قائد الطوفان قائد الطوفان

بسرية.. تدشين جسر يهودي من الفولاذ إلى باب المغاربة 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة-رشا فرحات

قبل سبع سنوات وتحديداً خلال حرب 2014 استغلت الجمعيات الاستيطانية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشرعت ببناء جسر خشبي في تل باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى، وجرى الإعداد لتدشينه عشية رأس السنة العبرية والأعياد اليهودية نهاية سبتمبر/أيلول لذلك العام، والتي تتواصل حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

ولكن أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت أوامره بتفكيك الجسر الخشبي حيث جاء القرار بضغط من الأردن صاحب الولاية الدينية على القدس، ولكن الجسر لم يفكك.

وقد علق الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل في ذلك الوقت على الموضوع متوقعاً المراوغة من الاحتلال، وبأن هذا الاعلان قد يكون تجهيزاً لخطوة أكبر بعد سنوات قليلة، وبقي الجسر الخشبي على حاله.

وقبل أشهر بدأ الاحتلال بالترويج لفكرة أن الجسر آيل للسقوط وبأن إعادة بنائه قد أصبحت ضرورة وأعلن عن مناقصة للبدء في بنائه من الفولاذ.

ويروج الاحتلال أن حكومة بينت قد رفضت فكرة إعادة بناء الجسر من الفولاذ، وإنما وافقت على تجديد واستبدال العوارض الخشبية التالفة، وعليه فقد رفعت المنظمة المتطرفة الأمر إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، مطالبة بإجبار حكومة بينيت على إعادة بناء الجسر بالكامل من الفولاذ.

وقبل أيام طلبت سلطات الاحتلال من مقاولين تقدموا بمناقصات لإعادة بناء جسر باب المغاربة، بالتوقيع على بند سري بخصوص أعمال البناء، وعدم النشر أو الكشف بأي طريقة كانت عن تفاصيل الاتفاق والبناء، حسبما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الخميس الماضي.

وطرح المناقصة ما يسمى "صندوق تراث حائط المبكى"، المسؤول عن حائط البراق في مكتب رئيس حكومة الاحتلال.

الدكتور عبد الله معروف الكاتب المختص في دراسات الأقصى يرى أن تفاصيل القضية على أهميتها غائبة عن الإعلام بشكل كامل على الرغم من أن مجرد طرح الفكرة في بداية 2007 كان سيثير حساسية بالغة في الأوساط العربية، ولكن اليوم لا يتجاوز الأمر أروقة القضاء الإسرائيلي.

ويعتقد معروف أن غياب الغضب العربي يدل على أن مستوى الاهتمام العربي الرسمي بقضية المسجد الأقصى المبارك في تناقص بسبب تغير المزاج الرسمي في التعاطي مع القضية الفلسطينية ككل وربما كان ما يسمى اتفاق أبراهام وما تلاه من تطبيع عربي هو أحد الأسباب.

هذه الموجة التطبيعية أبعدت شعوب العالم العربي، حسب معروف، عن القضية الفلسطينية كثيرا ولم تعد القدس أو المسجد الأقصى ضمن سلم أولوياتها.

السبب الثاني وفق الدكتور معروف أن الاحتلال الإسرائيلي بات يحسب حساب المقاومة الفلسطينية والمزاج الشعبي الفلسطيني فقط في دراسته لأية خطوات يقوم بها في المسجد الأقصى المبارك، وهذا ما يجعل الاحتلال يتصرف بسرية وتستر.

وللتذكير فإن باب المغاربة هو البوابة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وهو الباب الوحيد الذي يسيطر عليه الاحتلال والذي يدخل منه المتطرفون اليهود لأداء صلواتهم داخل الأقصى، وإثر ذلك بنت سلطات الاحتلال في عام 2007 جسراً خشبياً مؤقت يؤدي إلى الباب من ساحة البراق.

البث المباشر