلفة، فإن التقديرات في الجيش الإسرائيلي هي أن عدد القتلى كان أقل من التقديرات في نهاية العملية العسكرية، حيث لم يتجاوز العشرة.
 

ورغم الإعلان الإسرائيلي في المعركة بأنها نجحت في القضاء على شبكة الأنفاق التابعة للمقاومة والقضاء على مئات المقاتلين داخلها، إلا أن هذه التحقيقات في الجيش تفضح كذبه وإخفاقه في المعركة العسكرية.
 

ولم يقتصر هذا الفشل على الصعيد العسكري بل امتد إلى المعركة الرقمية، فقد تحدثت دراسة (إسرائيلية) مؤخرا، عما وصفته "تفوق" حركة حماس في المعركة الرقمية ضد "تل أبيب"، مبينة أنه "بالتزامن مع القتال العسكري الأخير في غزة، اندلعت معركة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وعكست ما يجري في القطاع ومدن الداخل الفلسطيني، التي تتضمن جمهوراً متنوعاً: إسرائيلي وفلسطيني وعربي وعالمي".
 

وبحسب الدراسة التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، فإن "من آثار هذه المعركة التكنولوجية والرقمية، زيادة مشاعر الخوف من حماس لدى الجمهور الإسرائيلي، والتأثير على الرأي العام العالمي ضد (إسرائيل)، بجانب تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، وإثارة الانتقادات لإسرائيل في الساحتين المحلية والعالمية".
 

                                                  خطة تنوفا

ويرى الكاتب والمختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أن الاعتراف بفشل خطة "مترو حماس" يعني فشل خطة تنوفا متعددة الأهداف والتي كان يشرف عليها رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي.
 

ويوضح أبو زبيدة في حديثه لـ"الرسالة نت" أن هذه الخطة التي صاحبها ضخ إعلامي وتسليط ضوء عليها من ناحية تطوير قدرات جيش الاحتلال وإحداثها نقلة نوعية في المناورة والزخم والقدرة على السيطرة والقتل والخطف، فشلت بشكل مُركب.
 

ويبين أن ما جرى بمثابة إخفاق من الناحية الاستخبارية وفشل للمنظومة العسكرية الإسرائيلية وكل منظمة الأمن لدى جيش الاحتلال الذي يدعي معرفته بقدرات وخطط المقاومة واستشرافه قدراتها العسكرية.
 

ويؤكد أن هذا الفشل يمثل نجاحاً كبيراً لاستخبارات المقاومة ومعرفتها في توجهات وخدع العدو، ويدلل على أن هناك فجوة حقيقية لدى الاحتلال في خططه وواقعه العملياتي على الأرض.
 

ويعتبر الخبير العسكري أن لهذا الفشل دلالات كبيرة وهي أن العدو حاول تسويق قدراته العسكرية، إلا أنه فشل أمام تطور قدرات المقاومة وجهدها الاستخباري وقدرتها على كشف خطط العدو وإفشالها.
 

وحول تأخر إعلان الاحتلال عن هذا الفشل يعتقد أبو زبيدة أن الاحتلال حاول تسويق هذا الإنجاز أمام المجتمع الصهيوني، لكن عندما تكشفت الأحداث وعدد الشهداء وقدرات المقاومة فإنه من الصعب الاستمرار في إنكار هذا الإخفاق، لا سيما وأنه يحاول استخلاص العبر.
 

ويلفت إلى أن معركة سيف القدس إجمالا كانت معركة فاشلة استخبارياً من حيث التنبؤ بقدرات المقاومة ومن حيث إدارة المعركة وفشل التصدي لصواريخها والتعامل الإعلامي، موضحاً أن الفشل مركب استخباري وميداني وعسكري، فيما يحاول الاحتلال عبر الضغط السياسي والاقتصادي اليوم تعويض هذا الفشل العسكري في هذه المعركة.
 

ويتفق الخبير في الشأن العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، مع سابقه مبيناً أن جيش الاحتلال تسرع في الإعلان عن مقتل مئات المقاومين في هذه الخطة، إلا أنه بعد التقييم وجد أنهم لا يتجاوزون العشرة.
 

ويؤكد الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة نت" أن هذا الفشل هو الأهم والانتكاسة الكبرى العملية كانت بالنسبة للجيش استراتيجية يهدف من خلالها لقتل أكبر عدد ممكن من رجال المقاومة.
 

ويشير إلى أن هذا الأمر يعكس الفشل الاستخباري لدى الاحتلال ويدلل على أن قطاع غزة بات بيئة شبه خالية من المخبرين رغم التكنولوجيا الهائلة التي تراقب القطاع طوال الوقت.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00